أخبار الإقليم

12 أبريل, 2015 07:03:09 ص

إقليم عدن/ عرفات مدابش  :


يستمر تسارع الأحداث العسكرية والأمنية على الساحة اليمنية، إذ يواجه الحوثيون مقاومة شرسة في مناطق عدة، وذلك لإعاقة وصول تعزيزاتهم العسكرية واللوجيستية إلى المحافظات الجنوبية. وبينما تتواصل عمليات «عاصفة الحزم» قوات التحالف في اليمن، حيث هزت انفجارات عنيفة، أمس، العاصمة اليمنية، أشارت مصادر محلية إلى أن الغارات دمرت الكثير من الأهداف العسكرية المهمة في منطقة صرف بشمال صنعاء، إضافة إلى قصف معسكر «الحفا» في «جبل نقم» بشرق صنعاء. كما قصفت منطقة «بني بهلول» في مديرية سنحان، مسقط رأس الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح. وقد شوهدت أعمدة الدخان وهي ترتفع في سماء العاصمة، فيما سمع أزيز الطائرات وأصوات المضادات الأرضية.


 


وبينما واصلت «عاصفة الحزم» القصف الجوي، تستمر في عدن المواجهات المسلحة بين المقاومة الشعبية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، وبين القوات التابعة لميليشيا الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح. وقالت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط» إن المواجهات في عدن تتركز في حي المعلا وجبل حديد والصولبان الذي يقع فيه معسكر قوات الأمن الخاصة (الأمن المركزي - سابقا)، إضافة إلى مديرية «دار سعد» وأطراف «خور مكسر» قرب مطار عدن الدولي. وذكرت المصادر أن الميليشيات الحوثية باتت محاصرة في عدن، مما يزيد من ارتباك الحوثيين. وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن بعض مسلحي الحوثي يقومون باقتحام منازل المواطنين بحثا عن الماء والغذاء، بعد أن انقطعت إمداداتهم من صعدة. كما أكدت مصادر محلية أن الحوثيين يقومون باقتحام بعض المنشآت الاقتصادية والصناعية، في محاولة للسطو على مخزون مادة الديزل، وذلك في إشارة إلى أن الحوثيين يعانون من نقص حاد في التعزيزات والتموين بالمشتقات النفطية، جراء الكمائن التي تنفذها القبائل المسلحة على الطرق المؤدية إلى عدن.


 


وفي التطورات الميدانية الأخرى، قتل قرابة 13 مسلحًا حوثيًا في مواجهات مع قبائل الصبيحة بمحافظة لحج المجاورة لتعز، كما لقي العشرات من المسلحين الحوثيين ورجال القبائل مصرعهم في محافظتي تعز وإب. ولقي 12 مسلحا حوثيًا مصرعهم في مديرية الراهدة بمحافظة تعز على يد مسلحين قبليين، في كمين نصب لتعزيزات عسكرية كانت في طريقها إلى الحوثيين في عدن.


 


وفي تعز، سقط نحو 20 مسلحا حوثيًا بين قتيل وجريح في مواجهات مع قبائل منطقة دمنة خدير، الذين اعترضوا تعزيزات الحوثيين المتجهة إلى الجنوب. وفي محافظة إب المجاورة، تواصلت المواجهات المسلحة في مديريتي القفر والمخادر بين مسلحي القبائل، من جهة، والميليشيات الحوثية، من جهة أخرى.


 


وأفادت مصادر قبلية لـ«الشرق الأوسط» بأن العشرات، من الطرفين، سقطوا قتلى وجرحى. وذلك في وقت كثف الحوثيين القصف على المنطقتين، بعد أن تمكن مسلحو القبائل من دحر المجاميع الحوثية إلى خارج المديرتين بالقوة المسلحة، في سياق رفضهم لوجود الحوثيين وتأييدهم للشرعية الدستورية. وقد أصدرت القبائل في تلك المديريتين نداء إلى قوات التحالف بمساعدتها لوقف القصف العنيف لجماعة الحوثي على المناطق الآهلة بالسكان.


 


وفي سياق متصل، قالت مصادر محلية في محافظة إب لـ«الشرق الأوسط» إن المسلحين الحوثيين تمكنوا من استعادة السيطرة على القصر الجمهوري في المحافظة، وذلك بعد اشتباكات عنيفة مع القبائل التي كانت مسيطرة على القصر لنحو يومين. وذكرت المصادر أن استعادة الحوثيين السيطرة على القصر، جاء بعد أن وصلت إليهم تعزيزات كبيرة من قوات الحرس الجمهوري، الموالية للرئيس السابق صالح، من محافظة الحديدة في غرب البلاد. ويسعى مسلحو الحوثيين إلى بسط سيطرتهم على المناطق التي بدأت في توجيه الضربات العسكرية لذلك الوجود، حسب المصادر.


"الشرق الأوسط"