أخبار الإقليم

22 يوليه, 2015 01:31:19 ص

إقليم عدن /خاص:


أكدت مصادر مطلعة أن تنظيم القاعدة الذي سيطر على مدينة المكلا عاصمة حضرموت في الثاني من أبريل الماضي، شرع في التنسيق مع المجلس الأهلي في حضرموت، لترتيب انسحاب تدريجي من المدينة التي تشكل مركز المحافظة.


وارتفعت أخيرا الأصوات المطالبة بانسحاب تنظيم القاعدة من المدينة، مع تزايد الضربات الجوية التي تشنها الطائرات الأميركية من دون طيار، وهو ما بات يشكل خطرا على حياة المواطنين، إضافة إلى المضايقات التي يقوم بها عناصر التنظيم للمواطنين، وفي مقدمتها تأسيس جهاز الحسبة خلال الفترة الماضية، بذريعة "محاسبة مرتكبي المخالفات الأخلاقية"، فضلا عن تدخله في تفاصيل الحياة العامة للمواطنين، بينما بات دور المجلس الأهلي الذي تم تأسيسه فور سيطرة المتشددين ينحصر في تسيير شؤون المحافظة الخدماتية فقط.


وكشف المتحدث الرسمي باسم المجلس الأهلي الحضرمي، ربيع العوبثاني، أن المجلس يتفاوض منذ فترة مع القاعدة بشأن انسحابه من المدينة، حفاظا على أهلها وأمنها، وتجنبا لإقحام المدينة في حرب هي في غنى عنها. وأضاف "هناك مشروع اتفاق بين المجلس والقاعدة، يقضي بتولي المجلس إدارة أمن المدينة بعد إجازة العيد، وهناك أيضا ترتيبات في هذا الجانب، سواء في إعادة تأهيل مقر أمن المدينة أو من ناحية تدريب أفراد سيلتحقون في جهاز الشرطة الذي يجري الإعداد لإعلانه".


وأشار العوبثاني إلى أن جهاز الشرطة الجديد سيتألف من ضباط قدامى معروفين بنزاهتهم، على أن يكون الأفراد من منتسبي الجهاز قبل سيطرة التنظيم المتشدد، وأفراد تم تدريبهم أخيرا للغرض نفسه، لافتا إلى أن جهاز الشرطة الجديد سيشمل الأمن العام وشرطة النجدة وشرطة السير.


ومضى بالقول "تم خلال الفترة الماضية عقد لقاء مطول جمع مسؤولا في المجلس الأهلي مع قيادة القاعدة بعد الغارة الجوية التي استهدفت سيارة للتنظيم في ميناء المكلا الأسبوع الماضي، طالب خلاله المجلس التنظيم بعدم التدخل في الإدارات التي تسلم إدارتها، وأوضح المسؤول الأهلي أن مثل هذه التدخلات ستؤثر سلبا على نشاط الميناء وسمعة المحافظة في الخارج. وأبدى التنظيم تفهمه، متعهدا بعدم تكرار ما حصل".


ويرى مراقبون أن الضربات الأميركية بطائرات من دون طيار التي استهدفت التنظيم أخيرا، دفعت القاعدة إلى الإحجام عن توسيع سيطرته، وترك عناصره يتحركون في مساحات مفتوحة تحاشيا لاستهدافهم، خصوصا أن حضرموت تتميز ببيئتها الصحراوية. وكان التنظيم نجح عقب سيطرته على المكلا في الاستيلاء على معدات للجيش في المنطقة بما في ذلك الأسلحة الثقيلة، لكنه اكتفى بالتمركز في مناطق حضرموت الساحل، بقوة وعتاد عسكريين كبيرين، إلا أن سياسيين أكدوا أن سيطرة التنظيم على المكلا، كانت بمنزلة الفخ الذي نصب له، مشيرين إلى أن العد التنازلي لمغادرته المدينة بدأ في ظل استمرار سقوط عناصره يوما بعد آخر، بفعل الضربات الأميركية التي استهدفت عددا من أبرز قياداته.


 (الوطن اون لاين)