أخبار الإقليم

14 أغسطس, 2015 04:18:58 م


إقليم عدن / خاص:
تكثف قيادات عسكرية وقيادات في المقاومة وأخرى قبلية بارزة، اجتماعاتها في إحدى المناطق الحدودية بين اليمن والمملكة العربية السعودية، وذلك للتحضير لعملية تحرير محافظة شبوة من قبضة الميليشيات الحوثية وقوات المخلوع علي عبد الله صالح. وكشف مصدر قبلي في المقاومة اليمنية بمحافظة مأرب لـ الشرق الأوسط» أن «المرحلة الجديدة من عملية (السهم الذهبي) التي تستهدف تحرير محافظة شبوة في جنوب شرقي البلاد، لا تستهدف فقط شبوة، وإنما، أيضا، محافظتي مأرب والجوف»، وقال المصدر، الذي رفض الكشف عن هويته، إن «هذه العملية سوف تشمل صنعاء، وتستعد قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية لبدء عملية تحرير شبوة، وقد باتت تلك القوات على مشارف المحافظة»، وقال المصدر لـ«الشرق الأوسط» إن «الإعداد جار بقوة، وتم توافد قوات وآليات عسكرية كبيرة إلى مأرب وشبوة لإسناد مقاتلي مقاومة مأرب وشبوة لحسم الجبهات مع الميليشيات الانقلابية والتوجه إلى صنعاء، وتم إنشاء 4 ألوية مقاومة في الجوف يتم توافدها وتجميعها خلال الأسبوع الحالي، وحشدها الآن في الريان وصحراء الجوف، والجميع ينتظر إشارة البدء من الرئيس هادي»، وأكدت المصادر الخاصة أن العملية ستبدأ في شبوة «ثم تلتحم القوات والمقاومة مع قوات ومقاومة مأرب، ثم عملية التحام مع مقاومة الجوف»، وأشارت المصادر إلى أن «الجبهات الثلاث ستلتحم للتوجه إلى العاصمة صنعاء وصعدة»، وأشار المصدر إلى أن العملية العسكرية في شرق البلاد «نسخة أخرى» من عملية «السهم الذهبي» التي حررت المحافظات الجنوبية، وإلى أن العملية سوف ينفذها الجيش الوطني والمقاومة والقبائل، إضافة إلى مساندة قوات التحالف، التي لم يستبعد المصدر مشاركتها بريا، مؤكدا أن المقاومة والقبائل هي التي ستمسك بالمناطق المحررة.
 
وقالت مصادر «الشرق الأوسط» إن مقاومة الجوف أنشأت 4 ألوية مقاومة، في عملية تجميع كبيرة للمقاومة أشرف عليها 4 من القيادات القبلية البارزين (تحتفظ «الشرق الأوسط» بأسمائهم)، الذين توافدوا إلى الجوف الأسفل، وإنهم مستعدون للبدء في تنفيذ الخطة، «بعد إعلان ساعة الصفر».
 
وعلى الصعيد الميداني في شبوة، قال علي شايف الحريري، المتحدث باسم المقاومة الجنوبية، لـ«الشرق الأوسط» إن المقاومة تحرز تقدما في جبهة القتال «وهناك معارك تدور في النقبة ومنطقة قرن السوداء بين المقاومة والميليشيات الحوثية وقوات المخلوع صالح»، مؤكدا سقوط أعداد كبيرة من القتلى والجرحى في صفوف الانقلابيين وفرار أعداد أخرى باتجاه صحراء الخشعة، مؤكدا وجود ترتيبات يقوم بها ضباط جنوبيون في الجيش الوطني بإشراف دول التحالف في عموم مديريات محافظة شبوة، «وسوف تفضي، هذه الترتيبات، إلى استعادة محافظة شبوة من ميليشيات الحوثي في زمن قياسي، وسيحسم الأمر قريبا».
 
وكشف المتحدث باسم المقاومة الجنوبية أن المقاومة أحكمت سيطرتها على مدينة مكيراس (جوار أبين وتتبع البيضاء) وقامت بمحاصرة «لواء المجد» وعدد من المواقع العسكرية، أهمها موقع الدخان المطل على مدين مكيراس، عاصمة المديرية، مؤكدا أن هذا التقدم الميداني جرى وسط تغطية جوية مباشرة من قوات التحالف، وأن عددا من الآليات العسكرية الخاصة بالانقلابيين جرى تدميرها، بينها دبابتان.
 
على صعيد التطورات في العاصمة صنعاء، قالت مصادر مطلعة إن الانقلابيين الحوثيين يسعون إلى الالتفاف على القرار الأممي «2216»، وذلك من خلال تسريباتهم التي تتعلق بتسليمهم عددا من مؤسسات الدولة التي يسيطرون عليها في العاصمة صنعاء، إلى وزارة الداخلية التي يقودها اللواء جلال الرويشان، الذي يواليهم ويوالي المخلوع علي عبد الله صالح، وذكرت المصادر أن هناك خطة لإظهار أن الحوثيين انسحبوا بميليشياتهم من تلك المؤسسات وأنها أصبحت تحت سيطرة المؤسسة الأمنية، وقالت المصادر: «في الواقع؛ إن الحوثيين لن يسلموا ولم يسلموا، وأن ما يجري هو عمليات تبادل مواقع وأدوار فقط، حيث إنهم، ومنذ سيطرتهم على العاصمة صنعاء في سبتمبر (أيلول) الماضي، دمجوا عشرات الآلاف من أنصارهم إلى قوام وزارتي الداخلية والأمن»، وأضاف أن «هؤلاء هم من سوف يتسلمون تلك المؤسسات، إن جرى تسليمها فعلا، بعد تدمير مؤسسات الدولة والقضاء عليها بتخلفهم».
 
في السياق ذاته، علق المتحدث باسم المقاومة الجنوبية على تطورات الوضع في صنعاء بالقول إن الحرس الجمهوري التابع للمخلوع صالح «هو الآن في مهمته الرابعة، حيث بدأ حرسا جمهوريا، في وظيفة أساسية، ثم انتقل إلى تنظيم القاعدة، وبعدها ميليشيات حوثية، ومهمته التالية، التي لن تكون الأخيرة، هي أن يلبس لباس المقاومة وتأييد الشرعية»، ودعا الحريري «قوات التحالف والشرفاء في الشمال، إلى عدم إعطاء الفرصة لصالح ولحرسه الجمهوري لالتقاط أنفاسه أو المغالطة والتضليل»، مؤكدا أنه «يجب قتلهم أو اعتقالهم وتقديمهم إلى محكمة الجنايات الدولية هو وشريكه عبد الملك الحوثي وأركانهم وحرسهم الجمهوري وميليشياتهم، وذلك لارتكابهم جرائم حرب ضد الإنسانية»، وقال: «لدينا في الجنوب ملف لتلك الجرائم يحتوي على الآلاف من الوقائع التي تنوعت بين القتل والتعذيب الذي أفضى إلى الموت بأمر مباشر من صالح ومعاونيه»، وأضاف: «نحن بصدد رفعها إلى محكمة الجنايات الدولية».
 
إلى ذلك، تتواصل لليوم الثالث على التوالي، المواجهات في مديرية عتمة بمحافظة ذمار، بين المقاومة والميليشيات الحوثية وقوات صالح، التي تسعى إلى استعادة السيطرة على المديرية التي أسقطتها المقاومة، وقال المكتب الإعلامي لمقاومة آزال إنه جرى تكبيد الميليشيات 20 قتيلا وعددا من الجرحى، إضافة إلى إحراق عدد من الأطقم العسكرية التي كانت أرسلت من مدينة ذمار في تعزيزات للميليشيات، وأكدت المقاومة أنها صدت هجوما للحوثيين على المديرية بهدف استعادتها بعد سقوطها في يد المقاومة قبل بضعة أيام، وتبعد هذه المديرية عن العاصمة صنعاء نحو مائة كيلومتر جنوبا.
 
وفي الضاحية الشمالية للعاصمة صنعاء، وتحديدا مديرية أرحب، تستمر الاشتباكات لليوم الخامس على التوالي بين عناصر المقاومة من جهة، وميليشيات الحوثيين والقوات الموالية للمخلوع صالح من جهة أخرى، وتشير المعلومات إلى سقوط أعداد كبيرة من القتلى والجرحى في القتال في صفوف الجانبين.
 
وتأتي هذه التطورات في وقت أعلنت فيه الميليشيات التابعة للحوثيين في صنعاء، أمس، عن اعتقال خلية وصفتها بالإرهابية في العاصمة صنعاء، وقالت الميليشيات الحوثية إن الخلية كانت تخطط لتنفيذ عمليات إرهابية في العاصمة، وإنه عثر بحوزة أفرادها على متفجرات وصواريخ وقنابل.
 
وكانت الميليشيات في صنعاء أعلنت السبت الماضي رفع الجاهزية واليقظة الأمنية في العاصمة اليمنية تحسبا لهجمات إرهابية، على حد زعمها.
(الشرق الأوسط)