تجاهلت جماعة الحوثي الشيعية أمس التحذيرات الإقليمية والدولية، وأيضا التهديدات المحلية باستخدام القوّة ضدّها، وواصلت حصار العاصمة صنعاء حيث ينظم أنصارها ما يقولون إنّه احتجاج على رفع أسعار الوقود، فيما تؤكّد السلطات أنّ الأمر يتعلّق بعملية غزو ممنهجة للعاصمة خصوصا وأنّ الآلاف من مسلّحي الجماعة تدفّقوا إلى تخوم المدينة.
ووجّه مجلس التعاون الخليجي الذي ترعى بلدانه عملية الانتقال السياسي في اليمن عبر ما يعرف بالمبادرة الخليجية أمس تحذيرا لجماعة الحوثي من تقويض العملية السياسية القائمة في البلاد، مستنكرا في بيان صادر عن أمين عام المجلس عبداللطيف الزياني “الأحداث المؤسفة التي تدور في محيط العاصمة صنعاء والتلويح باستخدام خيارات تصعيدية، باعتبارها خروجا على الإجماع الوطني وتنذر بعواقب وخيمة تهدد أمن اليمن واستقراره”.
ومن جانبه جدّد جمال بن عمر المبعوث الأممي إلى اليمن تأكيد دعم المجتمع الدولي لجهود الرئيس عبدربه منصور هادي لتفادي التصعيد.
ولم تثن الجهود السياسية لأجل التهدئة الجماعة عن تدشين مرحلة جديدة من التصعيد في صنعاء حيث عمد موالون لها إلى نصب عشرات الخيام في حديقة الثورة بحي الجراف شمالي العاصمة بالقرب من وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات.
وقال حزام الأسد عضو المكتب السياسي لجماعة أنصار الله الحوثية إن الجماعة قامت بنصب مخيمات جديدة في حي الثورة “وذلك بداية لمرحلة التصعيد الثوري” التي أعلن عنها زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي والتي بدأت الجمعة.
وأضاف: “جميع اعتصاماتنا في داخل العاصمة صنعاء ستكون سلمية ولن نستخدم فيها السلاح كما كان في الاعتصامات التي قمنا بها في المناطق البعيدة عن العاصمة”.
يذكر أن العديد من مقار الوزارات يقع بالقرب من منطقة الاعتصام، ومنها وزارات الكهرباء والداخلية والاتصالات. ويخشى مراقبون أن تجرّ “المغامرة الحوثية” في صنعاء إلى دوامة عنف جديدة في اليمن الذي يعاني أصلا حربا حوثية في الشمال وتصعيدا من تنظيم القاعدة في عدة محافظات.
وشوهدت منذ صباح الأمس الأطقم العسكرية منتشرة بشكل كبير في مختلف الأحياء والشوارع في أمانة العاصمة، بالإضافة إلى استحداث العديد من نقاط التفتيش العسكرية.
وكان الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي قد أصدر الخميس توجيهاته إلى اللجنة الأمنية العليا ومجلس الدفاع الوطني لرفع درجة الجاهزية القتالية بشكل كامل لمواجهة تصعيد جماعة أنصار الله الحوثية.