أخبار الإقليم

20 مايو, 2015 02:29:08 م

إ قليم عدن/ الرياض:


أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، حرص المملكة ودول التحالف واهتمامهم باليمن وسيادته وسلامة أراضيه، والحفاظ على عروبته واستقلاله، حتى لا يكون مصدراً للتهديد وزعزعة الاستقرار في المنطقة ومرتعاً للمنظمات الإرهابية.


وخاطب الملك المفدى المشاركين في مؤتمر الرياض «من أجل إنقاذ اليمن وبناء الدولة الاتحادية»، الذي اختتم أعماله أمس، مؤكدا أهمية هذا المؤتمر كونه يعقد في مرحلة تاريخية وحاسمة، وأن العالم كله يترقب تفعيل نتائجه، «ومسؤوليتكم التاريخية والأمانة الملقاة على عواتقكم تحتم عليكم بذل قصارى الجهد لتحقيق آمال وتطلعات الشعب اليمني الشقيق»، ومضيفا: «لعلى ثقة أن ما أظهرتموه للعالم أجمع من تلاحم وإصرار وتصميم على رسم مستقبل اليمن سيؤتي ثماره بحول الله، لينعم الشعب اليمني الشقيق بالأمن والاستقرار».


وجدد خادم الحرمين الشريفين في ختام كلمته التأكيد على استمرار وقوف المملكة العربية السعودية إلى جانب الشعب اليمني الشقيق ليستعيد بإذنه تعالى موقعه الطبيعي في محيطه العربي.


وفي ما يلي نص رسالة الملك سلمان بن عبدالعزيز، إلى المؤتمر والتي تلاها الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني:


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده


فخامة الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية اليمنية


الإخوة والأخوات أعضاء مؤتمر الرياض


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:


فإننا نحمد المولى سبحانه أن هيأ لكم المشاركة في هذا المؤتمر في بلدكم الثاني المملكة العربية السعودية استجابة لدعوة فخامة الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي وتحت مظلة مجلس التعاون لدول الخليج العربية.


إن مؤتمركم هذا يأتي في منعطف تاريخي ليس لليمن الشقيق فحسب بل للمنطقة بأسرها، ولقد قررتم تجشم المخاطر لحضور هذا المؤتمر ممثلين عن الشعب اليمني الشقيق لتحددوا المسار الذي يعبر عن إرادة الشعب اليمني العزيز.


وإننا إذ نهنئكم جميعاً ونهنئ من خلالكم الشعب اليمني الشقيق على ما حققتموه من إنجاز كبير تمثل في مخرجات هذا المؤتمر، لعلى ثقة أن ما أظهرتموه للعالم أجمع من تلاحم وإصرار وتصميم على رسم مستقبل اليمن سيؤتي ثماره بحول الله، لينعم الشعب اليمني الشقيق بالأمن والاستقرار.


أيها الإخوة والأخوات .. لايخفى على الجميع ما توليه المملكة ودول التحالف من حرص كبير واهتمام بالغ بالشأن اليمني الذي يأتي انطلاقاً من العلاقات التاريخية والأخوية التي تربطنا أخوة وأشقاء.


لقد جاءت استضافة المملكة لهذا المؤتمر في مرحلة تاريخية وحاسمة والذي اكتسب أهمية بالغة انطلاقاً من كونه يضم مختلف مكونات وأطياف الشعب اليمني الذين التقوا في هذا المكان حاملين معهم آمال الشعب اليمني في التوافق والتصالح لبناء الدولة الحديثة وتدعيم أسس السلام والحوار وتحقيق الأمن والاستقرار في اليمن الشقيق.


أيها الإخوة والأخوات .. لقد شرعت المملكة ودول التحالف بالاستجابة الفورية لطلب الحكومة اليمنية الشرعية الممثلة في فخامة الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي بإنقاذ اليمن وحماية شعبه وشرعيته وفقاً لمبدأ الدفاع عن النفس لحماية مكتسبات الشعب اليمني وإنجازاته التي تضمنتها المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل والمدعومة بقرار مجلس الأمن رقم 2216، وهو الأمر الذي يأتي في سياق حرصنا واهتمامنا باليمن وسيادته وسلامة أراضيه، والحفاظ على عروبته واستقلاله، وحتى لايكون مصدراً للتهديد وزعزعة الاستقرار في المنطقة ومرتعاً للمنظمات الإرهابية.


وامتداداً لهذا الدور جاءت عملية إعادة الأمل التي نتطلع أن تسهم في تكاتف الأشقاء والأصدقاء في تحقيق الاستقرار تمهيداً لبدء المشروع التنموي في اليمن الشقيق.


وحرصاً منا على تحسين أوضاع المقيمين في المملكة بصورة غير نظامية من أبناء اليمن الشقيق فقد أصدرنا أمرنا للجهات المختصة بتصحيح أوضاعهم والسماح لهم بالعمل وذلك لتخفيف الأعباء عليهم ولتمكينهم من كسب العيش بكرامة بين أهلهم وإخوانهم، كما أننا سنستمر في تقديم المساعدات الإغاثية والإنسانية وتسهيل وصولها إلى الشعب اليمني الشقيق، ووجهنا بتخصيص المبالغ اللازمة لتسهيل عودة الأخوة اليمنيين العالقين إلى ديارهم.


إن العالم أجمع يترقب تفعيل نتائج هذا المؤتمر المبارك، فمسؤوليتكم التاريخية والأمانة الملقاة على عواتقكم تحتم عليكم بذل قصارى الجهد لتحقيق آمال وتطلعات الشعب اليمني الشقيق.


وفي الختام فإننا نؤكد لكم استمرار وقوف المملكة العربية السعودية إلى جانب الشعب اليمني الشقيق ليستعيد بإذنه تعالى موقعه الطبيعي في محيطه العربي.


والله أسأل أن يوفقكم ويسدد خطاكم ويحقق لليمن الشقيق الأمن والاستقرار والازدهار.


إنه ولي ذلك والقادر عليه.


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.