أخبار الإقليم

17 سبتمبر, 2015 09:32:28 ص

إقليم عدن /خاص:


تواصل القوات المشتركة، المكونة من قوات التحالف وقوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، تحقيق تقدم ميداني ملموس، في ظل تكثيف القصف الجوي على مواقع الميليشيات الحوثية وقوات المخلوع علي صالح، في العاصمة صنعاء والمناطق المحيطة بها، وأكدت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط» أن القوات المشتركة تحقق تقدما كبيرا، في مقابل تقهقر ميليشيات الانقلابيين وقوات الحرس الجمهوري الموالية للمخلوع، التي تعرضت لهجوم كبير من قبل طائرات التحالف، أسفر عن خسائر بشرية ومادية كبيرة في صفوفها.


 


وفي سياق سعي القوات المشتركة، لحسم معركة مأرب والانتقال إلى جبهات أخرى وتحريرها من قبضة الميليشيات الحوثية وقوات المخلوع علي عبد الله صالح، وصلت تعزيزات لقوات التحالف إلى منطقة الجدعان، في محافظة مأرب بشرق اليمن، أمس، وقال مصدر في المقاومة الشعبية في الجدعان لـ«الشرق الأوسط» إن تلك التعزيزات هي قوات تتبع الجيش الوطني من الجيش الوطني الذي تدرب في العبر وشرورة، وإنها عبارة عن كتيبتين مدعمة بعشرات الآليات من العربات والأطقم العسكرية، وأكدت المصادر أن القوات التي وصلت إلى الجدعان، انتشر بعضها في جبهة ماس الجدعان - مجزر، والجزء الآخر في جبهة المخدرة وهي جبهة مشتركة من مقاومة الجدعان ومقاومة صرواح والجيش المساند، وقال شهود عيان إن «هذه القوات استقبلت باحتفاء كبير من قبل المواطنين»، وتعد محافظة مأرب من أبرز المحافظات اليمنية التي أعلنت تأييدها للشرعية الدستورية ممثلة في الرئيس عبد ربه منصور هادي ورفضت انقلاب تحالف الحوثيين – صالح، وقاومت الحملات العسكرية للحوثيين لاحتلالها، خلال الأشهر الماضية، بجهود ذاتية، حتى حصلت على دعم قوات التحالف.


 


في سياق متصل، قال اللواء الركن جعفر محمد سعد، مستشار الرئيس اليمني للشؤون العسكرية إن «الوضع الميداني للقوات المسلحة والمقاومة الشعبية وقوات التحالف، أصبح واضحا، بصورة جلية، في مسرح العمليات في محافظة مأرب»، وقدم سعد شرحا مفصلا للمخططات العسكرية الجارية على الأرض والعمليات العسكرية التي تهدف إلى الوصول إلى الهدف الاستراتيجي وهو العاصمة صنعاء وتحريرها، وقال في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «التحركات والعمليات في مأرب تسير في اتجاهين، الأول مديرية صرواح، عقبة الوتدة، بلاد خولان ومنها إلى سنحان باتجاه المدخل الجنوبي لصنعاء من اتجاه دار سلم، والاتجاه الثاني الخط الرئيسي مأرب، عقبه الفرضة، بلاد نهم ومن الشمال إلى معسكر الخرافي (شمال العاصمة)»، مؤكدا أن هذا «تحليل عسكري واستنتاج للانتشار على الأرض والمؤدي إلى صنعاء»، وأنه بعد سقوط وتحرير مأرب، الاحتمال الأكبر هو تحرير تعز، التي سوف تكون الخنجر في خاصرة قوات الانقلاب من غرب صنعاء، وقال مستشار هادي إنه تجري عملية إعادة تنظيم وحشد واضح في بيحان ووادي حريب وعلينا ألا نغفل جبهة تعز، التي تعد مفتاح محافظتي إب والحديدة والحزام الواقي لمحافظة لحج، وإن ذلك الانتشار العملياتي للقوات يوضح الطوق والحصار الذي سوف تفرضه قوات الشرعية والتحالف على القوات الانقلابية في صنعاء ويتضح ذلك من خلال الضربات الجوية التي نفذت يومنا على خطوط وطرقات الإمداد والمناور في المحافظات سالفة الذكر وهو ما يعرف عسكريا بالتمهيد الناري للعمليات القتالية التي حددت أهدافها في خطة السهم الذهبي، وأرجع اللواء سعد ما يطرحه البعض حول أن قفزا من خلال الحديث عن صنعاء وما زالت العمليات تجري في مأرب، وقال إن «ذلك اعتقاد وسببه بعض وسائل الإعلام التي تجتهد أو تستقي معلوماتها من أطراف غير مدركة لحقيقة العمل العسكري».


 


من جانبها، حيت المقاومة الشعبية الجنوبية صمود وقتال أبناء مأرب ضد الميليشيات الانقلابية، وقال علي شايف الحريري، المتحدث الرسمي باسم المقاومة الجنوبية إن «البطولات التي يسجلها التحالف العربي بقيادة السعودية في مأرب بجانب المقاومة الشعبية من أبناء مأرب فرضت على ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح خيارين لا ثالث لهم الموت أو الاستسلام»، وأضاف الحريري لـ«الشرق الأوسط» أن «محافظة مأرب اليمنية كان لها دور كبير في التصدي لهذه الميليشيات منذ بداية استلامها الأوامر من طهران لغزو اليمن، وأن أبناء مأرب جسدوا لوحة في الصمود والوفاء وقدمت نفسها من أفضل المحافظات الشمالية»، ووجه الحريري تحية إلى رجال التحالف العربي وتحية إلى المقاومة في مأرب على هذه الانتصارات وما النصر إلا صبر ساعة.


 


إلى ذلك، صعدت المقاومة الشعبية في إقليم آزال عملياتها التي تستهدف الميليشيات الحوثية وقوات المخلوع علي عبد الله صالح في عدد من المناطق، فقد نفذت مقاومة آزال، خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية، سلسلة عمليات في محافظة ذمار، وآخر هذه العمليات التي جرى تنفيذها يوم أمس، والتي استهدفت مقرا لتجمع الميليشيات في مديرية جبل الشرق بمحافظة ذمار، وسط اليمن، وأفاد المكتب الإعلامي لمقاومة آزال أن رجال المقاومة هاجموا بالقنابل اليدوية، مركز الجمعة في جبل الشرق الذي تحتله الميليشيات منذ 8 أشهر، وتتخذ منه مقرا لمسلحيها الذين يتم إرسالهم إلى المحافظات، وأضاف بيان للمكتب، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، أن «الهجوم أسفر عن إصابة عدد من مسلحي الميليشيات، بينهم المشرف الميداني على المركز وأحد قيادات المنطقة»، وكانت مقاومة آزال نفذت خلال الفترة الماضية أكثر من 20 عملية استهدفت تعزيزات ومقرات وتجمعات لميليشيات الحوثي والمخلوع في مديرية جبل الشرق، أسفرت عن مقتل وجرح العشرات من عناصر الميليشيا، بينهم قيادات ميدانية، وتم تدمير عدد من الأطقم والآليات في تلك العمليات، بحسب البيان.


 


في هذه الأثناء، تواصل طائرات التحالف قصفها المكثف لمواقع الميليشيات الحوثية وقوات المخلوع علي صالح، وتركز الضربات الجوية على معسكرات الحرس الجمهوري الموالية للمخلوع صالح ونجله للعميد أحمد علي عبد الله صالح، وكذا مخازن السلاح، وأيضا قاعدة الديلمي الجوية في شمال صنعاء، وأكد شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» أن انفجارات عنيفة دوت في أرجاء العاصمة، عقب الضربات الجوية، في إشارة إلى إصابة أهداف ومخازن للأسلحة في المواقع المستهدفة بالقصف.


(الشرق الاوسط)