أخبار الإقليم

12 مارس, 2015 09:26:36 ص


إقليم عدن/  بدر الشهري:


لم تفت 25.656 ساعة في الاختطاف في عضد عبدالله محمد خليفة الخالدي، الديبلوماسي السعودي المُحرر من زنازين تنظيم «القاعدة» الإرهابي، إذ أكد لـ«الحياة» أمس، ثقته طوال أيام الاختطاف، التي دامت 1069 يوماً، بعودته إلى المملكة «حياً أو ميتاً». وإذ عاد «حياً»، فإنه أكد مرة أخرى أنه سيعود إلى العمل الديبلوماسي «كما كنت قبل الاختطاف، وأفضل إن شاء الله».


أينما أشحت ببصرك في أم الساهك، هذه البلدة الواقعة في غرب محافظة القطيف، فستصادف عيناك صورة واحدة للابن العائد من رحلة الاختطاف «المريرة» عبدالله الخالدي، مرة منفرداً، وأخرى مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وهو يقلده وساماً رفيعاً، أو مع ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء الأمير مقرن بن عبدالعزيز. أما الصورة التي يطالعها بـ «فخر» خوالد المنطقة الشرقية، الذين توافدوا بكثافة على أم الساهك أمس، فكانت الصورة التي جمعت ابنهم عبدالله مع ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، فيما الأخير يقبل الديبلوماسي العائد، ويطبع قبلة على كتفه.


وواصلت أم الساهك ليل الثلثاء بنهار الأربعاء، فالاحتفالات هنا لا تتوقف، فبعد أن أضاءت الألعاب النارية ليل البلدة، لم تتوقف دمدمة الطبول على إيقاع العرضة، التي شارك فيها جمع غفير من أهالي أم الساهك والمتوافدون من خارجها، للسلام على عبدالله وتهنئته وأسرته بسلامة العودة. وفي الخيمة المقامة بالقرب من منزل الأسرة لم يتوقف القادمون عن ترديد جملة «قرة الأعين» التي يستبق بها الداخل إلى الخيمة سلامه على عبدالله وبقية أفراد أسرته. أما الخالدي فعومل كـ «عريس» يزف إلى عروسه أكثر من كونه «محرراً» من الاختطاف.


وبحرارة بالغة كان الخالدي يصافح أصدقاء وأقارب وزملاء مضت أعوام طوال لم يرهم، سواءً أكانت الأعوام الثلاثة التي أمضاها مختطفاً، أم أكثر من ذلك، بحكم انشغاله بعمله الديبلوماسي خارج البلاد، إذ كان يعمل في العاصمة الفيليبينية (مانيلا) قبل انتقاله قنصلاً في عدن، التي اختطف منها ذات صباح (الأربعاء 5-5-1433هـ، (28 آذار/ مارس 2012).


أبدى الخالدي أمام «الحياة» تحفظه عن الحديث عن أيام الاختطاف وملابسات تحريره. ولكنه كرر مراراً شكره وحمده لله ثم لحكومة بلاده التي «لم تكل أو تمل من العمل على إعادتي إلى منزلي وتحريري من أيدي خاطفي». وحين سألته «الحياة»: هل كنت واثقاً من عودتك إلى المملكة خلال أعوام الاختطاف؟ سارع إلى الجزم: «كنت متيقناً من ذلك مئة بالمئة، لم أشك يوماً أنني سأعود إلى المملكة حياً أو ميتا، والحمد لله أنه يسّر لي العودة حياً سالماً غانماً لأهلي، الذين عانوا الكثير من العذاب النفسي في الأعوام الثلاثة الماضية، ولم يخففه إلا دعم القيادة والشعب السعودي لهم».


وأضاف الخالدي: «سأعود إلى عملي الديبلوماسي في وقت قريب، وسأعمل كما كنت قبل أن اختطف، لا، بل أفضل إن شاء الله. وسيكون اختطافي حافزاً لأخدم وطني أكثر، لأنني أدركت الآن تماماً الإدراك أن هذا الوطن لن يتخلى عني تحت أي ظرف كان. وما سأقوم به هو رد لديون قريبة وبعيدة لهذا الوطن».


وانخرط الخالدي في السلكِ الديبلوماسي بدءاً من الفيليبين، التي عمل فيها فترة بسيطة، لينتقل بعد ذلك إلى اليمن، للعملِ في مقرِ القنصليةِ السعوديةِ في عدن لمدة ثلاثة أعوام، وكان يعمل في مجال إصدار تأشيرات الحج والعمرة والزيارات للعوائل، وتأشيرات الزواج، إضافة إلى تأشيرات العمالة.


واختطف الخالدي من أمام منزله في حي المنصورة في عدن، وهو في طريقه إلى مكتبه، ليتم تسليمه بعد ذلك في صفقة «مشبوهة» إلى تنظيم «القاعدة»، الذي احتجزه قسراً. قبل أن يتم تحريره مطلع آذار (مارس) الجاري. وحظي الخالدي باستقبال رسمي وشعبي حافل، وكان على رأس مستقبليه ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، ووزير الدفاع رئيس الديوان الملكي الأمير محمد بن سلمان، ونائب وزير الخارجية الأمير عبدالعزيز بن عبدالله. فيما استقبله لاحقاً خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، الذي قلده وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الثالثة. كما أهداه منزلاً.


جريدة (الحياة)