أخبار الإقليم

03 مايو, 2015 04:14:32 م

إقليم عدن/ أحمد الأحمد:


كشفت تصريحات المبعوث الأممي السابق إلى اليمن جمال بنعمر عن حالة الهوان والضعف والارتباك التي يشعر بها بعد أن فشل في مهمته وهو الذي كان له دور رئيس في "شرعنة الانقلاب" –على حد وصف الحكومة اليمنية- من خلال الحلول الخاطئة التي قدمها والتي استغلها الحوثيون للتقدم والسيطرة على مؤسسات الدولة اليمنية.


 


وكان جمال بنعمر زعم في تصريحات لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية قال فيها إن الفصائل السياسية في اليمن كانت على وشك التوصل إلى اتفاق للمشاركة في السلطة وذلك قبل قيام التحالف بالبدء في شن هجمات قبل أكثر من شهر في اليمن مما تسبب في عرقلة المفاوضات وهذا ما قاله أيضا في إفادته أمام مجلس الأمن.


 


وقد شكلت أحاديث بنعمر حالة استياء كبيرة لدى الحكومة اليمنية التي اتهمته "بشرعنة الانقلاب" وبالفشل في إدارة الحوار بين الأطراف السياسية اليمنية وبأنه كان يسعى إلى التوقيع على اتفاق دون تنفيذ بنوده وهي التي كانت على يقين تام بأنه لولا العمليات العسكرية التي قامت به المملكة وحلفاؤها بعد أن وصل الانقلابيون إلى تخوم عدن لأصبح المشهد أكثر صعوبة وسوداوية.


 


سياسة التمدد ومن ثم التفاوض


 


وتؤكد جميع المعطيات السياسية على الأرض بأن الحوثيين وصالح في خضم مفاوضات بنعمر البائسة كانوا يتقدمون بشكل مستمر ويلتهمون المحافظات بدءا بصعدة وحجة وعمران وصنعاء والحديدة وغيرها من المناطق ليسيطروا على مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية في ظل إصرار مبعوث الأمم المتحدة على الحوار وهو الذي ساهم بإدخال اليمن في أتون الحرب الأهلية ومكن الانقلابيين من تنفيذ مخططاتهم دون أي تدخل أو محاسبة أو تصعيد لانتهاكاتهم لمجلس الأمن من قبل جمال بنعمر الذي جعلهم يكسبون الوقت للتمدد العسكري وهم الذين يطبقون سياسة التمدد ومن ثم التفاوض والتي تمارسها إسرائيل منذ عقود في حوارها مع الفلسطينيين.


 


إصراره على تقديم الحلول رغم إبعاده


 


ورغم إبعاده عن المشهد اليمني إلا أن المبعوث الأممي السابق يحاول تقديم كل الحلول الممكنة للانقلابيين ويتمثل ذلك في تأكيده على أن فرض حظر جديد على السلاح يستهدف المسلحين الحوثيين، قد يتسبب في عرقلة تسليم مساعدات إنسانية تشتد إليها الحاجة في اليمن في محاولة منه لإقناع مجلس الأمن بضرورة فك الحظر عن السلاح بحجة المساعدات الإنسانية.


 


وقد خلت إفادة بنعمر لدى مجلس الأمن من أي إدانة صريحة لممارسات الحوثيين وصالح بحق الدولة اليمنية في تأكيد جلي على أن المبعوث الأممي لم يكن يمارس مسؤولياته بالشكل الأمثل لإنقاذ اليمن من الفوضى التي أحدثها الحوثيون بمساعدة علي عبدالله صالح وإيران.


 


ويؤكد مراقبون للأزمة اليمنية بأن إبعاد المبعوث الأممي السابق جمال بنعمر كان مطلبا ملحا في ظل اخفاقاته التي تجرع مرارتها الشعب اليمني الذي ينظر بتفاؤل إلى الحراك الذي تقوم به المملكة وحلفاؤها في المجموعة الخليجية والعربية عسكريا وسياسيا والذي آتت أكله على جميع الأصعدة بنتائج على الأرض وبقرارات أممية حاصرت الانقلابيين وجعلتهم يتراجعون في مواقفهم.


 


سخط شعبي في الشارع اليمني


 


وتوضح أصوات المواطنين في الشارع اليمني الملتهب إلى السخط الشعبي الواسع على ما قام به المبعوث الأممي طيلة السنوات الماضية بحق الدولة اليمنية التي جعلتها تغرق في وحل التدخلات الإيرانية وتحاصر بمخالب الحوثيين وصالح ليتم انقاذها مؤخرا عبر التحالف الذي شكلته المملكة لإعادة الشرعية والاستقرار إلى الدولة اليمنية لينجح عسكريا في القضاء على معظم إمكانات الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع ليتبعها بعد ذلك بجهد سياسي دولي مكنها من النجاح في استصدار قرار أممي حمل الرقم 2216.


 


ونجحت الجهود العسكرية والسياسية التي تقودها المملكة في قلب موازين المعادلة على الأرض في فترة وجيزة وهو مالم يستطع أن يقوم به المبعوث الأممي طيلة السنوات الماضية التي كان يحمل فيها حقيبته الخاوية في جولاته ومفاوضاته التي جعلت من اليمن يسقط في الهاوية من خلال التغطية غير المباشرة والتغاضي الواضح للمبعوث الأممي عن ممارسات الانقلابين العدائية.


 


وأمام سيطرة الحوثيين على كل مؤسسات وأجهزة الدولة اليمنية وامساكهم بكل الأوراق الفاعلة في اللعبة السياسية التي نجحوا فيها باقتدار من خلال تنفيذهم المتقن للاستراتيجية التي جاءت لهم من طهران والتي تنص على بسط نفوذهم على الدولة اليمنية بإجبار الرئيس عبدربه منصور هادي على الاستقالة وحصارهم للحكومة اليمنية كان جمال بنعمر يصر على تنفيذ سياسة غريبة تنص على الاعتماد على الحوار وعدم مواجهة الحوثيين بقرارات من مجلس الأمن وهم الذين كانوا يشنون حربا على الدولة والمواطنين.


 


 


وتأمل الدوائر السياسية أن يلعب المبعوث الأممي الجديد إسماعيل ولد الشيخ أحمد دورا مغايرا ومختلفا وفاعلا عما كان يمارسه جمال بنعمر وأن يكون على دراية تامة بأن الانقلابيين لا تجدي معهم إلا "لغة القوة" حتى يتراجعوا عن تهديدهم واحتلالهم للدولة اليمنية ومن ثم يتم التفكير بالحوار معهم على أن يكونوا حركة سياسية منزوعة السلاح بعد أن يتم استئصال السرطان الإيراني من صنعاء وبتوجيه رسالة أممية متبوعة بعقوبات تطال النظام الإيراني الذي أفسد اليمن السعيد.


(الرياض)