عربي ودولي

22 أغسطس, 2014 09:54:00 ص

وأوضح هوف، الذي عقد مؤخراً جلسات معروفة بـ"المسار الثاني" مع مسؤولين إيرانيين رفيعي المستوى، "أن المسؤولين الإيرانيين أجمعوا على أن العدو الحقيقي هو السعودية، داخل سوريا وخارجها".

العلاقات بين الدول لا تعرف غير لغة المصلحة، وكل غزل سياسي له غزل مقابل، فلا شيء يحدث في نطاق السياسة بدافع الحب أو الكره إلا أن يكون هناك مصلحة من هذا الحدث، فما نراه الآن من مغازلات أمريكية/إيرانية، وراءه ما وراءه من أهداف.

 

فلإيران مصلحة كبرى، منها الرغبة في زيادة الدعم الأمريكي لها، والسكوت عن جرائم حليفها بشار الأسد في سوريا، ثم إن هناك علاقات شديدة التعقيد بين الجانبين في العراق والمستفيد الأكبر- بلا شك- هو إيران.

 

على الجانب الآخر لأمريكا مصالح في تأجيج الصراع بين السنة والشيعة، فمن جانب يمثل هذا مصدراً للدخل القومي الأمريكي من خلال عمليات بيع السلاح والتأمين والحماية لدول الخليج.

 

ومن جانب آخر سيؤدي هذا الوفاق (الظاهر والخفي) والتفاهمات الإيرانية/الأمريكية إلى إضعاف الوجود السني ليناسب الوجود الشيعي، ومن ثم يطول عمر التطاحن الطائفي بين السنة والشيعة.

 

ولكن ليس هذا كل شيء، حقيقة الأمر إن لدى الشيعة ما يشبه الاستعداد الفطري لكره أهل السنة وكل ما يرتبط بهم، وهذا العداء لأنه عداء ديني- في المقام الأول (لا سياسي)- فإن عداء الشيعة لأهل السنة يفوق عدائهم لليهود والنصارى، ولكل الملل والنحل والأديان الأخرى.

 

يدعم هذه الوجهة ما كشف عنه السفير الأمريكي السابق، فرِد هوف، حيث أوضح أن مسؤولين إيرانيين صرحوا خلال لقاء معه بأن إيران تعتبر السعودية هي عدوها الأول وليس إسرائيل.

 

وأوضح هوف، الذي عقد مؤخراً جلسات معروفة بـ"المسار الثاني" مع مسؤولين إيرانيين رفيعي المستوى، "أن المسؤولين الإيرانيين أجمعوا على أن العدو الحقيقي هو السعودية، داخل سوريا وخارجها".

 

وأضاف السفير أن أحد المسؤولين الإيرانيين اعتبر أن السعودية تزداد أهميتها يوماً بعد يوم في حسابات إيران، وأفاد بأن إيران تعتبر حزب الله الشيعي اللبناني هو خط الدفاع الأول عنهم.

 

وهذه المعلومات لا يقدمها السفير الأمريكي (دون مقابل)، فللرجل كما أوضحنا في البداية أهداف، وهناك مصالح أمريكية لا وجود لها بغير احتراب سني شيعي، وتطاحن طائفي في العالم، لاسيما منطقة الشرق الأوسط، وإلا فلماذا يفشي السفير الأمريكي هذه الأسرار في هذا الوقت تحديداً؟!!

 

فلأمريكا مصلحة في اتساع الخلاف السني الشيعي، واشتعال جبهات القتال القائمة على أسس طائفية، ومن ناحية أخرى تعتبر إيران الدول الإسلامية، سيما السعودية، (العدو الأول) للشيعة والفكرة الشيعية، بل للشيعة أطماع توسعية استعمارية في بلاد السنة، ولرأس الشيعة الهالك "الخميني" أقوال في هذا الصدد، ولأتباعه- أيضا- كتابات وأقوال تؤكد على استهداف بلاد السنة سيما المملكة العربية السعودية.