أخبار الإقليم

11 يناير, 2015 08:39:15 م

متابعات :

وصف السلطان فضل العفيفي الواقع الجنوبي الذي نمر به الان بأنه هلامي ويصعب تحديد معالمه واتجاهه ، نظرا لعدم وجود رؤيه واضحة قابله للتوافق عليها داخليا ، وقابله للتفاوض عليها خارجيا ، او وجود شركاء مقبولين من المجتمع الدولي والإقليمي يتصدرون المشهد الجنوبي  .

 

وأضاف العفيفي في تصريح خاص لـ صحيفة  ” يافع نيوز ” ان  موقف بعض قيادات الحراك اناني ومنطلق من مفهوم مريض يتعامل مع الجنوب وكأنه إقطاعيه وملكيه خاصة، ولا يجوز لأحد ان يتقدم باسم القضية الجنوبيه امام المجتمع الدولي سواهم ، والا شنوا عليه حرب داخليه شعواء .

 

وقال ان بعض قيادات الحراك فاقد للبوصلة التي تدله على الاتجاه الصحيح الذي يجب ان تسير فيه القضية ، والأدهى انه لا يعرف انه ليس بمستوى القدرات القياديه والسياسية التي تؤهله للقيادة والتفاوض من اجل القضية الجنوبيه .

 

وأضاف ” العفيفي ”  انه اذا تولت نٌخبه جنوبيه محدودة العدد تمثل المجتمع الجنوبي ، وتحمل فكر ومشروع سياسي متوازن من غير تلك المجموعات التي مُنحت الفرصه وجربها المجتمع المحلي ، وجربتها واستمعت اليها كذلك الشخصيات والوفود الدوليه ، وتعمل النخبه المعنية على إقناع المجتمع الدولي والإقليمي بالقضية الجنوبيه وبضرورة دعمها عمليا ، باعتبار تحقيق ذلك اولويه ترتكز عليه مايليه من الخطوات ، وذلك من خلال التواصل مع الامم المتحدة ومجلس التعاون الخليجي والجامعة العربيه ، اي بالتركيز على العمل خارج الاطار المحلي والبيني – في اعتقادي انه اذا تم ذلك فستتشكل معالم اخراج القضية وستتشكل اسس الثقة لدى المجتمع الدولي والإقليمي بنوعية المشروع المطروح والمفترض تعامله مع الحاضر والمستقبل بشكل مقنع للمجتمعين الدولي والإقليمي .

 

وقال ان هذا المشروع ان يُرسم وان يتشكل ، وهناك من العقول السياسيه البرجماتيه التي تستطيع ان تتعامل مع القضية ومع العالم بحنكه اكثر مما هو حاصل الان ، ولكن مثل هذه العقول تربا بنفسها من ان تزاحم من لا يريدون احدا غيرهم في الصوره ، رغم انهم مُنحوا الفرصه لا كثر من سبع سنوات وعليهم التنحي جانبا بعد هذه الفترة .

 

وتحدث السلطان العفيفي عن بعض ملامح خارطة الطريق للحل وقال : إن اهم ما يميز اي خارطة طريق يُراد لها النجاح ، هو ان تكون مصممه بشكل يُحقق فصل تام بين مرحلة النضال من اجل القضية وبين المرحله التي تسبق تكوين الدوله الجنوبيه القادمة ، وذلك بان لا يستلم اي مكون سياسي مقاليد الحكم بأي شكلٍ كان ، إلا عبر ضوابط تؤمن الخروج الآمن – وهذا الامر سيكون سر نجاح الخروج الآمن من عدمه للقضية الجنوبيه – ، وعلى المكونات السياسيه الجنوبيه ان تعتبر ان عملها في المرحله السابقه ، ليس الا عملا وطنيا خالصا لا ينتظرون من وراءه جزاء ولا شكورا ، ويُشرع للدولة القادمة ويؤسس لها برعاية دوليه تعمل على عدم استحواذ اي مكون سياسي على مفاتيح القوه والسلطة ، وتمرير جميع المكونات السياسيه عبر معيار واحد هو معيار الصندوق والديمقراطية فيتم تأصيل العمل الديمقراطي وتكون المنه والفضل للارادة الشعبيه الكلية فيما انجز . . ، وتُحرم جميع المكونات من فرض إرادة اي منها ، وبالتالي يُحرموا وبارادة الشعب من الاستئثار والتحكم بالدولة المستقبليه وبالتالي تُستبعد اسباب الخلاف والتأزم والاستئثار وهي الاسباب التي تخلق الصراعات .

اما في المرحله الاولى من مشروع خارطة الطريق ، فيجب ان تُعرّف القضية وحيثياتها تعريفا دقيقا ومقنعا للمجتمع الدولي ، كما يجب وضع ملامح عامه عن سياسة الدوله القادمة تُصاغ بحرفيه ووضوح تطمئن ولا تُثير مخاوف دول المجتمع الدولي والإقليمي ، ويجب ان نعلم  ونعترف بان بلدنا واقعه تحت تأثير المزاج الحالي للمجتمع الدولي ، ومهم جدا ان يطمئن المجتمعين الدولي والإقليمي من جهة الواجهة السياسيه للقضية الجنوبيه ايضا .

 

وعن ساحة الاعتصام قال ” السلطان فضل ” ان معظم القيادات وأصحاب الرأي والمثقفين ، يرون ان الاعتصام قد استنفذ هدفه، ولم يعد هناك جديد ليُضيفه، وانه لا طائل من وراء استمراره الا مزيدا من الاخطاء في محاولات تبرير إستمراره ، ومزيدا من تسجيل المواقف الجوفاء ومزيدا من تسجيل قصب السبق الصبياني ، وخاصةً من قبل القوى التي تعتبر الجنوب إقطاعيه خاصه ، ولكن لا احد يجرؤ ان يقول ان الاعتصام قد اصبح بؤره للصراع والاداء السلبي علناً حتى لا يزايد عليه المزايدون ، وهذه معضلة كبرى بسببها كانت تتوقف عندها بعض قيادات الحزب الاشتراكي عن قول الحقائق التي توصلوا اليها اثناء فترة حكمهم ، وبذلك كانت تتوقف عن انقاذ الجنوب حينها من خوض صراع جديد او  من الاستمرار في التوجه الخاطئ ، وذلك حتى لايزايد عليهم زملائهم ، او حتى لايتم تصفيتهم بتهمه من تهم الخيانة والتصنيفات التي كانت تطلق تلك الايام ، ولازال تأثير تلك الثقافة قائما كثقافة مأزومة الى يومنا هذا .