أخبار الإقليم

24 أغسطس, 2014 10:31:00 م

طالب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي،بضرورة خروج الحوثيين من عمران وتسليم مختلف الأسلحة التي استولوا عليها هناك للدولة، مؤكدا "أن من يظن أنه سينتصر بالسلاح وثقافة الإقصاء والتمييز فهو مخطئ"، في اشارة منه الى جماعة الحوثيين التي تتهمها الحكومة اليمنية بالسعي لافشال التسوية ومخرجات الحوار واستغلال جرعة المشتقات النفطية وضروف الدولة اليمنية ومواطنيها، لتحقيق مصالح سياسية غير مشروعة،"
وقال هادي،في كلمة له أمام طلاب الكلية الحربية بصنعاء اليوم:"أنه لامجال للمساومة عن خروج الحوثيين بأسلحتهم من عمران وكذا كافة الأطراف المسلحة الأخرى من غير أبناء عمران، وتسليم كافة الأسلحة والمعدات والذخائر التي تم الاستيلاء عليها  في أحداث عمران وإطلاق سراح كافة المعتقلين مدنيين وأمنيين وعسكريين وتسليم جثامين الشهداء، وعودة كافة أجهزة الدولة ومكاتبها التنفيذية لممارسة أعمالها".
ووفقا لوكالة الأنباء اليمنية الحكومية الرسميةسبأ فقد وصف الرئيس هادي ما حدث في عمران بأنه "تجاوز غير مقبول ولا معقول ولا يمثل استهدافا لطرف معين أو للواء معين بل استهداف واضح وجلي للدولة وأجهزتها الأمنية وقواتها العسكرية ومؤسساتها المدنية، واستهدافا للعملية السياسية والمرحلة الانتقالية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل وانقلاب عليها".وفق تعبيره
وأشار الرئيس اليمني الى أن "البعض مع الأسف كان يفهم حكمتنا وصبرنا وتعقلنا في التعامل مع قضية عمران وغيرها من المناطق على أنه ضعف وتخلي عن المسؤولية وحاولوا استغلال حرصنا وميلنا إلى إنهاء الصراع بشكل سلمي استغلالا رخيصا".وفق تعبيره
وتابع "من الواضح بغير خفاء أن البعض كان يريد من الصراع والحرب في عمران الالتفاف على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني وتقويض العملية السياسية برمتها ونحن اليوم مصممون وعازمون مستندين الى الشرفاء والمخلصين أمثالكم على أن نجعل من عمران وما حدث فيها مدخلا حقيقيا لتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار وبناء الدولة". مؤكدا بالمناسبة أن "الدولة من الآن وصاعدا لن تسمح باستمرار هذا الصراع وستعمل بكل حزم وقوة للبدء باسترجاع أسلحة الدولة ونزع كافة الأسلحة المتوسطة والثقيلة من كل الأطراف من دون استثناء، وسنعمل على إخلاء كافة المواقع من معسكرات ومباني حكومية وخاصة من جماعة الحوثي".وفق تأكيده
وأكد هادي أن اللجوء للعنف أمر غادره اليمنيون تماما بمؤتمر الحوار الوطني الشامل والعودة إلى هذا الخيار هو نكوص عن التزامات الحوار الوطني واستحضار لتاريخ مليء بالآلام والمآسي وعلى الجميع أن يعي جيدا هذه المرحلة الحساسة والخطيرة في تاريخ اليمن، لافتا إلى أن المتربصين بالاستقرار والبناء كثيرون والناقمون والمنتقمون من بناء الدولة اليمنية الحديثة كثيرون أيضا" وقال  "مخطئ من يظن أنه سينتصر في اليمن بالسلاح وثقافة الإقصاء والتمييز، مخطئ من يظن انه بالحروب وبالدماء سيحقق انتصارا سياسيا، ومن يظن أن إضعاف الدولة يصب في صالحه وخدمة مشروعه".
وأشار إلى أن الشعب اليمني بمختلف مكوناته وأطيافه برجاله ونسائه كان ولا يزال يراهن على المؤسسة العسكرية والأمنية في إخراج الوطن من الفوضى ودوامة العنف وحماية المواطنين والمكتسبات الوطنية والعمل كضامن حقيقي وأساسي لتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل التي تمثل القاسم المشترك للإجماع الوطني والمدخل الحقيقي لبناء اليمن الجديد.
وأضاف "يخطئ من يظن أن قواتنا العسكرية والأمنية ستبقى متعددة الولاءات والغايات فإذا كانت أحداث وظروف المرحلة الماضية قد أوجدت مثل هكذا تعدد هنا وهنا فإن المرحلة قد تغيرت فالخطبة ليست الخطبة والجمعة ليست الجمعة والواهمون فقط هم من يظنون ذلك، ومن يقلب صفحات التاريخ اليمني فانه سيدرك جيدا أن الأزمات والمحن كانت مصدرا لتماسك البنيان وحافزا لتجاوز تلك الأزمات ووضع الأسس الصحيحة للبناء".
وأكد الرئيس هادي في خطابه لمنتسبي الكلية الحربية بصنعاء "إن الوضع يحتم عليكم أن تكونوا على درجة عالية من اليقظة والجاهزية وأن تتحلى أعمالكم بالمهنية والاحترافية، عليكم أن تفهموا أن هيبة المؤسسة العسكرية من هيبة أفرادها بل وكافة ألويتها ووحداتها في كل مكان وأي انكسار لأي وحدة فإنما هو انكسار للمؤسسة ككل، لذلك عليكم أن تكونوا لبعضكم البعض مشمرين السواعد مستيقظة هممكم ومعنوياتكم موحدين الصفوف والراية".
واختتم الرئيس اليمني خطابه بتأكيده :"أن التاريخ اليمني يشهد بفشل المشاريع الطائفية والجهوية والإقصائية، وأن لاحياة إلا لمشروع الدولة وهيبتها ومدنيتها ولمؤسسة عسكرية وأمنية وطنية وسيادية، ولاحياة إلا للشراكة والتعايش والتنوع والقبول بالآخر، وبالتنمية والإهتمام بالاقتصاد وحسن إدارة الدولة وثقافة التآخي والتراحم"، وفق تعبيره.