أخبار و تـقاريـر

01 ديسمبر, 2014 04:10:57 م

عدن – فواز الحنشي
أصدر مكتب السلطان فضل العفيفي بيان صحفي عن يوم  30 نوفمبر في ذكراه الـ 47 ، وتطرق البيان إلى الأحداث التي وقعت قبل إعلان الاستقلال 1967م ومرحلة ما بعد الاستقلال وكيف جرى الخروج منها وكيف تم استلام الدولة الفتية من الاستعمار البريطاني.
جاء ذلك في بيان صحفي بحضور عدد من وسائل الإعلام المحلية والعربية والعالمية في فندق ميركيور بعدن صباح اليوم الإثنين.
وفيما يلي نص البيان:

بمناسبة الذكرى السابعة والأربعون لاستقلال الجنوب العربي
47 عاماً انقضت منذُ حصول الجنوب العربي على الاستقلال من الاستعمار القديم،أي ما يقارب نصف قرن من الزمن تقريباً.
ولو عقدنا مقارنة بين بلدنا وبلدان أخرى حصلت على الاستقلال حوالي نفس الفترة، أو بين مستوى تطور بلدنا وتطور بلدان أخرى في نفس فترة الاستقلال والآن، ولها خصائص متقاربة، ولكن الفارق الأساسي هو الاستقرار في تلك وعدمه في بلدنا.
وبدون الخوض في أسباب عدم الاستقلال في الجنوب العربي، لو عقدنا تلك المقارنة لوجدنا كم كان الفرق كبيراً وواضحاً بين تلك البلدان التي نمت وتطورت، نمواً وتطوراً طبيعياً أو نسبياً، وبين المراوحة والنمو المتعثر في بلدنا الجنوب العربي والواضح في الجوانب الثقافية والمدنية والتعليم المعياري والحياة الاقتصادية المجتمعية والخدمات والبنى الاقتصادية والرأسمالية والصحية.

إننا نعتقد بأن استقلال الجنوب العربي عام 1967م لم يكن استقلالاً ناجزاً نظراً للظروف التي مر بها وأيضاً التي لحقت به، والتي لم تُمكّن فيه بلدنا من السير على الطريق الصحيح لتحقيق طموحات مواطنيها في العدل والأمن والاستقرار والحياة الكريمة، لذلك ظل الجنوب في صراعات متسلسلة، وحُكم بسياسات فاشلة ظلت تجره من مأزق إلى آخر، وظل البلد مرتهن بشكل كبير للسياسات والتدويل بفعل السياسات الخاطئة التي كانت تسيره.

لقد طُرحت قبل عام 1967م أفكار ورؤى لكيفية نيل الاستقلال الآمن، وكان مضمونها أن لا أحد وصي على الشعب الجنوبي قبل أن يمنح له الشرعية عبر نظام قياسي معترفاً به، وأن ليس لأحد أن يقرر في القضايا المصيرية غيره، وبأن تتسلم لجنة تصفية الاستعمار التابعة للأمم المتحدة حينها الاستقلال من بريطانيا ولفترة انتقالية يتم خلالها تكوين مجلس تشريعي مؤقت من جميع الفصائل والشخصيات السياسية والمجتمعية، للإشراف على إعداد نظام انتخابات واستفتاء، ثم البدء بالتصويت على مسمى ونظام الدولة، وقضية الوحدة مع الجمهورية العربية اليمنية التي كان يحملها البعض كقضية أولوية، بعدها تتم صياغة الدستور ويُناقش ويُطرح للاستفتاء عليه، يلي ذلك انتخاب مباشر من الشعب لمجلس تشريعي، وتتم الإجراءات اللاحقة على حسب نظام الحكم الذي اُختير.

ورُفضت هذه الرؤية للأسف الشديد وأصر البعض بأنه الممثل الشرعي والوحيد وتجاهل هذا البعض فكرة الوحدة المجتمعية والاستقلال الآمن والسليم، تقاتل الرافضون فيما بينهم بعدها، وتسلم المنتصر الاستقلال، وحدث بعد ذلك ما حدث من تسلسل المشاكل والصراعات والمعالجات الخاطئة للمآزق.
 
إن التذكير بالرواية عن الماضي هنا، ليس القصد منه المناكفة السياسية، ولكن للعبرة والاتعاض رحمةً بهذا الشعب وإنصافاً للتاريخ وتوضيحاً للشباب بما لا يعرفونه، ولكي لا تدور بلدنا مرة أخرى بنفس الخطأ التاريخي الجسيم.
استعرضنا في هذه المناسبة أخطاء الماضي، ونحن على أبواب عتبة، ومرحلة مشابهة، وعلى وقعها فإننا نتوجه صوب المجتمع الإقليمي والدولي وباسم شعب الجنوب العربي، ونطالبهما بتفهم ومساندة القضية الجنوبية، وبما يلبي رغبة وطموحات غالبية الشعب الجنوبي، ورعاية أي فترة انتقالية قادمة حتى يُمكّن الجنوبيون من الخروج الآمن والتفرغ لبناء دولتهم ومؤسساتها، وتصحيح البنية الثقافية للمجتمع التي شوهتها تقلبات وأزمات الماضي.
وفي الختام نرى أن على أبناء الجنوب بكل فئاتهم وانتماءاتهم السياسية أن يدركوا أن الشماليين ليسوا أعدائهم، وأن ما حصل من مآسي لأبناء الجنوب من قبل نظام صنعاء لا يتحمل وزرها الشعب في الشمال. وينبغي على أبناء الشمال أن يدركوا أيضاً أن الجنوب سيبقى جنوباً والشمال شمالاً، وأنه من المستحيل أن يلغي أحدهما الآخر، وإن من حق الجنوبيين تقرير مصيرهم بأنفسهم دون إكراه من أحد، وبصرف النظر عن الخيار الذي سيختاره شعب الجنوب فإن علاقة الجوار والأخوة والمودة والمصالح المشتركة ستبقى تجمعنا وتقربنا من بعضنا، مادام هذه العلاقة مبنية على التراضي وليس الإكراه.
صادر عن:
مكتب السلطان فضل العفيفي
تاريخ: 1/12/2014م