أخبار الإقليم

15 سبتمبر, 2015 12:36:21 م

أقليم عدن/خاص:

يثير انتشار المظاهر المسلحة في محافظة عدن جنوبي اليمن، حالة من التخوف والقلق لدى سكانها، مع حدوث انفلات أمني كبير، بدأ يظهر في مدن المحافظة الأكبر تعدادا للسكان، فيما تقول المقاومة الشعبية إنها تحاول جاهدة أن تحد من انتشار هذه المظاهر المسلحة، والقيام بدور الشرطة، في الوقت الذي لا تزال تقوم فيه بدورها في مطاردة بقايا فلول ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح.

ومنذ انتهاء العمليات العسكرية، وتطهير المحافظة من المتمردين الحوثيين، برزت مظاهر حمل السلاح وانتشاره، خصوصا في أيدي فئة الشباب، وغالبيتهم لا تتجاوز أعمارهم 20 عاما. وبات من اللافت للنظر مشاهدة مركبات تحمل على متنها أعدادا من المسلحين الذين قد لا تستطيع تحديد هويتهم، دون أن يتم اعتراضهم من قبل أي أحد، أو حتى سؤالهم عن هويتهم. في الوقت الذي تواصل أياد خفية إرباك المشهد الأمني في المدينة المحررة، وتنفيذ عمليات اغتيالات، راح ضحيتها عدد من القيادات الأمنية في الجيش والمقاومة وحتى المدنيين.

ابتزاز السكان

يقول المهندس محمد الوالي، وهو موظف بإحدى شركات الاتصالات المحلية بالمدينة، إن انتشار المسلحين بات يشعر السكان بالقلق، خصوصا في ساعات الليل، مع استمرار إطلاق النيران في الهواء بصورة عشوائية بدون أي أسباب، والقيام بعمليات سطو على الأراضي، والمباني، والمؤسسات العامة والخاصة، بشكل علني، في ظل غياب كامل لعناصر الأمن والشرطة والجيش لضبط هؤلاء. وأضاف قائلا لـ"الوطن" أن لا أحد يستطيع اعتراض تلك العصابات المسلحة التي بدأت تظهر في أحياء المدينة.

وكان رئيس تحرير صحيفة يافع نيوز، ياسر اليافعي، قد أشار إلى قيام مسلحين بإجباره وعدد من سائقي المركبات على دفع مبالغ مالية بالقوة، تحت تهديد السلاح للسماح لهم بالوقوف في طابور تعبئة الوقود، وأن المسلحين ادعوا أنهم ينتسبون للمقاومة.

دمج المقاومة

ومع أن الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، كان قد أمر بدمج فصائل المقاومة كافة ضمن قوام الجيش الوطني الذي سيتم بناؤه من جديد في البلاد، إلا أن تلك العملية لم تبدأ فعليا، رغم تشكيل لجان من المقاومة والجيش لبحث آلية الدمج بإشراف عدد من أبرز قيادات الجيش والمقاومة، وعلى رأسهم قائد المنطقة العسكرية الرابعة اللواء أحمد سيف اليافعي وقائد المقاومة في الضالع، العميد عيدروس الزبيدي.

وكانت مصادر أمنية في عدن قد تحدثت عن قيام جماعات مسلحة في المدينة بالسيطرة على كل المرافق الأمنية وأقسام الشرطة، ورفضت مغادرتها وإفشال كل المحاولات التي كانت تقوم بها السلطات المحلية لإعادة افتتاح تلك الأقسام.

من جانبه، قال أستاذ علم الاجتماع الدكتور أكرم العولقي إن التأخير في تطبيق قرار دمج المقاومة في صفوف الجيش الوطني الجديد وتنفيذ خطة أمنية شاملة وحازمة سيؤدي إلى استمرار تدهور الوضع الأمني في المدينة وبصورة كبيرة، وستجد السلطات المحلية في عدن نفسها في نهاية الأمر وقد باتت عاجزة عن مواجهة الأمر.

"هنالك عصابات محلية مسلحة تحاول أن تستغل الوضع الأمني الحالي للقيام بعمليات نهب، مستغلة انشغال مقاتلي المقاومة الحقيقيين بمطاردة بقايا ميليشيات الحوثي والمخلوع. وهناك بعض الجهات التي تقف خلف تلك التصرفات، بغرض تشويه صورة المقاومة التي دافعت عن المدينة. لكني أؤكد أنه رغم انشغالنا على الجبهات – فإننا نعمل على قدر استطاعتنا".

القيادي في المقاومة بمدينة المنصورة -

أحمد الإدريسي

"الحرب أدت إلى إنهاء جهاز الشرطة بالكامل، حيث أصبح هذا الجهاز الحيوي منهارا بالكامل، لكن هناك محاولات حثيثة لإعادة تنظيمه على أسس جديدة، وقيادة المقاومة تعمل بجد كبير على إعادته إلى العمل، رغم نقص الإمكانات وشحها. وفي الوقت الحالي يعتمد عمل الجهاز على جهود ذاتية يقوم بها بعض الحريصين على مصلحة المدينة".

مدير أمن عدن،

العميد الركن محمد مساعد