أكدت صحيفة "المدينة" السعودية أن استقرار اليمن وسلامته والمحافظة على
وحدة أراضيه وخلوه من الإرهاب والتخندق الجهوي أو الطائفي هو هم خليجى
واحتياج يمني وعربي في عالم مضطرب يموج بالشرور والدماء.
وقالت الصحيفة السعودية في افتتاحية عددها الصادر أمس تحت عنوان " استقرار
اليمن أولوية قصوى": إن ما يجري في اليمن حاليًا أمر يثير القلق لأنه يهدد
الأمن والاستقرار في هذا البلد ويفتح الباب واسعًا أمام التنظيمات
الإرهابية بكافة أشكالها لكي تنفذ أجندتها المشبوهة وتعيث فيه فسادًا .
وأوضحت أن القلق الذي أبداه مجلس التعاون الخليجي ينطلق من وقائع واضحة على
الأرض تشير إلى أن هناك جهات ما لا تريد الاستقرار لهذا البلد ولا أن
يتمتع بحكم مستقر راشد يتيح لحكومة الوفاق الوطني القيام بدورها كاملاً
وإكمال مشروع البناء السياسي والاقتصادي والاجتماعي وتنفيذ مخرجات الحوار
الوطني.
واستطردت قائلة :" لقد التقت مختلف التكوينات والفرقاء السياسيون في مؤتمر
حوار وطني جامع خرج بمخرجات ملزمة للجميع برعاية دولية وإقليمية لكن سرعان
ما خرجت تنظيمات سياسية على هذا الاتفاق الملزم الذي مهرته وشاركت في وضع
توصياته وأتت لترفع من سقف مطالبها دون النظر إلى العهود والمواثيق التي
مهرتها بوعي كامل".
ولفتت صحيفة "المدينة" السعودية إلى أن البعض يشير في هذا الاتجاه إلى
ارتهان مجموعة معينة في قرارها إلى دولة خارجية تأمر وتنهي وتحرك هذه
الجماعة أو تلك وفقا لمصالحها وأهوائها وأجندتها فيما ينفذ هذا الفيصل تلك
الأوامر بغض النظر عن مدى صلاحيتها لليمن ومنفعتها له ونسفها للتآلف
والوحدة الوطنية لمجابهة الأخطار الداخلية والخارجية.
ونبهت إلى المخاطر المترتبة على محاصرة الحوثيين لصنعاء سيما وانهم
يستخدمون في ذلك الحشد العسكري والضغط السياسي والمظاهرات في حين أن
الاحتجاج على أي مسألة أمر وارد ومشرعن من قبل النظام السياسي في اليمن لكن
ممارسته بتحريك المليشيا المسلحة أمر مرفوض ولا يتواءم مع طبيعة الوضع
الحالي باليمن الذي يكافح إرهاب القاعدة ويعاني من اضطرابات في حضرموت يد
القاعدة فيها ظاهرة وتفلتات أمنية في مناطق الحوثيين .
ومضت قائلة :" ومن الوارد في ظل هذه الظروف تحالف تنظيم متطرف مع داعش مما يزيد من المخاطر على هذا البلد".
وخلصت صحيفة "المدينة" السعودية إلى القول:" المطلوب الآن من كل الفرقاء
اليمنيين الجلوس إلى طاولة تنفيذ مخرجات الحوار الوطني الذي يرسم خارطة
المستقبل في اليمن بعيدًا عن العنف ومحاولة الاستقواء، لأنه بدون ذلك ستكون
الخسائر كبيرة، ولن تستثني أحدًا وطالما كانت هناك حكومة منحازة لقضايا
الشعب وتعمل بوطنية عالية، فلماذا لا تعطى الفرصة ويوفر لها المناخ الآمن
لكي تنفذ مشروعاتها حتى تخرج باليمن إلى بر الأمان، كما أن المأمول الآن أن
تقرأ كل النخب اليمنية ما يجرى من خلال منظور مصلحة البلد أولًا وتماسكها
وسلامتها دون أن يرهن أي فصيل رؤيته لقوى خارجية تضمر الشر لهذا البلد".
صحيفة "الوطن " السعودية من جانبها استغربت من أنه على الرغم من تأكيد زعيم
جماعة الحوثيين عبدالملك الحوثي، على وجود نية للتهدئة، إلا أن حصار
جماعته المفروض على صنعاء استمر، فضلا عن خنق هذه العاصمة العريقة من
الداخل من خلال نصب الخيام الخاصة بالجماعة أمام عدد من الوزارات السيادية
والحيوية، كالداخلية، الكهرباء والاتصالات، وحديقة "الثورة"، وذلك بهدف قطع
الطريق بين أجزاء مهمة من صنعاء ومطارها الدولي.
وأردفت الصحيفة السعودية في افتتاحية عددها الصادر أمس تحت عنوان " وفي
اليمن.. طائفية عاتية " قائلة :" الخطاب الإعلامي في واد، والواقع على
الأرض في واد بعيد، فالحوثيون مصرون على تنفيذ المرحلة الثانية من خطتهم
لإسقاط صنعاء، وليست المشكلة محصورة في أن تسقط صنعاء، وإنما المشكلة في
تداعيات ما بعد سقوطها؛ ذلك أن منطلقات الحوثي وجماعته ليست سياسية محضة،
والجزء الأكبر منها أيديولوجي طائفي، ومعنى ذلك أن الطوائف الأخرى لن تسكت
عن سقوط صنعاء في أيدي عبدالملك الحوثي وجماعته".