أخبار الإقليم

28 أغسطس, 2015 03:15:30 ص

إقليم عدن/ خاص:
 دخلت التطورات العسكرية في اليمن، منعطفا جديدا، مع اتضاح خطط قوات التحالف للتعامل مع الميليشيات الانقلابية في عدد من جبهات القتال، وقالت مصادر يمنية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن خلافات بدأت تعصف بتحالف الحوثيين مع المخلوع عبد الله صالح، فيما يتعلق بترتيبات خوض المعارك، ورغم التنسيق المشترك لحليفي الحرب لخوض المعارك والدفاع عن صنعاء بصورة مشتركة، فإن الحوثيين انبروا إلى تأمين أنفسهم، بعيدا عن حليفهم في الحرب، فقد كشفت المصادر عن استيلائهم على كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والمؤن، وتحويلها إلى محافظة صعدة، معقلهم الرئيسي، وقالت هذه المصادر إن عددا من القادة العسكريين الموالين للمخلوع علي عبد الله صالح، قدموا استقالاتهم، اليومين الماضيين، احتجاجات على تصرفات قيادات عسكرية محسوبة على الحوثيين داخل المؤسسة العسكرية، وبين من قدموا استقالاتهم، مساعد وزير الدفاع للشؤون اللوجيستية، ومديرو الإمداد والتموين وقائد معسكر الزبيري، حيث احتج هؤلاء القادة على قيام الميليشيات الحوثية بنقل المخزون من الأغذية والمؤن من المستودعات العسكرية في صنعاء، إلى مستودعات خاصة بالميليشيات في محافظة صعدة، وذكرت المصادر أن المخزون الغذائي الذي نهب من صنعاء، سوف يخصص للميليشيات، وبالأخص «كتائب الحسين» الحوثية، التي سبق واعتمدها الحوثيون كجزء من القوات المسلحة اليمنية، فيما هي «ميليشيات طائفية، خارجة عن القانون»، بحسب تعبير المصادر، التي أكدت أن المخزون المتبقي لدى قوات الجيش الموالية للمخلوع صالح، سوف ينفد من المخازن، خلال أيام.
وفي الوقت الذي تستعد فيه القوات المشتركة، المكونة من الجيش الوطني اليمني الموالي للرئيس عبد ربه منصور هادي والمقاومة الشعبية وقوات التحالف، لتنفيذ عمليات عسكرية كبيرة، تهدف إلى استعادة السيطرة على عدد من المحافظات والعاصمة صنعاء، قالت مصادر عسكرية مطلعة في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» إن الحوثيين كلفوا، رسميا، القيادي الميداني، يوسف المداني، بتولي قيادة جبهة صنعاء، حيث كلفت وحدات الأمن الخاصة ولواء القوات الخاصة الدفاع عن الحزام الأمني للعاصمة صنعاء، فيما أسندت مهمة الدفاع عن المدينة إلى كتيبة الشرطة العسكرية وكتيبة النجدة، فيما كلف طلاب الكليات والمعاهد العسكرية الموجودون في صنعاء، حراسة المطار والقاعدة الجوية ووزارتي الدفاع والداخلية، وفي حين جرى سحب «كتائب الحسين» إلى محافظة صعدة، وجهت اللجنة العسكرية الحوثية بإرسال وحدات من الحرس الجمهوري ولواء العمالقة إلى محافظة مأرب في شرقي البلاد، وأكدت مصادر «الشرق الأوسط» أن قرارات القيادات العسكرية الموالية للحوثيين أثارت لغطا داخل تحالف الحوثي - صالح، حيث رفض الكثير من القادة والضباط والأفراد الانصياع لهذه القرارات، التي اعتقدوا أنها تهدف إلى خدمة مصالح الحوثيين، فقط، من حيث تركيزها على الدفاع عن صعدة، بصورة استثنائية.
في السياق ذاته، وصلت إلى محافظة مأرب المزيد من القوات العسكرية التابعة لقوات التحالف، وذلك في سياق التحضيرات الحالية لعملية عسكرية كبيرة لاستعادة السيطرة على المواقع التي يسيطر عليها الحوثيون في محافظة مأرب ومحافظة الجوف المجاورة، ثم التوجه إلى العاصمة صنعاء، وتشير المعلومات الواردة من مأرب إلى وصول دفعة جديدة من القوات إلى منطقة صافر النفطية الهامة التي تتجمع فيها القوات المشتركة، وقالت مصادر مطلعة في مأرب لـ«الشرق الأوسط» إن مأرب تشهد نشاطا وزيارات لقيادات عسكرية يمنية وفي قوات التحالف، من أجل الإشراف المباشر على استعداد القوات للقتال، وذكرت المصادر أن التنسيق بين قوات التحالف وزعماء القبائل في المناطق القبلية الممتدة من مأرب وحتى صنعاء وحول العاصمة نفسها، ارتفعت وتيرته، خلال الأيام الماضية، خاصة بعد أن أعلنت الكثير من القبائل المحيطة بصنعاء تأييدها للشرعية واستعداداها للمشاركة في عملية تحرير العاصمة صنعاء، كما تأتي هذه التطورات في ظل تصعيد المقاومة الشعبية في «إقليم آزال» لعملياتها ضد الميليشيات الحوثية وقوات صالح، حيث أكدت المقاومة سيطرتها على مناطق جديدة في مديرية (محمية) عتمة، بمحافظة ذمار، بعد تطهيرها من الميليشيات، كما تبنت عمليات، خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية، في وسط العاصمة صنعاء وفي محافظة صنعاء، وفي مديرية خمِر في محافظة عمران، التي تعد المدخل الشمالي للعاصمة صنعاء.
وتأتي هذه التطورات، في ظل تكثيف طيران التحالف لغارات الجوية على عدد من المحافظات، حيث استهدف الطيران مواقع تجمعات الحوثيين في مأرب والحديدة وصعدة والجوف وغيرها من المناطق، وحظيت صعدة بالنصيب الأوفر من تلك الطلعات الجوية.
 (الشرق الأوسط)