أخبار و تـقاريـر

03 أغسطس, 2015 04:14:01 م



إقليم عدن/ خاص:



بدأت الحياة تعود تدريجيا إلى عدن المحررة، ولعل زيارة نائب الرئيس، رئيس الوزراء خالد محفوظ بحاح، إلى عدن، أول من أمس، بينت للكثير حجم الدمار الذي لحق بالمدينة على يد الميليشيات الحوثية، وتواصل «الشرق الأوسط» تسليط الضوء ضمن سلسلة تقارير حول طبيعة المعارك التي دارت بعدن وتكون البداية من مدينة خور مكسر (وسط عدن) حيث تعتبر المدينة الأكثر دمارا وتضحية في الحرب الظالمة التي شنتها ميليشيا الحوثيين وقوات المخلوع صالح على المدينة منذ أواخر مارس (آذار) الماضي وحتى دحرهم منها في منتصف يوليو (تموز) الماضي، حيث دارت فيها أعنف وأشرس الاشتباكات بين المقاومة الجنوبية والقوات الغازية لعدن التي سقط خلالها ما يقارب 108 «شهداء» وأكثر من 217 جريحا.



 



حي السعادة المحاذي لكورنيش ساحل أبين والقريب من مطار عدن الدولي الشهير بـ«حي النمارة» كان العنوان الأكثر مقاومة واستبسالا في التصدي للميليشيات التي حشدت قواتها بمساعدة قوات صالح (الأمن المركزي والحرس الجمهوري) للسيطرة على مطار عدن الدولي الذي ظل يتأرجح هو الآخر بين عمليات كر وفر للمقاومة والميليشيات.



 



ظلت المدينة خلال 6 أسابيع من انطلاقة الحرب تشهد معارك ضارية وعمليات كر وفر تركزت في محيط مطار عدن الذي سقط بيد المقاومة في الأسبوع الأول لتتمكن الميليشيات من إعادة السيطرة عليه ثم تطرد منه ويعود إلى قبضة المقاومة مجددًا لتعود الميليشيات للسيطرة عليه وبعدها تسقط خور مكسر كاملة بقبضة الميليشيات.



 



سجل 19 من مارس انطلاقة المعركة في عدن باقتحام الصولبان وتحرير مطار عدن من قبضة قوات الأمن المركزي المنقلبة على الشرعية والموالية لصالح والحوثيين، وكان ذلك بمشاركة اللجان الشعبية الموالية لهادي ومقاتلي المقاومة الجنوبية «الحراك وشباب عدن بقيادة جواس» وقوات تابعة لفيصل رجب وأخرى للواء محمود الصبيحي وزير الدفاع اليمني الأسير لدى الميليشيات حتى اللحظة الراهنة.



 



وفي معرض حديثه مع «الشرق الأوسط» يقول أحمد الزامكي (36 عامًا) وهو من مرابطي المقاومة بحي السعادة شرق خور مكسر، وهو الحي الذي شهد أعنف المعارك على مستوى المدينة وعدن، بأن المقاومة التي تشكلت من الجميع وقفت في صف واحد لمواجهة القوات الغازية للمدينة، وذلك بعد انقلاب جنود معسكر بدر وقوات الأمن المركزي على الشرعية وإعلان ولائها للحوثيين وسيطرتها الكاملة على مطار عدن.



 



يقول رامي محمد سعد (39 عامًا) بأن انطلاقة المقاومة للتصدي للميليشيات وقوات المخلوع صالح كانت من حي السعادة بقيادة الشاب سليمان الزامكي وتضم شباب الحراك وكل الأطياف من جميع مديريات عدن، وبدأت المقاومة تتحرك لاستعادة مطار عدن بعد أسبوع من سقوطه بيد الميليشيات.



 



يعد حي السعادة الأكثر تضررًا من الحرب إلى جانب حي السلام والرشيد والسفارات، بحكم قربها من مطار عدن ومعسكر بدر معقل الاشتباكات الضارية بين الطرفين، فيما يؤكد صبري البيحاني (34 عامًا) لـ«الشرق الأوسط» أن المقاومة قاتلت الميليشيات بشراسة بسلاحها الشخصي وبما اغتنمته من معسكر بدر وجبل حديد، ولم يتم تزويدهم بأي أسلحة أو ذخائر.



 



ويمضي البيحاني قائلاً بعد سيطرة الميليشيات على المطار بأسبوع تمكنت من إحكام قبضتها على الخط الساحلي (كورنيش ساحل أبين) واستطاعت من خلال ذلك عزل خور مكسر عن مدن عدن الأخرى مع قيامها بقطع الكهرباء والاتصالات عن المدينة، وهو ما مكن الحوثيين من نشر قناصتهم على المباني العالية المطلة على الأحياء السكنية.



 



يتذكر صبري البيحاني أنه في فجر 24 أبريل (نيسان) الماضي شنت المقاومة الجنوبية عملية كاسحة على الميليشيات وتمكنت من السيطرة على خط الكورنيش ودحر قوات العدوان إلى العريش بعد استشهاد 6 من رجال المقاومة وإصابة 20 آخرين، مشيرًا إلى أنهم في ذلك اليوم طلبوا من المقاومة بجبهة سوزوكي وكالتكس تعزيزهم للتقدم وحسم المعركة، إلا أن ذلك لم يتم بسبب ما قال البيحاني إنه غياب التنسيق بين الجبهات.



 



في 28 أبريل وصلت تعزيزات كبيرة للميليشيات من العريش، ودخلت خط الساحل والمطار، ورغم المقاومة الشرسة التي حاولت التصدي لهم بحسب ما أفاد به «الشرق الأوسط» طارق سالم (42 عامًا) إلا أنها اكتسحت خور مكسر من عدة جهات وسيطرت عليها بالكامل، فقتل من رجال المقاومة من قتل، وجرح من جرح، ومن تبقى فضلوا الانسحاب ناحية المدن المجاورة لخور مكسر.



 



وبعد خروج المقاومة من خور مكسر وسقوطها بقبضة الميليشيات، يفيد طارق سالم بأن المقاومة الجنوبية عاودت ترتيب صفوفها من جديد، وتحديدًا في مطلع مايو (أيار) الماضي، وحاولت التقدم إلى الصولبان وبقيت هناك قرابة أكثر من شهر حتى حانت ساعة الصفر لتحرير خور مكسر بمساندة قوات التحالف في 16 يوليو الماضي.



 (الشرق الأوسط)