أخبار الإقليم

28 يوليه, 2015 01:27:24 ص

إقليم عدن /خاص:


كشفت مصادر إخبارية يمنية أن خلافات واسعة نشبت بين المتمردين الحوثيين حول الموقف من إعلان الهدنة والتجاوب معها، فبينما رأت بعض الأطراف داخل الحركة المتمردة أن المصلحة تقتضي التجاوب، ووقف العمليات العسكرية، أملا في إيجاد مخرج من المأزق الذي وضعت فيه الجماعة نفسها، تمسك آخرون، كانت لهم الغلبة في ما بعد، بمواصلة التعنت ورفض وقف القتال.


وأشارت المصادر إلى استشراء الخلاف بين الانقلابيين، مستشهدة بالتباين الواضح الذي ظهر في موقفي القيادي الحوثي إبراهيم العبيدي، والمتحدث الرسمي باسم الحركة، محمد عبدالسلام، فبينما رفض الأول التعاطي بإيجابية مع الهدنة، مشيرا إلى أن قيادة الحركة رفضتها بصورة رسمية، مستشهدا بما ذكره زعيم الحركة عبدالملك الحوثي على صفحته بموقع تويتر، عن مواصلة القتال، سارع الثاني بنفي تلك التصريحات، مؤكدا أن زعيم التمرد لا يملك أي حساب على الموقع المذكور.


وكانت الجماعة المتمردة قد أحجمت عن إعلان أي موقف رسمي، إلا أن محللين سياسيين توقعوا أن يواصل الانقلابيون اعتداءاتهم على المدنيين، وأكدوا أن معاناة المدنيين لا تهم قيادة التمرد على الإطلاق، ولا يلقون لها بالا، مشيرين إلى موقفهم من الهدنتين اللتين تم إقرارهما في السابق، وعدم تجاوبهم مع جميع المناشدات الداعية إلى وقف القتال، وهو ما تأكدت صحته فيما بعد، إذ واصل المتمردون اعتداءاتهم على الشعب اليمني.


وأبدى المحللون استغرابهم من التعنت الذي تتعامل به قيادة الحركة المتمردة، والمزاجية الواضحة التي تتعامل بها مع قضايا مصيرية، موضحين أن كثيرا من قيادات التمرد بادرت خلال الفترة الماضية إلى إجراء اتصالات بدول خارجية وإقليمية لإقرار هدنة، تمكنهم من التقاط أنفاسهم بعد الهزائم المتكررة التي لحقت بهم في عدن والضالع وتعز، إلا أنهم رفضوا التجاوب مع الهدنة التي أقرتها قيادة التحالف من طرف واحد، لتسهيل مرور المساعدات الغذائية للمدنيين.


ولم تكد تمضي سوى بضع ساعات على سريان الهدنة التي أقرتها دول التحالف العربي بقيادة المملكة، للسماح بإيصال أكبر قدر من المساعدات الإنسانية إلى المدنيين في اليمن، حتى أقدمت ميليشيات الحوثيين المتمردة على انتهاكها وخرقها، رغم دعوات الأمم المتحدة، على لسان أمينها العام، بان كي مون إلى احترامها.


وأشارت مصادر ميدانية إلى أن فلول الإرهابيين الحوثيين شنت قصفا عنيفا على أحياء المدنيين في محافظات تعز ولحج ومأرب.


ففي الأولى، شن المتمردون قصفا عشوائيا على منطقة جبل صبر السكنية، وكذلك استهدفوا قرى مشرعة، وحدنان، وحي الروضة، وأشار شهود عيان إلى أنهم سمعوا دوي انفجارات كبيرة نتيجة للقصف. واستلزم الاعتداء الحوثي من المقاومة الشعبية أن تقوم بالرد، حيث دارت اشتباكات عنيفة بينها وبين الانقلابيين، أسفرت عن مقتل 20 متمردا، في مشرعة وحدنان، بينما قتل اثنان من أفراد المقاومة.


 


خروقات متكررة


أما في محافظة لحج، فاستهدف الحوثيون مواقع الثوار في مديرية صبر وقرب مثلث العند. وقصفوها بالصواريخ والمدافع، كما قصفوا عددا من المناطق في مديرية كرش، ما أدى إلى وقوع إصابات، واضطر الأهالي تحت وطأة القصف الشديد إلى النزوح من منازلهم.


وكانت قوات الثوار المسنودة بوحدات من الجيش الموالي للشرعية، والمدعومة بغطاء جوي من طائرات التحالف العربي، واصلت تقدمها نحو قاعدة العند الاستراتيجية من جهتي الجنوب والجنوب الغربي، بعدما أحكمت سيطرتها على منطقتي الوهط ومدينة صبر، وتقدمت نحو عاصمة المحافظة، مدينة الحوطة.


واستمرت المواجهات بين الثوار والمتمردين طوال الليل، وتواصلت حتى بعد دخول الهدنة حيز التنفيذ، حيث سمعت أصوات الرصاص بشكل متقطع شمال عدن، حيث يحاول المتمردون الحوثيون صد تقدم المقاومة الشعبية.


وعلى صعيد مأرب، أفاد سكان بسماع دوي قذائف مدفعية في وادي الجفينة أطلقها الحوثيون على مواقع المقاومة.


أما في محافظة البيضاء فقد حقق الثوار تقدما ملحوظا على حساب الانقلابيين، ودارت مواجهات عنيفة بين الجانبين بمنطقتي صرار نوفان وحمة صرار بمركز المديرية، ومنطقة المناسح. أسفرت عن مصرع 18 متمردا وإصابة العشرات بجروح، بينما قتل ثلاثة من أفراد المقاومة.


دعم جوي


كذلك تصدى الثوار أمس لمحاولة تسلل قام بها الحوثيون، مدعومين بقوات من الحرس الجمهوري الموالي للمخلوع صالح، في منطقة قيفة، التي يحاول المتمردون السيطرة عليها. وقال المركز الإعلامي للمقاومة إن 22 من المتمردين سقطوا قتلى، كما جرح آخرون خلال المواجهات.


وبالتزامن مع الاشتباكات السابقة، شن رجال المقاومة الشعبية هجوما على مواقع للمتمردين في منطقة حيد المنصة بطياب والحمة، وجبل هرمز بمديرية ذي ناعم. وقالت مصادر محلية إن ميليشيات الحوثيين لجأت إلى قصف منازل المدنيين في منطقة الطفة بشكل عشوائي، بعد أن سيطر مقاتلو المقاومة بشكل مفاجئ على إدارة الأمن في المنطقة، التي كان المتمردون يتخذونها مركزا لإدارة عملياتهم.


وكانت طائرات التحالف قد شنت في وقت متأخر أول من أمس – وقبيل وقت قليل من سريان الهدنة - عدة غارات متتالية على مواقع الانقلابيين في محافظة شبوة، جنوب اليمن، وقالت مصادر داخل المقاومة إن القصف الجوي أسفر عن مصرع 42 من المسلحين، كما دفع العشرات للفرار، مما جعلهم في مرمى نيران المقاومة التي قتلت 14 فردا، وأسرت 22 آخرين. كما شنت المقاتلات غارة أخرى على منزل لواء في الجيش من الموالين للحوثيين.


وفي منطقة ضلاع بمديرية همدان، شمال العاصمة صنعاء، قصفت طائرات التحالف العربي في وقت متأخر من ليل أول من أمس، معسكر الاستقبال المسمى "اللواء الأول مشاة جبلي". واستهدفت المقاتلات الموقع بحوالي 12 غارة جوية، مما أسفر عن تدمير مخازن التموين في المعسكر. وفي منطقة بني قداس بمديرية أرحب استهدفت الطائرات أحد المنازل التابعة للشيخ منصور الحنق، بعد أن سيطرت عليه فلول التمرد في وقت سابق وحولته إلى مقر لها.


 (الوطن اون لاين)