أخبار الإقليم

01 أبريل, 2015 09:17:35 ص


إقليم عدن/ عبدالرحمن آل دبيش:


"إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة


فإن فساد الرأي أن تترددا"


ليس أضر على الرأي الصائب من التردد وعدم الإقدام، وليس أنجح له من العزيمة الصادقة الجادة التي تخرجه من مرحلة القول إلى الفعل.


فما إن يتضح الرأي الصائب حتى يتوجب تحقيقه بعزيمة صادقة تأنف الضيم وتأبى الظلم، وذلك كشرط يضمن نجاحه ويؤكد صوابه.


الرأي الصائب تجلى في سرعة التعامل بالقوة مع أمر بدا واضحا للعيان أنه خطر يحدق بالوطن، وشر تلوح نذره في الأفق، من فئة تمردت على شرعية بلادها واستقوت بالأعداء، وجاهرت بأهدافها الخبيثة ضد أبناء بلدها ومحيطها الإقليمي، فكان خيار الحرب ضدها أمرا منطقيا إلى أبعد الحدود، وذلك من منطلق مسؤولية حماية الوطن والذود عن مصالحه.


فالحرب ضد عصابة الحوثي خيار لا مفر منه، وتأجيله يعد وهنا في الرأي وتقاعسا عن أداء الواجب، فالمعطيات الواقعية تؤكد أننا إن لم نبدأه بالحرب حماية لأنفسنا فسيبدأها علينا، بل إنه بدأها بالفعل خلال تصريحاته الطائفية ومناوراته العسكرية على حدود المملكة، فلِمَ التردد إذن ونحن نعلم أن الحرب مع هذا الطرف المتربص خيار لا مفر منه؟


نعم، قررت المملكة العربية السعودية ممثلة في قائدها التاريخي القائد الأعلى للقوات المسلحة الملك سلمان بن عبدالعزيز، رعاه الله، ومن منطلق مسؤوليته التاريخية وحرصه الشديد على حماية بلاده ومقدساتها ومكتسباتها، العمل على مناجزة هذا العدو المتربص بلغة الحزم والقوة، وقطع أياديه قبل أن تصل إلينا، وذلك من خلال قرار حرب شارك فيه دول عربية وإسلامية وأيدته مجاميع دولية.


فهذا - والله - هو الحزم والرأي الصائب الذي فرضه الواقع، فما إن فرضه حتى وجد رجالا أعطوه حقه وقاموا بتنفيذه.


أمن المملكة العربية السعودية مرتبط بأمن محيطها الإقليمي، وأمنها - أيضا - لا يقبل المساومة، ولهذا قررت الحرب تفعيلا لحقها في الدفاع عن النفس وحماية لأرضها ومقدساتها.


فنحن فداء للوطن فكما وجدناه بارا بنا عطوفا علينا سيجدنا - إن شاء الله - أبناء بررة نستعذب الموت دفاعا عنه وحماية لمقدساته.


شكرا لولاة أمرنا على هذا القرار التاريخي الذي ردع عن البلاد شرا يحاك لها من آماد بعيدة، إذ رصد له العدو الميزانيات وخصص له الإمكانات، فإذا قادة بلادنا يتصدون له بعزائم الرجال وهمم الأبطال، فيوهون قوته ويهدون عرشه ويضعونه في دائرة صماء، شملت البر والبحر والجو، فخارت عزائم ذلك العدو وتهاوت قواه، ووجد نفسه ماثلا أمام الحقيقة المفزعة التي لا يستطيع الفرار منها.


فنحن بفضل الله كسرنا شوكة العدو، وأحبطنا عزيمته ونقول:


"تهون علينا في المعالي نفوسنا


ومن خطب الحسناء لم يغلها المهر"


(الوطن اونلاين)