أخبار الإقليم

16 يناير, 2015 12:34:25 م

 

إقليم عدن / الحقيقة/ خاص :

 

طارق الفضلي: صالح والزنداني ومحسن أول من احتضن الجهاديين العرب

 

مفتي المجاهدين العرب: نظام صالح استأجر شققا للمجاهدين ويلقنهم لمواجهة التحقيقات

 

الأمم المتحدة: صالح يستخدم القاعدة في الاغتيالات واستهداف المنشآت العسكرية

 

 

 

 

لم يعد خافياً على الكثير من المتتبعين على كثب لتنظيم القاعدة في اليمن وارتباط ظهوره وممارسة نشاطاته منذ سنوات بأهداف تحققها الحكومة اليمنية في عهد الرئيس علي عبدالله صالح كتلقي بلاده الدعم الدولي الهائل بحجة مكافحة الإرهاب والقضاء عليه، بينما من تحت طاولات صنع المتفجرات يتلقى تنظيم القاعدة في اليمن تعليماته من أجهزة المخابرات والأمن العليا طوال السنوات الماضية.

 

ولم تضمر العلاقة المضطردة بين الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح وقيادات القاعدة بعد قيام الثورة الشبابية المناهضة لحكمة وسقوط نظامه، حيث استطاع صالح استغلال علاقته بالقاعدة في إرباك المشهد اليمني عبر سيطرة القاعدة على محافظة أبين جنوبي البلاد، بعد أن سلّمت الأجهزة الأمنية المرابطة فيها والمواليه له زمام الأمور للقاعدة، ليصبح المشهد اليمني أكثر تعقيداً.

 

ولم تكن العلاقة حقيقة من جانب واحد فقط في بداياتها، حيث استفاد تنظيم القاعدة في اليمن من التسهيلات التي كانت يقدمها نظام الحكم في اليمن للمجاهدين العرب المهاجرين إلى افغانستان لمحاربة الشيوعية الروسية التي بطشت بالمسلمين آنذالك.

 

ظهور القاعدة:

 

القاعدة أو تنظيم القاعدة أو قاعدة الجهاد  هي منظمة وحركة متعدد الجنسيات سنية إسلامية أصولية، تأسست في الفترة بين أغسطس 1988 وأواخر 1989 / أوائل 1990، تدعو إلى الجهاد الدولي. ترتكز حاليًا وبكثافة في اليمن، وخاصة في المناطق القبلية والمناطق الجنوبية، والمسمى بتنظيم القاعدة في جزيرة العرب. هاجمت القاعدة أهدافًا مدنية وعسكرية في مختلف الدول، أبرزها هجمات 11 سبتمبر 2001، تبع هذه الهجمات قيام الحكومة الأمريكية بشن "حربٍ على الإرهاب".

 

تشمل التقنيات التي تستخدمها القاعدة الهجمات الانتحارية والتفجيرات المتزامنة في أهداف مختلفة، والتي يقوم بها أحد أعضاء التنظيم الذين تعهّدوا بالولاء لأسامة بن لادن أو بعض الأفراد الذين خضعوا للتدريب في أحد المخيمات في أفغانستان أو السودان.

 

تشمل أهداف القاعدة إنهاء النفوذ الأجنبي في البلدان الإسلامية، وإنشاء خلافة إسلامية جديدة. وتعتقد القاعدة أن هناك تحالفًا مسيحيًا - يهوديًا يتآمر لتدمير الإسلام،

 

وصفت فلسفة القاعدة الإدارية بأنها "مركزية في القرار ولا مركزية في التنفيذ وبعد الحادي عشر من سبتمبر والحرب على الإرهاب، أصبحت قيادة تنظيم القاعدة معزولة جغرافيًا، مما أدى إلى ظهور قيادات إقليمية للمجموعات المختلفة، تعمل تحت اسم القاعدة.

 

 تصنف القاعدة كمنظمة إرهابية من قبل كل من مجلس الأمن والأمانة العامة لحلف شمال الأطلسي والمفوضية الأوروبية للاتحاد الأوروبي.

 

تنظيم القاعدة في جزيرة العرب:

 

تنظيم القاعدة في جزيرة العرب هو تنظيم إرهابي يتخذ من اليمن مقراً له. ظهر التنظيم إلى الوجود في بدايات تسعينيات القرن الماضي لمحاربة الوجود الغربي في شبه الجزيرة العربية ثم تطورت عملياته بعد ذلك لتشمل السلطة القائمة في كل من الرياض وصنعاء بعدما سعى البلدين إلى القضاء على التنظيم. توالى عدد من الشخصيات على قيادة التنظيم في السعودية وفي اليمن، وقد قتل بعضهم واستسلم أخرون، لكن ظهر بعد الاندماج قيادات جديدة على الساحة.

 

قبل اندماج الفرعين السعودي واليمني قام تنظيم القاعدة بعدد من العمليات في الأراضي السعودية أبرزها: في فبراير عام1995م: هجوم بالسيارة المفخخة على إدارة للحرس الوطني يؤدي إلى مقتل ستة أشخاص من بينهم خمسة أميركيين. في يونيو عام 1996م هجوم عنيف بشاحنة مفخخة على قاعدة عسكرية أميركية بالخبر يخلف 19 قتيلاً وحوالي 500 جريح. في مايو عام 2003م: هجوم بثلاث سيارات مفخخة على مجمع سكني بالرياض تقطنه غالبية غربية يسفر عن مقتل 26 شخصاً إضافة إلى مقتل تسعة من المهاجمين. في نوفمبر عام 2003م: هجوم بشاحنة مفخخة يستهدف مجمعاً سكنياً بالرياض يسفر عن سقوط 17 قتيلاً و100 جريح. في الأول من مايو عام 2004م هجوم بمدينة ينبع يخلف ستة قتلى غربيين.

 

في 29 مايو عام 2004م : مسلح يقتحم مجمعاً سكنياً في الخبر ويحتجز العشرات رهائن، أغلبهم موظفون في شركات نفط أجنبية, وخلفت العملية مقتل 19 غربياً وتمكن المهاجم من الفرار. في ديسمبر عام 2004م: هاجم مسلحون مقر القنصلية الأميركية بمدينة جدة، وخلف الهجوم خمسة قتلى من عمال القنصلية إضافة إلى مقتل المهاجمين. في عام 2005م: القوات السعودية تشن عملية واسعة على معاقل التنظيم وأدت الحملة إلى توجيه ضربة موجعة للتنظيم إثر مقتل عدد من قادته ومقاتليه واعتقال عدد آخر وهو ما أدى إلى تراجع عمليات التنظيم خاصة الكبيرة منها.

 

أما بالنسبة لفرع التنظيم في اليمن فقد اقتصرت هجماته قبل الاندماج على بعض العمليات الصغيرة التي تتم خلالها مهاجمة أشخاص غربيين باستثناء الهجوم على المدمرة الأميركية كول في أكتوبر عام 2000م في خليج عدن الذي أسفر عن مقتل 17 جندياً أميركياً وإصابة 38 آخرين وكذلك الهجوم على السفارة الأميركية بصنعاء في سبتمبر عام 2008م الذي أدى إلى مقتل 16 شخصاً.

 

تمثلت أبرز عمليات التنظيم في محاولة الاغتيال التي تعرض لها الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية السعودي في 28 أغسطس عام 2009م بمدينة جدة. وتبنيه محاولة تفجير طائرة أميركية في 25 ديسمبر عام 2009م عندما كانت تقوم برحلة من أمستردام بهولندا إلى مدينة ديترويت بالولايات المتحدة قام بها النيجيري عمر الفاروق قبل أن يتم إحباطها. وفي نهاية أكتوبر عام 2010م تم العثور في مطار دبي على طرود ملغومة في طائرة شحن متوجهة إلى الولايات المتحدة انطلاقاً من اليمن, واتهمت واشنطن التنظيم بالوقوف وراء العملية.

 

مفتي المجاهدين: صالح يلعب بالقاعدة

 

كان الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح يوطد علاقاته بكبار المجاهدين العرب دون الإضرار بهم ويقدم لهم المساعدات في الوصول إلى أفغانستان لمجاهدة المدة الشيوعي الروسي، وكما يروي مفتي الجهاديين العرب السيد إمام الشريف الشهير باسم السيد فضل، أن رئيس جهاز المخابرات اليمنية اللواء غالب القمش قد قال له شخصياً أنا من كنت استأجر للمجاهدين شققهم أثناء هجرتهم إلى أفغانستان.

 

وبعد عودة المجاهدين العرب من أفغانستان وشمال شرق آسيا ومن ميادين التدريب بالسودان، احتضنهم نظام علي عبدالله صالح، قبل أن يهاجر الكثير منهم إلى بلدان أخرى.

 

يقول الشيخ القبلي طارق الفضلي، العائد من جبهات القتال ضد السوفييت، إن علي عبدالله صالح وإلى جواره الجنرال العسكري علي محسن الأحمر والشيخ الديني عبدالمجيد الزنداني هم أول من احتضن المجاهدين ويدفعون أموالا طائلة لعدد من عناصر القاعدة في اليمن.

 

 وبالعودة إلى مفتى المجاهدين العرب السيد إمام الشريف الذي كشف في مقابلة تلفزيونية مع قناة العربية قبل سنوات، عن استخدام الدولة اليمنية خلال نظام حكم الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح لتنظيم القاعدة في بلادة.

 

وقال السيد إمام الشريف، وهو المرجعية لتنظيم القاعدة في أفغانستان ومؤلف كتابي الهادي والجامع التي استقت منهما كل الحركات الجهادية والإسلامية أفكارها، أن الحكومة اليمنية كانت تلعب بتنظيم القاعدة في اليمن، وأن الرئيس علي عبدالله صالح بنفسه كان قائما على رعاية التنظيم.

 

وأثناء فترة سجن مفتي الجهاديين العرب في اليمن التقى في السجون اليمنية بشباب القاعدة اليمنيين وكان يقدم لهم العلاجات الطبية لعدم وفرة الطبيب، وكان يخبره الشباب بأنهم يمارسون أنشطتهم الجهادية بعلم النظام اليمني.

 

كما ذكر السيد إمام الشريف، أن علي عبدالله صالح بنفسه كان يلقّن شباب القاعدة المرميين في السجون اليمنية الأقوال المزورة التي يجب أن يقولوها للمحققين السعوديين والأمريكيين الذين كانوا يتناوبون في التحقيق معهم في السجون اليمنية.

 

وما فتئت المعارضة اليمنية خلال السنوات العشر الماضية اتهام نظام الرئيس علي عبدالله صالح برعاية القاعدة وتقديم التسهيلات المادية والمعنوية لها.

 

حرب أبين وعلاقاتها بقرارات الرئيس هادي:

 

أثناء الثورة الشبابية المناهضة لنظام حكم الرئيس علي عبدالله صالح، لجأ صالح إلى الدفع بتنظيم القاعدة للسيطرة على محافظة أبين بعد تسليم الأجهزة الأمنية والقوات الحكومية فيها لتنظيم القاعدة دون أي مقاومة - بحسب أهالي مدينة زنجبار - بغرض تعقيد المشهد اليمني أمام الرأي العام الدولي والعربي، وليري العالم أنه وحده من يستطيع لجم القاعدة وكبح جماحها.

 

الغريب لم يكن هنا حينها، بل كان بعد تولي الرئيس عبدربه منصور هادي رئاسة البلد والإطاحة بعلي عبدالله صالح من سدة الحكم، حيث كان الرئيس هادي يصدر قرارا رئاسيا في المساء وترى تقدماً ميدانيا للقاعدة في الصباح، حيث كانت قرارات هيكلة الجيش وإقالة أقارب الرئيس المخلوع من مناصبهم العسكرية كانت الأكثر ضررا على صالح وأيضا الأكثر فاعلية لتنظيم القاعدة من حيث التحرك الميداني وتوسع سيطرتهم في محاولة لتمدد القاعدة إلى مناطق أخرى قريبة من أبين. لكن ذلك لم يكتب لها النجاح.

 

واتهم المحللون اليمنيون نظام المخلوع صالح بدعم تحركات القاعدة في اليمن، وخاصة في أبين، في الوقت الذي كشفت فيه اللجنة العسكرية الخاصة بالتحقيق في أحداث "دوفس" بأبين التي قتل فيها قرابة 185 جندي وأسر أكثر من سبعين آخرين على أيدي القاعدة، عن تواطؤ القائد العسكري الموالي لعلي عبدالله صالح، مهدي مقولة.

 

وكان مايكل شوير، رئيس شعبة الاستخبارات الأمريكية السابق، قد قال في مقابلة تلفزيونية على قناة CNN  أن علي عبدالله صالح يقوم يوفر الحماية لأعضاء تنظيم القاعدة، وبعمل على توسيع رقعة نفوذهم ويقدم لهم الدعم المادي اللازم منذ حرب صيف 1994 .

 

لجنة العقوبات الدولة تتهم صالح بالتورط مع القاعدة:

 

وأوضحت لجنة العقوبات التابعة لمجلس الأمن الدولي منتصف نوفمبر من العام الماضي، أن رئيس المؤتمر الشعبي العام، والرئيس السابق للجمهورية اليمنية- وقالت إنه تم تحديده كخاضع للعقوبات في 7 نوفمبر 2014 عملا بالفقرتين 11 و15 من القرار 2140 (2014)، وتلبية للمعايير المنصوص عليها في الفقرتين 17 و18 من القرار.

 

ووفقا للجنة فقد انخرط علي عبدالله صالح في أفعال تهدد السلام أو الأمن أو الاستقرار في اليمن، مثل عرقلة تنفيذ الاتفاق الموقع في 23 نوفمبر 2011 بين الحكومة اليمنية والمعارضة، والذي ينص على انتقال سلمي للسلطة في اليمن، وكذلك عرقلة العملية السياسية في اليمن.

 

وأنه بموجب اتفاق 23 نوفمبر 2011 المدعوم من مجلس التعاون الخليجي، استقال علي عبدالله صالح عن منصبه كرئيس لليمن بعد أكثر من 30 عاما في السلطة. اعتبارا من خريف عام 2012، أصبح علي عبدالله صالح أحد الداعمين الرئيسيين لأعمال الحوثيين العنيفة في شمال اليمن.

 

وفي الآونة الأخيرة، اعتبارا من سبتمبر2014، يواصل صالح زعزعة الاستقرار في اليمن باستخدام أشخاص آخرين لتقويض الحكومة المركزية وزعزعة الاستقرار ما يكفي للتهديد بالقيام بانقلاب.

 

وفقا لتقرير فريق خبراء الأمم المتحدة بشأن اليمن في سبتمبر 2014، زعم ما قابلتهم اللجنة بأن صالح يدعم أعمال العنف التي يقوم بها بعض اليمنيين من خلال تزويدهم بالأموال والدعم السياسي، فضلا عن ضمان استمرار أعضاء المؤتمر الشعبي العام في المساهمة في زعزعة الاستقرار في اليمن من خلال وسائل مختلفة.

 

تقرير فريق خبراء الأمم المتحدة الصادر في سبتمبر 2014 يقول أيضا إن هناك ادعاءات بأن علي عبدالله صالح يستخدم عملاء للقاعدة في شبه الجزيرة العربية لتنفيذ عمليات الاغتيالات وشن هجمات ضد المنشآت العسكرية لإضعاف الرئيس هادي وخلق حالة من الاستياء الأوسع داخل الجيش وبين السكان اليمنيين

نقلا عن صحيفة (الحقيقة) الأسبوعية