أخبار الإقليم

14 ديسمبر, 2014 05:42:03 م

متابعات :

يواصل عناصر تنظيم القاعدة المتطرف محاولاتهم التسلل عبر الحدود اليمنية إلى المملكة العربية السعودية، مستغلين الانفلات الأمني الذي يعيشه اليمن، على خلفية الصراع القائم بين القبائل والحوثيين الذين يسعون إلى تعزيز نفوذهم في محافظات البلاد.


وتمكن الجيش اليمني، السبت، من إحباط محاولة تسلل لعناصر من تنظيم القاعدة إلى حدود المملكة العربية السعودية.


وقتل الجيش في العملية خمسة عناصر مفترضين من تنظيم القاعدة من بينهم سعوديان اثنان يرتدون زي نساء في حافلة متوجهة إلى الحدود السعودية، وفق مصادر أمنية.


وأقام عناصر الجيش حاجزا في مدينة حرض بمحافظة حجة (شمال غرب) على مسافة 15 كلم من الحدود السعودية ووجدوا حزاما ناسفا وأسلحة على متن الحافلة التي أمروها بالتوقف وكان بداخلها ستة رجال، وفق ذات المصادر.


وذكر مسؤول محلي أن “أحد المشتبه فيهم أطلق النار على جندي صعد إلى الحافلة لتفتيشها فأصابه بجروح ورد الجنود الذين كانوا على الحاجز″، مؤكدا أن المشبوهين الخمسة قتلوا وأن سادسا وسائق الحافلة جرحا واعتقلا.


وكان المشتبه فيهم الستة يرتدون عباءات سوداء طويلة والنقاب على وجوههم على غرار معظم النساء في اليمن كما أوضح المسؤول.


ونادرا ما تفتش القوات اليمنية السيارات والحافلات التي تقل نساء في هذا البلد المحافظ جدا الذي تغلب عليه النعرة القبلية.


وأضاف المصدر أن السائق والرجل السادس الجريح بصدد الاستجواب وأنه “تبين من التحقيق الأولي أن المشتبه في انتمائهم إلى تنظيم القاعدة كانوا متوجهين إلى الشمال في اتجاه الحدود السعودية”.


    تنظيم القاعدة في جزيرة العرب مازال قادرا على شن عمليات قوية جدا عادة ما تكون ضد الجيش اليمني


وتشكل الحدود اليمنية أحد أبرز التحديات التي تواجه المملكة العربية السعودية، في ظل المحاولات المتواترة من قبل عناصر القاعدة التسلل إلى المملكة.


وقد هاجم في يوليو الماضي ستة سعوديين مطلوبين من عناصر القاعدة معبرا حدوديا بين اليمن والسعودية وقتلوا عناصر من قوات الأمن من البلدين.


ويعبر الحدود بين السعودية واليمن، التي يبلغ طولها 1800 كلم والتي تحاول السلطات السعودية تأمينها ببناء جدار يبلغ ارتفاعه ثلاثة أمتار، عموما مهربو البضائع وكذلك إسلاميون متطرفون يريدون الالتحاق بتنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي تأسس إثر دمج فرعي القاعدة في السعودية واليمن مطلع 2009 بعد أن تكبد التنظيم المتطرف ضربات قوية ومتلاحقة في السعودية، دفعت بعناصره إلى الفرار باتجاه اليمن.


واغتنم التنظيم ضعف السلطة المركزية في اليمن في 2011 لتعزيز وجوده في هذا البلد رغم عمليات الجيش وغارات الطائرات الأميركية دون طيار، ومازال تنظيم القاعدة في جزيرة العرب قادرا على شن عمليات قوية جدا عادة ما تكون ضد الجيش اليمني.


وكان مسلّحون، يعتقد أنهم من تنظيم “القاعدة” قد هاجموا الجمعة، ثكنة عسكرية تابعة للجيش اليمني في محافظة مأرب، ما أدى إلى إصابة عدد من الجنود أسعف بعضهم وأخذوا إلى المستشفى في حال صحية حرجة.


وذكر مسؤول محلي أن الهجوم استهدف دورية عسكرية ترابط في منطقة العرقين وادي عبيدة على طريق صافر بعدما قصف مسلحون يستقلون ثلاث سيارات دورية عسكرية كانت ترابط هناك بالرصاص والقذائف الصاروخية، مشيراً إلى أن الجنود ردوا على مصادر النيران قبل أن يلوذ المهاجمون بالفرار.


وفي سياق التطورات الميدانية في اليمن، تجددت صباح السبت المواجهات المسلحة بين جماعة أنصارالله الحوثية ومسلحي القبائل في مديرية أرحب شمال اليمن.


وقال أحمد جعفر أحد شيوخ مديرية أرحب إن مواجهات مسلحة عنيفة تدور حالياً في أكثر من 10 مناطق داخل المديرية، مشيراً إلى أن الطرفين يستخدمان الأسلحة الخفيفة والمتوسطة.


وأوضح أن القبائل تفاجأت صباح السبت بانتشار الحوثيين داخل قراهم، ما دعاهم للقتال، لافتا إلى أنه من حق أي مواطن حماية أرضه من دخول تلك الجماعات المسلحة خاصة وأنهم كانوا يعيشون في منازلهم بأمان.


ولفت جعفر إلى أن المعارك تدور في مناطق جبّار وبيت مران والرحو والعرشان، مؤكداً سقوط العديد من القتلى والجرحى من الطرفين لم يتم حصر أعدادهم بعد نتيجة استمرار المعارك.


كانت لجنة وساطة قبلية مكونة من عدد من مشايخ خولان وصلت الجمعة إلى أرحب بقيادة البرلماني بكيل الصوفي، في محاولة منها لاحتواء الموقف، ووقف القتال بين الطرفين.


وقال جعفر إن الطرفين اتفقا من خلال وساطة اللجنة على هدنة لوقف إطلاق النار إلا أنها سرعان ما فشلت بعد أن تم خرقها من قبل الحوثيين.


من جانبه أوضح عبدالجليل سنان شيخ مشايخ أرحب أنهم قاموا بتشكيل لجنة مكوّنة من شيوخ قبائل أخرى، موضحاً أن اللجنة لا تزال تتفاوض مع الأطراف المتنازعة “الحوثيين، والإصلاح”.


وطالب سنان السلطات اليمنية بإرسال لجنة رئاسية للنظر في هذه القضية وإلا الوضع سيظل كما هو.


إلى ذلك تظاهر، السبت، مئات اليمنيين في العاصمة صنعاء، للمطالبة بإخراج الميليشيات المسلحة منها ومن محافظات أخرى، وعدم تجنيدهم في الجيش، في إشارة إلى مسلحي الحوثيين.


كما طالب المحتجون “بإخراج الميليشيات من المؤسسات المدنية والعسكرية والأمنية للدولة، ومنعها من التدخل بإدارتها وإهانة موظفيها بطرق استبدادية وغير قانونية”.


وسبق أن تم تنظيم عدة تظاهرات مماثلة خلال الأسابيع القليلة الماضية طالبت بإخراج المسلحين من صنعاء، وعبرت عن رفضها لـ”العنف والإرهاب” في البلاد.


وسيطر الحوثيون على العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر الماضي، واقتحموا عددا من المؤسسات الحكومية ومنازل شخصيات سياسية وعسكرية، قبل أن يتوسعوا إلى محافظات أخرى، رغم وجود اتفاقات أمنية مع الرئاسة اليمنية برعاية أممية.