أخبار الإقليم

04 ديسمبر, 2016 02:46:50 ص

إقليم عدن /خاص:

حضر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ورئيس الجمهورية الفرنسية فرانسوا أولاند، أمس، اختتام أعمال المؤتمر الدولي «الحفاظ على التراث الثقافي المهدد بالخطر» الذي استضافته أبوظبي ليومين. ووجّه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، نداء لكل دول العالم بالتعاون والتنسيق للسيطرة على تهريب الآثار ومواجهة التطورات الخطيرة في هذا المجال، وبالذات خلال السنوات الأخيرة، خصوصاً آثار بعض الدول العربية التي عانت خطر العنف والإرهاب، مؤكداً أهمية النظر إلى هذه الآثار باعتبارها تراثاً عالمياً مشتركاً لا يجوز التهاون في سرقتها أو تهريبها أو نقلها من أماكنها التاريخية.

 

إرسال محمد بن زايد:

 

- «المؤتمر علامة فارقة في الجهود الدولية الرامية لحماية التراث الثقافي».

 

- «التراث العالمي بات مهدداً أكثر من أي وقت مضى بفعل الحروب والنزاعات».

 

- «الآثار تراث عالمي مشترك لا يجوز التهاون في سرقتها أو تهريبها».

 

- «ينبغي على دول العالم التعاون للسيطرة على تهريب الآثار».

 

وأضاف سموه «إنني على ثقة تامة بأن هذا المؤتمر سوف يمثل منعطفاً مهماً وعلامة فارقة في الجهود الدولية الرامية إلى حماية التراث الثقافي العالمي المهدد وقت الحروب والأزمات، وإطاراً عالمياً فاعلاً لتنسيق التحركات في هذا المجال، ومنطلقاً أساسياً لمزيد من العمل والجهد خلال الفترة المقبلة».

 

وتوجّه سموه بالشكر إلى الحضور على اهتمامهم الكبير بالعمل على بناء موقف دولي فاعل لحماية التراث الثقافي العالمي المهدد وقت الحروب والأزمات، بما يمثله ذلك من إدراك دولي حقيقي لأهمية التحرك لمواجهة الخطر المتصاعد في هذا المجال. ونقل تحيات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، وتمنياته لهذا المؤتمر بالنجاح والوصول به إلى غاياته المنشودة.

 

وقال سموه «أعبر عن شكري وتقديري للرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، الذي أطلقنا معه مبادرة تنظيم هذا المؤتمر، وهذا ليس بغريب على أصدقائنا الفرنسيين الذين لم يدخروا أي جهد في سبيل دعم التراث والثقافة حول العالم بما يمثله ذلك من مكوّن أصيل في التوجه الفرنسي».

 

وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أن «هذا المؤتمر يمثل حدثاً مهماً وفرصة حقيقية لنعرب من خلاله على أهمية تكاتف جهود دول العالم كافة لحماية التراث العالمي، الذي بات مهدداً أكثر من أي وقت مضى بفعل الحروب الأهلية والنزاعات وعبث الجماعات المتطرفة والإرهابية وعصابات تهريب الآثار والتراث بغرض القضاء على ذاكرة الشعوب وتدمير تراثها الإنساني، وهو سلوك ترفضه كل الديانات السماوية والأعراف البشرية والمواثيق الدولية».

 

ولفت سموه إلى أن الاهتمام بالتراث الثقافي العالمي ليس فقط مسؤولية مجتمع أو دولة بعينها، وإنما هو مسؤولية جميع الحكومات والشعوب حول العالم لكونه إرثاً إنسانياً تشترك فيه كل البشرية، مؤكداً أن احتضان دولة الإمارات لهذا المؤتمر يدخل في إطار رؤيتها الحضارية وسياستها الحريصة على إيلاء جميع القضايا التي تهم البشرية عناية بالغة.

 

وذكر سموه أن «دولة الإمارات أولت تراثها الثقافي أهمية كبيرة، ووضعت منظومة قوانين تهدف إلى حمايته من العبث والاندثار، لأنها تدرك أن هذا التراث الوطني يشكل رمزاً لهويتها وخصوصيتها الحضارية والثقافية والمجتمعية التي تشكلت عبر الزمن، وركيزة أساسية نحو الانطلاق والعبور إلى المستقبل باعتباره مصدر إلهام لكل الأجيال وحافزاً لها في حاضرها ومستقبلها، إضافة الى أن هذا التراث هو إثراء للتراث العالمي والفكر والحضارة الإنسانية أيضاً، ولا يخفى بعد هذا أن علينا مسؤولية مشتركة تجاه الأجيال القادمة لحماية هذا الإرث المشترك الذي يثري عالمهم ويغنيه».

 

وأشاد سموه بالدور الريادي الذي تلعبه منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو) في سبيل حماية كل المناطق الأثرية والحفاظ على التراث البشري العالمي، وجهودها في تنظيم حملات مستمرة منذ عقود للحفاظ على ثروات التراث العالمي، ووضعها العديد من البرامج المتخصصة في حماية هذا التراث، متوجهاً سموه بالشكر لكل المساعي والجهود في إطار حفظ التراث الثقافي والإنساني العالمي.

 

يشار إلى أن الجلسة الختامية حضرها أيضاً صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، ورئيس الجمهورية اليمنية عبدربه منصور هادي، ورئيس جمهورية أفغانستان أشرف غني، ورئيس جمهورية مالي إبراهيم بوبكر كاتيا، والمدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو) أيرينا بوكوفا، ورؤساء وفود الدول المشاركة، وهم رئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج، ورئيس وزراء جمهورية السنغال محمد عبدالله جون، ورئيس وزراء البوسنة والهرسك دينيس زفيزديتش، ورئيس وزراء اليونان أليكسيس تسيبراس، ورئيس وزراء إثيوبيا هايلي مريام، والأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة، والشيخ ناصر بن حمد بن عيسى آل خليفة نجل ملك البحرين، والشيخ جاسم بن حمد بن خليفة آل ثاني ممثل أمير قطر، ووزير الشؤون الخارجية بسلطنة عمان يوسف بن علوي، ورئيس مجلس المستشارين في المملكة المغربية حكيم بن شماس، والأمير آغا خان رئيس الطائفة الإسماعيلية.

 

وحضر الجلسة أيضاً رئيسة المجلس الوطني الاتحادي الدكتورة أمل عبدالله القبيسي، وسمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان، رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي، وسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، وسمو الشيخ عمر بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، وسمو الشيخ خالد بن زايد آل نهيان، رئيس مجلس إدارة مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة، والشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة وتنمية المعرفة، والشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان، عضو المجلس التنفيذي.

 

نهيان بن مبارك: نحن في سباق مع الزمن لحماية التراث

 

إرسال

 

قال الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة وتنمية المعرفة، إن «حماية التراث، والاحتفاء بالإنجازات الثقافية والمجتمعية المنبثقة عنه حول العالم، إنما هو واجب أخلاقي»، مشيراً إلى أنه «مجال مهم لربط المجتمعات البشرية برباط وثيق من التعايش والتفاهم والحرص على القيم والمبادئ المشتركة بينها على طريق تحقيق السلام والمحبة في ربوع العالم».

 

وأشاد في كلمته خلال الجلسة الختامية للمؤتمر الدولي «الحفاظ على التراث الثقافي المهدد بالخطر» أمس، في أبوظبي بالدعم القوي والمبادرة المهمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند الذي يأتي انعكاساً أكيداً للتعاون المثمر والمستمر والدائم بين الإمارات وفرنسا، ودليلاً متجدداً على الأهمية القصوى للعلاقات المتنامية بين البلدين الصديقين، وما تحققه من نفع ونتائج إيجابية، لمصلحة الإنسانية جمعاء.

 

وأضاف الشيخ نهيان بن مبارك أن «هذا المؤتمر العالمي الرائد أظهر بكل وضوح أن ما نشهده من حين لآخر من اعتداءات مؤلمة على التراث الإنساني في مناطق الصراع، إنما هو جريمة فظيعة، ضد الإنسانية كلها». وأكد «إننا في سباق مع الزمن، من أجل حماية هذا التراث، والحفاظ عليه، بوصفه تجسيداً عظيماً، لإنجازات أسلافنا على مر العصور. نحن في سباق مع الزمن لحماية هذا التراث، الذي يمثل للبشر جميعاً مصدراً أساسياً لتشكيل الهوية ومرجعية مهمة للوعي والتعلم، بل وأيضاً منبعاً ثرياً ومتجدداً لإلهام الأجيال، في الحاضر والمستقبل، على السواء».

 

ولفت وزير الثقافة وتنمية المعرفة إلى أن «التعاون الدولي في هذا المجال أمر أساسي ومهم، وأن هناك خطوات كثيرة يمكن اتخاذها، سواء في مكافحة تبادل وبيع الآثار المسروقة، أو في العمل الجاد على تنفيذ القوانين الدولية في هذا الشأن، أو مساعدة العاملين في مجال التراث في مناطق الصراع، أو من خلال نشر التوعية وتنمية الموارد ودعم القدرات على ترميم الآثار، والحفاظ على التاريخ والتراث، بالإضافة إلى الإفادة من التجارب والجهود الناجحة في هذا المجال، سواء في ذلك جهود الحكومات أو المؤسسات أو الأفراد».

 

وقال إن «العمل من أجل إنقاذ حياة البشر في مناطق الصراع وهو بالطبع الأولوية القصوى قبل كل شيء آخر إنما يعني في الوقت نفسه حماية تراثهم باعتباره جزءاً من حياتهم، خصوصاً أن محاولات هدم التراث، إنما هي في الواقع جرائم مقصودة، لتحطيم معنويات الإنسان نفسه، في تلك المناطق».

 

وقال «ندعم إعلان أبوظبي للحفاظ على التراث الثقافي، في مناطق الصراع الذي صدر تعبيراً عن الأمل الكبير، والطموح الواسع، في مستقبل أكثر سلاماً، وأكثر حرصاً على التراث الإنساني، في كل أنحاء العالم».

 

فرانسوا أولاند: حماية التراث أساس للأمل في المستقبل

 

إرسال

 

أكد الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، أهمية المؤتمر الدولي «الحفاظ على التراث الثقافي المهدد بالخطر»، مضيفاً في كلمته خلال ختام المؤتمر: «أتوجه بعميق الشكر إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، فقد تمكنا عبر علاقة الصداقة بين فرنسا والإمارات من جمع إرادتينا لعقد هذا المؤتمر في هذه الظروف الاستثنائية». وأثنى على جهود المدير العام لليونيسكو، إيرينا بوكوفا، والتزامها المستمر، مضيفاً «جمع هذا المؤتمر هنا في أبوظبي خيرة الخبراء والمعنيين من حول العالم، من مؤسسات وهيئات عامة وخاصة مرموقة. وعبرت أكثر من 40 دولة في خمس قارات عن إرادة شعوبها في مكافحة التدمير المنهجي للتراث الثقافي لدينا».

 

واعتبر أولاند أن «إعلان أبوظبي» الذي اعتمد في نهاية المؤتمر «سيضمن الالتزام الدولي لتحقيق أهداف واضحة، فنحن هنا متحدون للغرض نفسه لتعزيز هذا التنوع المتجذر في قيم الاعتراف بالكرامة والمساواة بين الثقافات، إذ تمتلك كل ثقافة رسالة فريدة تقدمها إلى العالم. إن إعلان أبوظبي سيوفر فرصة لإقرار المبادئ الأساسية للحفاظ على التراث الثقافي، والتأكيد على نتائج مؤتمرنا هذا، حتى نتمكن من رؤية عمليات حفظ السلام وهي تتبنى أيضاً القيم ذاتها». واختتم أولاند كلمته بقوله: «هنا تمكنت الإنسانية من بناء المدن الأولى، هنا، تم اختراع الكلمة المكتوبة، هنا تم إرساء القوانين المنظمة، ومن هنا، جاءت الحضارة الإسلامية بعلوم الرياضيات والفلسفة والفنون إلى الغرب. واليوم نحن في أبوظبي، نعلن عن إرادة قوية لحماية هذا التراث كأساس للأمل في المستقبل».