أخبار الإقليم

13 ديسمبر, 2014 01:41:16 م

صحف - صنعاء:

عادت المواجهات المسلحة من جديد بين جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) من جهة، وقبائل مديرية أرحب بمحافظة صنعاء من جهة أخرى، على خلفية ما يقول الإصلاح إنها نقطة جديدة نصبها الحوثيين، بعد قرابة عام من انسحابهم بحسب اتفاق بينهما أبرمته لجنة رئاسية آنذاك.


و قتل وجرح قرابة 10 أشخاص، جميعهم من مسلحي الحوثيين، في اشتباكات وصفت بالعنيفة، اندلعت بين الأخيرين وقبائل إصلاحية من "بني قيداس"، استخدم فيها الطرفان الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة، واستمرت قرابة 3 ساعات.


وقال لـ"الأولى" مصدر قبلي بمديرية أرحب إن اشتباكات عنيفة اندلعت عند الساعة الـ11 قبل ظهر أمس الجمعة، بين قبائل الحوثيين وقبائل الإصلاح من منطقة البكول، التي تضم عدة قرى جنوب غرب المديرية، استخدم فيها الطرفان مختلف الأسلحة بينها قذائف "آر بي جي".


وقال إن الإصلاحيين أطلقوا قذائف "آر بي جي" على 3 سيارات تابعة للحوثيين، بينها طقم وسيارتا "هايلوكس"، على متنها مسلحون حوثيون، أحرقتها بالكامل، فيما قتل وجرح عدد ممن كان على متنها، غير أنه لم يُعرف عددهم بالتحديد.


وأوضح المصدر أن مجموعة من المسلحين الحوثيين على متن سيارات دخلوا، مساء أمس الأول، عن طريق منطقة الجاهلية بهمدان جنوب غرب أرحب، إلى قرية "قيداس"، ونصبوا نقطة تفتيش في القرية، مبينا أن أهالي القرية طلبوا منهم رفع النقطة، غير أنهم رفضوا ذلك.


ولفت إلى أن قبائل منطقة "البكول" تداعت، صباح أمس، إلى مشارف قرية "قيداس"، واتفقوا على إخراج الحوثيين من القرية، ورفع نقطة التفتيش بأية طريقة، مشيرا إلى أن القبائل طلبوا من الحوثيين مغادرة القرية ورفع نقطة التفتيش، وفقا للاتفاق الذي وقع بينهم، والذي قضى بعدم نصب نقاط تفتيش سواء من القبائل أو الحوثيين في أرحب.


وأكد المصدر أنه بعد رفض الحوثيين رفع نقطة التفتيش، اندلعت اشتباكات عنيفة عند الساعة الـ11 قبل ظهر أمس، استمرت حتى الساعة الـ2 بعد الظهر، قبل أن ينسحب الحوثيون من القرية، ويعودوا مجددا إليها الساعة الـ4 عصرا، ومعهم تعزيزات مسلحة.


وبيّن أن الحوثيين والتعزيزات التي عادوا بها، وكذا مناصريهم من قبائل أرحب، تمركزوا في قرية "قيداس" التي يوالي الكثير من سكانها الحوثيين، فيما تمركزت القبائل قبالة القرية، وتحديدا بمنطقة الخربة، وأن اشتباكات متقطعة اندلعت بين الطرفين بالأسلحة الخفيفة والرشاشة، حتى كتابة هذا الخبر.


وأكدت لـ"الأولى" مصادر قبلية متطابقة بأرحب أن الطرفين يحشدان في مداخل أرحب من جهتي جنوب وغرب المديرية، وقالت إن الحوثيين يحشدون في منطقتي ذيفان وهمدان غرب أرحب، وكذا بمنطقة بني الحارث شرقا، في حين تحشد القبائل في منطقة بني زهير من اتجاه صنعاء جنوبا.


وتوقعت تلك المصادر اشتعال معارك ضارية خلال الساعات والأيام القادمة، لن تسلم منها أغلب مناطق أرحب، لا سيما أن قبائل أرحب لم تتداعَ جميعها بعد، إذا لم يتم احتواء الموقف بصورة جدية وسريعة، لا سيما بعد فشل لجنتي وساطة رئاسية وقبلية، أمس وأمس الأول.


وأفاد "الأولى" أحد مشائخ أرحب، طلب عدم ذكر اسمه، أن القبائل أحرقت طقمين على الحوثيين بإطلاق قذائف "آر بي جي"، واستولت على سيارة أخرى نوع "هايلوكس"، مبينا أن المعلومات لديهم عن مقتل 5 حوثيين وجرحى آخرين، وقد تكون أعداد القتلى أكثر، حد قوله.


ولفت المصدر إلى أن قبائل أرحب الإصلاحية أرسلت، أمس الأول، رسالة إلى اللجنة الرئاسية التي وقعت اتفاقاً مع الحوثيين وقبائل أرحب، مطلع العام الجاري، بشأن خرق الحوثيين للاتفاق، غير أنها لم ترد على الرسالة حتى مساء أمس.


وأوضح أن وساطة قبلية من قبائل "خولان"، برئاسة الشيخ بكيل الصوفي، قدمت، أمس، إلى أرحب، لتهدئة الموقف المتوتر بين القبائل والحوثيين، والتقت، عصر أمس، بالحوثيين في منزل الشيخ نبيه أبو نشطان بأرحب، مبينا أن اللقاء انتهى في وقت متأخر من مساء أمس، دون الوصول إلى نتائج، وستعقد لقاءات أخرى اليوم السبت.


وأكد المصدر أن قبائل أرحب ناشدت قبائل اليمن للتداعي إلى منطقتهم لتحديد موقف من الجماعات المسلحة (الحوثيين) الذين قالوا إنهم "خرقوا الاتفاق، وعادوا مجددا لمناطقهم".


وكانت لجنة وساطة رئاسية تصدرها عبدالقادر هلال، أمين العاصمة، نجحت في توقيع هدنة واتفاق بين الحوثيين وقبائل أرحب، مطلع فبراير الماضي، نص على انسحاب مسلحي الطرفين من جميع المواقع التي يتمركزون فيها بأرحب.


وتضمن الاتفاق 9 بنود تقضي بالوقف الفوري والنهائي لإطلاق النار فور توقيع الطرفين على هذا الاتفاق، بمراقبة وإشراف اللجنة الرئاسية، ورفع النقاط التي أقامها الطرفان أثناء الأحداث الأخيرة، من جميع الطرقات في أرحب، وإنهاء أي تمركز على جوانب الطرق من الطرفين، تحت أية ذريعة، واستبدالها بنقاط للجيش.


وألزم الاتفاق الأطراف التي تساند القبائل والحوثيين من خارج المنطقة أثناء القتال، بالتعاون على إحلال السلام من خلال إنهاء التوتر في منطقة أرحب، والانسحاب من مناطقها، على أن يفتح الطرفان صفحة جديدة من الإخاء والتسامح والقبول بالآخر، وحل أي إشكالات مستقبلية عبر الحوار.