أخبار الإقليم

27 نوفمبر, 2016 02:00:55 م

إقليم عدن/خاص:

فرض الانقلابيون في اليمن، قيوداً كبيرة على توزيع المعونات الغذائية للجياع والأسر المنكوبة في "تهامة اليمن"، وعمدت الميليشيات إلى اعتراض كثير من القوافل الإغاثية في عدد من المناطق التي تفشى بها الجوع؛ جراء ممارسات الحوثيين في التضييق على الأبرياء والنيل منهم، وفرضها قيوداً كبيرة لإيقاف أي معونات تصل إلى تلك المناطق.

وقالت مصادر إن المشرفين الأمنيين والقيادات العسكرية التابعة للميليشيا وصل بهم الحال إلى حد مصادرة قوافل إغاثية لإحدى المناطق التي تشهد حالة مجاعة في الحديدة، وتحويل هذه القوافل إلى مخازن الميليشيات لنقلها إلى جبهات القتال كمجهود حربي، أو توزيعها في مناطق أخرى من تهامة على أنها من زعيم الميليشيا عبدالملك الحوثي.

وظهر، مؤخراً، رئيس ما يسمى باللجنة الثورية العليا محمد الحوثي، يقدم قافلة إغاثية لسكان مدينة زبيد، مدعياً أن القافلة من زعيم الميليشيا؛ بينما هي نُهبت من مخازن جمعيات ومنظمات خيرية وإغاثية في المحافظة.

وكانت تهامة قد شهدت تدفقاً كبيراً للدعم الإغاثي من قبل مركز الملك سلمان وكذلك منظمات محلية ودولية ومغتربين يمنيين وكذلك جهات إغاثية من دول التحالف العربي؛ غير أن الميليشيات تمنع وصول هذه المساعدات من خلال عرقلة دخول السفن إلى موانئ الحديدة أو مصادرة القوافل في المحافظة في حال وصلت هذه القوافل من محافظات يمنية مجاورة.

وأصدرت الميليشيات قراراً بتشكيل هيئة من عناصرها القيادية في تهامة لإدارة واستلام القوافل والدعم الإغاثي، ومنعت الجمعيات والجهات الخيرية من إيصال المعونات الغذائية إلى المحتاجين الذين تفتك بهم المجاعة في تهامة؛ حيث تستغل الميليشيات الحالة الإنسانية في تهامة واليمن بشكل عام، كورقة للمساومة السياسية بطريقة كشفت عن همجية ودناءة هذه الميليشيا التي تجوع البسطاء ثم تتاجر سياسياً بخواء أمعائهم.

وشهدت محافظة الحديدة أكثر من 300 حالة وفاة لأطفال فتك بهم الجوع وسوء التغذية الحاد في محافظة تنهب الميليشيات نصف مليار ريال شهرياً من ايراداتها المالية، وتحولها إلى حسابات خاصة بقيادات الميليشيا، في حين أغلقت مستشفيات في المحافظة؛ لعدم وجود موازنات تشغيلية لها.

وكان برنامج الغذاء العالمي قد حذر من كارثة إنسانية بسبب المجاعة في الحديدة ومناطق تهامة المجاورة وذلك في إفادة قدّمها لمجلس الأمن في جلسته الأخيرة حول اليمن.

وقالت منظمة العفو الدولية في آخر تقاريرها عن اليمن، إن منظمات إنسانية تعرضت للتهديدات اللفظية أو الجسدية وللاحتجاز والاستجواب من قبل عدد متنوع من اللجان الحوثية والكيانات المتحالفة مع الحوثيين، وفي بعض الحالات تم احتجاز موظفين أو ترهيبهم تحت تهديد السلاح، وأُرغم بعض المنظمات الإنسانية على وقف الأنشطة الميدانية، إذا لم توافق على مطالب غير معقولة من قبيل تسليم أسماء المستفيدين من تلقي المساعدات.

وأضافت: "إن العوائق التي توضع في طريق المساعدات تتسبب في معاناة رهيبة، وتحرم الناس من احتياجاتهم الأساسية في خضم النزاع المحتدم، ويتوجب اتخاذ الخطوات اللازمة لضمان إيصال المساعدات إلى الناس الأشد احتياجاً إليها، وعدم استهداف أو مضايقة عمال الإغاثة الإنسانية وعمليات الإغاثة".

وقالت المنظمة إن منع وصول مثل هذه المساعدات يُعتبر انتهاكاً للقانون الدولي الإنساني، وينبغي السماح بوصول المساعدات الإنسانية بلا قيود إلى جميع الناس الذين هم بحاجة ماسة إلى الغذاء والماء والتمديدات الصحية في اليمن.

وذكرت منظمة العفو الدولية أن من بين العوائق لعمل منظمات الإغاثة التهديد والترهيب ومنع أنشطة العمال الإنسانيين وتدخل فروع الأمن الحوثية في عمليات الإغاثة والإغلاق القسري للبرامج الإنسانية.