أخبار الإقليم

27 أكتوبر, 2014 12:22:42 م

أخبار الإقليم / علي اليامي:


غيرت الحرب الدائرة في اليمن كثيرا من عادات اليمنيين وجدول حياتهم اليومي. وحتى جلسات القات التي اشتهر بها اليمنيون أو كما يقولون عنه «قوت الصالحين» وجامع اليمنيين في الدواوين تأثر هو أيضا بالتفكك الطائفي والسياسي الدائر في البلاد، فدواوين القات التي كانت تجمع الرجال البالغين في اليمن أصبحت خاوية، وأصبح رجال القات يتناولونه فرادى أو ضمن جماعات حزبية، فلكل حزب ديوانه في اليمن الجديد، يمن الخلافات، فباتت مجالس القات أيضا مفككة.


ورغم الآثار السلبية لمخدر القات المعترف بها من قبل اليمنيين سواء على مستوى الصحة أو الأسرة أو الحياة الاقتصادية إلا أن القات ظل لعقود ملازما للمجالس اليمنية بل وأصبح جزءا لا يتجزأ من الحياة اليومية للمواطن اليمني.


ورغم صدور أكثر من قرار حكومي على مدى الأربعة عقود الماضية لاجتثاث شجرة القات إلا أن السلاح أشهر في وجه كل لجنة حضرت لاجتثاث الشجرة المرتبطة بثقافة المواطن اليمني ليبقى القات في ظل الخلافات السياسية متناولا فرديا دون جلسات جماعية وعلى متن السيارات الناقلة للمواطن الذي يحمل سلاحه دفاعا عن نفسه من الهجوم الحوثي والقاعدي والإخواني.


 


 


النفق المظلم


 


الباحث الاجتماعي الدكتور واثق سفيان يقول: المواطن اليمني مدمن على تناول القات ورغم ما يمر به الآن من مصاعب على مستوى جوانب الحياة ودخول البلاد في مراحل احتقان سياسي إلا أن القات حضر بالاعتصامات في صنعاء وفي الحرب وفي المسيرات ولم يفارق المواطن اليمني كونه ما تبقى له في ظل ضعف الدولة والتنمية وعودة المواطن للتخلف الفكري والاجتماعي بحمل السلاح في وجه مواطن آخر في ظل الأطماع السياسية الحالية، وهنا يجد اليمني نفسه مرتاح البال وهو يتناول القات في المظاهرات والاعتصامات كونه مساعدا له حسب إحساسه النفسي المرتبط بمضغه للقات.


وأشار سفيان إلى أن القات لن يخرج من مجالس اليمنيين بسهولة في ظل التخلف الفكري والاجتماعي والعودة لزمن السلاح بدون هدف استراتيجي أو وطني معروف.


ويقول بائع القات ناصر القرن: الأزمة السياسية الحالية ساهمت في ارتفاع الأسعار لحزمة القات خاصة النوعية عالية الجودة الخالية من الأسمدة والتحصين الزراعي.


 


 


مخدر سياسي واجتماعي


 


واعتبر الباحث بالدراسات الاجتماعية الدكتور سامي حسن أن الدولة اليمنية ظلمت المواطن على مدى التاريخ الماضي والعقود الماضية وساهمت في التخلف الاجتماعي والاقتصادي في ظل السماح بانتشار القات حتى في مكاتب المدرسين وأساتذة الجامعات والمحاضرين وغيرهم وهنا تضيع الركيزة التعليمية فإذا كان هذا شأن تلك الطبقة فكيف بباقي مكونات وطبقات المجتمع، وهل يعقل أن تتحول الاجتماعات الرسمية لأعضاء الأحزاب إلى فترة المساء دائما كي تكون جلسة عمل وقات في نفس الوقت.


وأضاف: يتسابق مسؤولو الدولة لدعوة البعض من الأصدقاء والمسؤولين لمنازلهم لمناقشة أعمال رسمية في جلسة قات إضافة إلى أن أصحاب القرار في العقدين الماضيين استخدموا سياسة لي الذراع والتأثير على أحزاب معارضة وغيرها من خلال جلسات القات الملازمة لمجالس كبار صناع القرار بالدولة اليمنية.


 


 


الأزمة ترفع نسبة المستخدمين


 


وبدورها قالت الدكتورة عائشه السراج: الأزمة اليمنية الحالية ساهمت في ارتفاع نسبة استخدام وتناول القات في المنزل والسيارة والشارع والمدرسة بل زاد على ذلك من يحملون السلاح يتناولونه على ظهر الدبابة وخلف المدفع والسيارة، مشيرة إلى أن المواطنين يحملون القات ليساعدهم على الصعاب القادمة.


وقالت: هذا إحساس خاطئ ولكن الإدمان النفسي والاجتماعي وارتباط القات بتكوين الشخصية العملية والاجتماعية زاد من مصائب اليمن المفتقد للمنقذ لوضعه السياسي والاجتماعي.


نقلا عن صحيفة (مكة) السعودية