أخبار الإقليم

10 يونيو, 2015 07:43:46 ص

إقليم عدن/ محمد علي محسن:


وقالت مصادر بالمقاومة في عدن لـ«الشرق الأوسط» إن يوم أمس شهد قصفا عشوائيا بالـ«كاتيوشا» والـ«هاون» على مساكن نزح أغلب قاطنيها شمال عدن. وأفادت المصادر بأن المقاومة تمكنت من إسكات مصدر الإطلاق وإخراج هذه الميليشيات والقوات من المزارع، وذلك باستخدام المقاومة سلاح المدفعية. وأضافت المصادر أنه وبدعم طيران التحالف، تم تدمير مبنيين فيهما أسلحة وآليات مدرعة، إضافة لإجبار عشرات الجنود على الانسحاب من أغلب الجبهات.


وفي جبهة دار سعد شمال عدن، استهدف الطيران ناقلات للحوثة تحمل عتادا وجندا وذخائر، على مقربة من مدينة الفيصل السكنية التي تم تدميرها بالكامل، علاوة على قصف الطيران هنجرا في منطقة جعولة قرب مصنع الوفاء وجدت فيه ميليشيات حوثية. أما في مدينة كريتر بجنوب عدن، فقد حاولت الميليشيات الحوثية وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، صباح أمس، استخدام مدفع ثقيل جهزته بالقرب من التلة التركية ووجهته إلى المناطق المحررة، فتعامل معه الطيران من خلال غارة قتل على أثرها 30 عنصرا مواليا للحوثي وصالح ما زالت جثثهم محترقة بالمكان دون أن تتمكن الميليشيات من سحبها ودفنها. وفي مدينة خور مكسر وسط عدن استهدف الطيران دبابتين وطقما قرب منطقة العلم على ساحل أبين، كما تم قصف حافلة نقل كانت الميليشيات قد استقلتها بقوة السلاح. وكان مصدر طبي في قطاع الصحة والسكان في عدن قال لـ«الشرق الأوسط» إنه تم تسجيل 9 حالات وفاة، و67 حالة إصابة، ناجمة عن المعارك والقصف أول من أمس.


وفي محافظة الضالع، أسفرت معارك خلال الـ48 ساعة الماضية، عن مقتل وجرح العشرات من الميليشيات الحوثية وقوات صالح، فضلا عن خسارة هذه الأخيرة الأسلحة والمواقع التي كانت تحت سيطرتها. وقال مصدر في المقاومة إن المعارك كانت شرسة، و«هو ما يفسر سقوط 9 قتلى من جانب المقاومة، علاوة على 20 جريحا».


وكان طيران التحالف قد أغار صباح وظهر أمس على مواقع للميليشيات الحوثية وقوات الرئيس المخلوع صالح الموجودة في محيط منطقة سناح جنوب قعطبة. وقال سكان محليون في قعطبة وسناح لـ«الشرق الأوسط» إن الغارة ضربت معسكر القوات الخاصة الواقع في تخوم مدينة قعطبة، وأفادوا أنه وبعد قصف المعسكر شوهدت ألسنة اللهب وهي متصاعدة إلى جانب سماع أصوات انفجارات كبيرة ومتوسطة أعقبت ضربة الطيران وظلت لنحو ساعة تقريبًا. وكانت غارة قد أخطأت هدفها وقصفت بثلاثة صواريخ مجمعا تعليميا في مدينة الضالع سبق ضربه قبل تحرير المدينة يوم 25 مايو (أيار) الماضي. ورغم شدة الانفجارات الثلاثة وما ألحقته من دمار هائل في المجمع والمدرسة الصفراء والمنازل المحيطة بالمكان، فإن الأضرار البشرية كانت طفيفة وتمثلت بأربع حالات إصابة.


وفي جبهة لكمة لشعوب شرق منطقة سناح، قتلت قذائف مدفعية صاروخية للمقاومة جماعة من الميليشيات الحوثية بينها قيادي يدعى «أبو جهاد»، كما ضربت المقاومة بصواريخ «كاتيوشا» جسرا في مدخل مدينة قعطبة، فضلا عن قصفها موقع الشوتري آخر معاقل الحوثة شمال سوق سناح.


وفي محافظة أبين، قال مصدر عسكري لـ«الشرق الأوسط» إن رجال المقاومة في المنطقة الوسطى تمكنوا ليلة أول من أمس من الوصول إلى مركز تجمع ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع في محطة اليافعي، الكائنة بين منطقتي العين ولودر. وأضاف المصدر أن رجال المقاومة باغتوا تلك الميليشيات وأمطروهم بالقذائف، وهو ما أدى إلى مقتل وجرح نحو أربعين فردًا، ونوه بأن النيران بقيت تشتعل في الموقع لساعات بسبب الانفجارات، فيما انسحب رجال المقاومة دون خسارة تذكر. وفي السياق ذاته، كانت المقاومة في عاصمة المحافظة زنجبار قد شددت الخناق على «اللواء 15 حرس جمهوري»، ونصبت متاريسها على مسافة كيلومترين من اتجاه جبهة المراقد.


وفي محافظة لحج شمال عدن، قصف طيران التحالف قاعدة العند، كما وجه الطيران ضربات نوعية لقوات «اللواء 5 دفاع جوي» في منطقة صبر جنوب مدينة الحوطة عاصمة لحج بينما كانت في طريقها لتعزيز جبهة بير أحمد شمال عدن.


وفي شبوة، قصف طيران التحالف مكتب قائد محور عتق وتم تدميره، وتواردت أنباء عن إطلاق سراح أسرى بيحان بالكامل بناء على اتفاق تم بين قبيلة آل طاهر والميليشيات الحوثية بعد عملية قرية حجربة.


وفي المجال الإنساني، قدمت مجموعة «ائتلاف الخير» في محافظة حضرموت مساعدات إنسانية وطبية ومواد إيواء لأهالي ونازحي مدينة عدن بقيمة تصل إلى مائتي مليون ريال يمني (نحو مليون دولار).


يأتي ذلك في إطار الدعم المستمر الذي يقدمه «ائتلاف الخير» لسكان مدينة عدن المنكوبة عبر «ائتلاف عدن للإغاثة الشعبية». وقال رئيس «ائتلاف عدن للإغاثة الشعبية» علي الحبشي لـ«الشرق الأوسط» إن «ائتلاف الخير» في حضرموت قدم مساعدات إنسانية لسكان عدن بقيمة 203 مليون ريال، وهي عبارة عن سلات غذائية، وقوافل مساعدات طبية ومستلزمات ومواد إيواء.


وأكد الحبشي أن «ائتلاف عدن للإغاثة الشعبية» سيقوم الأربعاء بتوزيع 140 ألف سلة غذائية بقيمة 150 مليون ريال، وكذلك مستلزمات إيواء لستة آلاف نازح بقيمة 40 مليون ريال، إلى جانب توزيع مساعدات طبية تصل قيمتها إلى 13 مليون ريال. وسيقوم «ائتلاف عدن للإغاثة الشعبية» بتوزيع المساعدات الإنسانية المقدمة من «ائتلاف الخير - حضرموت» على مدن ومناطق مديريات عدن الأربع (الشيخ عثمان، والمنصورة، ودار سعد، والبريقة»، وهي المديريات الواقعة تحت سيطرة المقاومة في عدن.


من ناحية أخرى، كشف «مركز رصد الحميات» بعدن عن وفاة 113 حالة متأثرة بمرض حمى الضنك من أصل 4081 حالة إصابة مسجلة حتى 2 يونيو (حزيران) الحالي. وكانت «مبادرة» نسوية لإنقاذ عدن من حمى الضنك قد تواصلت مع الدكتورة مها عبادي، الاختصاصية في الأوبئة، وذلك للتنسيق والعمل حيال جائحة الحمى المنتشرة بشكل كبير في مديرية كريتر. وقالت إحدى النسوة المبادرات لـ«الشرق الأوسط» إنهن وبعد لقائهن باختصاصية معالجة الأمراض الناتجة عن الأوبئة، برزت لهن أسباب تفشي الوباء وسبل علاجه؛ إذ أرجعت سبب تفشي المرض بشكل وبائي في كريتر لركود مياه التحلية بشكل واسع، وبسبب فتح الآبار، وأيضا تخزين المياه في المنازل دون تغطيتها، وفتح حنفيات المياه في الشوارع لتعبئة المياه، وتراكم المياه وركودها تسبب في انتشار واسع للبعوض الناقل لفيروس حمى الضنك، فالبعوض ينمو ويتكاثر في هذه البيئة الحاضنة له. ونصحت طبيبة الأوبئة بتغطية الماء المخزن في المنازل سواء في البراميل أو الدبب أو قنينات ماء الشرب وغيرها؛ بحيث يمنع منعا باتا استخدام الأوعية المكشوفة، وردم أي بركة ماء أمام أي منزل أو في الشارع مهما كان حجمها بالتراب.


وتفاديا لانتشار الحمى والوقاية منها، يتم استخدام الشبك الوقائي لتغطية المريض حتى لا ينتشر المرض من خلال البعوض الناقل إلى باقي أفراد المنزل، والحصول على الشبك الوقائي من خلال مكتب الصحة العامة في المحافظة، وضرورة رش المبيدات في الأحياء السكنية، وتم لفت الانتباه إلى وجود كتيبات توعوية تثقيفية بشأن مواجهة الوباء في كريتر، وأنها ستنشر قريبا في عدن.


 (الشرق الأوسط )