أخبار الإقليم

10 أبريل, 2015 12:31:02 ص

إقليم عدن / الرياض:


كشف أول رئيس وزراء يمني بعد الوحدة الوطنية، حير أبو بكر العطاس أن عاصفة الحزم التي تقودها المملكة العربية السعودية في اليمن، تمثل أملا لدى الشعب لتجاوز الظروف الدقيقة المحيطة به، مشيرا إلى أن الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح هو الذي تسبب في ظهور جماعة الحوثيين، الذين أراد استغلالهم لإيقاف المد السلفي في اليمن.


كما أنه كان يرتبط في الوقت ذاته بعلاقات طيبة مع متشددي تنظيم القاعدة، مؤكدا أنه أجاد استخدام المتناقضات في الوقت ذاته.


وأضاف في حديث خاص إلى "الوطن"، أن الرئيس المخلوع لم يكن يهتم إلا بتحقيق أهدافه الخاصة التي وظف لأجلها كل مقدرات الدولة، وفي مقدمتها استنزاف الخزينة العامة لمصلحته هو والدائرة المحيطة به، ما تسبب في فقر وبؤس الشعب اليمني.


بدايةً، يؤكد العطاس أن المشهد اليمني حاليا دقيق وعصيب، وقامت "عاصفة الحزم" بعمل كبير لشل حركة الهيمنة والفساد والعبث، ممثلة في قوى الحوثيين وحلفائهم من بقية قوات صالح ونظامه القديم، بينما تبذل قوى وطنية في الداخل قصارى جهدها لدحر هذه القوى وإعادتها إلى أماكنها الطبيعية، مؤكدا أن العاصفة قامت بعمل كبير جدا، أعاد للشعب اليمني الثقة، وأكد أن هذه الأمة العربية قادرة إذا ما توحدت على هزيمة أعدائها ودحرهم، مبينا أن الحوثيين يدورون في فلك إيران التي تريد أن تهيمن على اليمن لحساب أجندات بعيدة عن مجالها الإقليمي ونسيجها الاجتماعي.


وكشف العطاس أن الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح يعاني من نزعات شريرة في داخله، وقال عملت معه فترة من الزمن، وأدركت أنه يتمتع بقدرات كبيرة، ولكنه يستخدمها دائما في الشر وليس في الخير.


علاقة غامضة


وعن علاقة المخلوع بالحوثيين، يقول "هناك علاقة تجمع الطرفين، فصالح هو الذي أنشأهم كقوة، وساعدهم فعلا على الظهور، لكنه يستخدمهم طيلة الفترة الماضية في تحقيق أهداف خاصة به. فالحوثيون لم يفكروا في أن يصلوا إلى ما وصلوا إليه، ولكن صالح دعمهم، في إطار سعيه المتواصل إلى خلق بؤر التوتر التي يحاول خلالها أن يحكم وأن يطيل فترة حكمه، واستغلهم كواجهة للحرب مع السلفيين. وصالح له من المكر ما يجعله يستخدم الطرفين معا ضد بعضهم بعضا، كما استخدم السلفيين في حربه ضد الجنوب عام 1994، وعندما لاحظ أن السلفيين زادت قوتهم أكثر بعد الحرب، عزز من موقف الحوثيين ليواجه السلفيين، وبدأ يلعب على وتر التوازن بين هذه القوتين، ما قاد اليمن إلى هذا المشهد.


وقال العطاس إن علي صالح استطاع أن يلعب كذلك على وتر القوى القبلية، وأوجد حالة من النزاع بينها، وعندما حاولنا بعد الوحدة أن نحل القضايا المتعلقة بالثأر مثلا في اليمن، لأنها هي الذريعة التي تذرعوا بها لإيجاد هذه المشاكل القبلية، وقف هو وبعض المشايخ بشراسة ضد هذا البرنامج الذي وضعته حكومتنا في أواخر عام 1991، وذلك حتى يضمن استمرار حالة النزاع بين القبائل، بحيث يديره لتحقيق مصالحه، ونظريته في ذلك تتلخص في إيجاد مشكلات أكثر حتى تنشغل كل المكونات ببعضها بعضا، لكن في الأخير أدت كل هذه المشكلات إلى الوضع القائم في اليمن.


دائرة الفساد


ومضى العطاس قائلا "صالح استبعد الكثير ممن كانوا حوله، وقام بوضع شبكة من القياديين والعسكريين والمدنيين، ليكونوا تحت قبضته. حتى إخلاصهم له لم يكن ناتجا عن رغبة حقيقية، لكنها ضمن الواقع الذي يفرضه عليهم، والجو الذي يحيطهم به، إذ أدخل كثيرا من هذه العناصر في دائرة الفساد، بحيث تكون أوراق ضغط يستخدمها ضدهم عندما يريد، وبالتالي ضمن أن هؤلاء سيكونون طوع إرادته وتحت خدمته. أما عن تنظيم القاعدة، فيقول "القاعدة إحدى ألعاب صالح المفضلة، يستغلهم لتفجير الموقف عندما يحس أنه سيسقط. وكل عمليات القاعدة في حقول النفط في مأرب وفي حضرموت حدثت بعلم صالح وتغاضيه عنها. فقد قام في وقت سابق بتهريب العشرات من عناصر القاعدة من السجن، مدعيا أنهم حفروا نفقا بملاعق الأكل، وكانت هذه سقطة كبيرة منه عندما حاول خداع الشعب اليمني والعالم بكذبة ساذجة".


واستطرد العطاس قائلا "صالح كرر نفس السيناريو أخيرا، وأفرج عملاؤه عن متشددي القاعدة الذين كانوا محبوسين في سجن المكلا، كما وجه الجيش بالانسحاب من مواقعه وتركها للمتطرفين، وهي لعبته المفضلة التي يحاول بها إخافة اليمنيين والعالم. وصالح لم يكن يخفي علاقته بعناصر القاعدة، وبلغت به الجرأة حد استقبالهم في مكتبه".


استنزاف الخزينة


واسترسل قائلا "خلال عملي كرئيس لمجلس الوزراء فإن صالح كانت لديه موازنات متعددة، يصرف منها على القاعدة، كما كان يصرف على قوات كثيرة جدا، وأذكر أنه كان لدينا نظام في عدن قبل الوحدة نسميه النفقات السياسية، كانت تودع لدى الرئيس ورئيس الوزراء وبعض الجهات الإعلامية، ويكون العمل فيها وفق ضوابط، لكن صالح يرفض أن يكون هناك تحديد من النفقات، وكان ينفق يمينا وشمالا.


أما عن ثروة المخلوع، فيقول "لا أحد يعرف مقدار هذه المبالغ التي قالت الأمم المتحدة إنها تبلغ 60 مليار دولار. والسؤال البسيط هو من أين أتى بها؟ هل لديه مصادر دخل واضحة وشرعية ومشروعة فليقولها للناس؟ هل عنده مرتب مفتوح من قبل هذه الدولة التي كان يقودها؟ لذلك لا بد من محاسبته على هذه الجرائم التي اقترفها بحق الشعب، والأموال التي اختلسها هو وحاشيته تسببت في فقر وبؤس وشقاء الشعب اليمني.


أضاف العطاس أن صالح وابنه أحمد وبعض المقربين يوزعون مدخلات النفط فيما بينهم، وقال له أحد الخبراء "يصل إلى خزينة الدولة 30% فقط على أكثر تقدير، فأين تذهب نسبة 70% المتبقية؟".


وعن خيانة صالح لوطنه، يؤكد العطاس أن هناك كثير من القصص التي تثبت ذلك، ويقول في عام 1989 كان هناك حوار حول الوحدة، وكانت الفكرة أن تتبنى البلاد نهج الكونفدرالية، لكنه أصر على الفيدرالية، وفيما بعد استطاع أن يمكر على نائبه علي سالم البيض.


(الوطن)