أخبار الإقليم

13 أكتوبر, 2016 02:38:30 ص

إقليم عدن/خاص:

وقّعت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، أمس، اتفاقيتي تعاون مع منظمة الصحة العالمية، لتنفيذ عدد من المشروعات والبرامج لدعم الخدمات الصحية في اليمن، بقيمة 50.5 مليون درهم، ضمن مبادرة أطلقتها الهيئة تحت مسمى «نحن نرعاكم» لتطوير القطاع الصحي في اليمن.

وأكد سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في المنطقة الغربية رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، في تصريح بمناسبة توقيع الاتفاقيتين، أن دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، تمضي قدماً في تنفيذ مبادراتها التنموية والإنسانية لتخفيف المعاناة على الساحة اليمنية.

• تستهدف الاتفاقية الثانية توفير التطعيمات اللازمة لنحو 643 ألفاً و637 من الأطفال والنساء.

وقال سموه إن الإمارات، وقيادتها الرشيدة، آلت على نفسها الوقوف بقوة في وجه التحديات التي تجابه الأشقاء في اليمن، وتعزيز مجالات التضامن الإنساني معهم في مختلف مجالات الحياة الضرورية، مشدداً على أهمية الدور الذي يضطلع به صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في تعزيز مجالات الاستجابة الإنسانية للأوضاع في اليمن.

وأكد سموه أن هذه المشروعات تأتي امتداداً للمبادرات التنموية التي تضطلع بها الإمارات في اليمن انطلاقاً من اهتمام قيادة الدولة الرشيدة بالأوضاع الإنسانية السائدة على الساحة اليمنية، وحرصها الشديد على تحسينها، والحد من تداعياتها وتأثيرها المباشر في حياة المدنيين والفئات الأشد احتياجاً.

وشدد سموه على التزام الإمارات، قيادة وشعباً، بنهجها التضامني مع أوضاع الأشقاء اليمنيين تقديراً للمسؤولية الإنسانية الملقاة على عاتقها، وتحقيقاً لتطلعاتها في تجاوز ظروف المحنة الراهنة.

وقال سمو الشيخ حمدان بن زايد إن تداعيات الأحداث الجارية في اليمن فاقمت من أوضاع المتأثرين، وزادت من حدة الاستضعاف، خصوصاً بين الأطفال و النساء، لافتاً إلى أن دولة الإمارات كانت حاضرة منذ البداية وسط المنكوبين، من خلال برامجها الإنسانية وأنشطتها الإغاثية وبرامجها الصحية، التي امتدت للمناطق الأكثر تضرراً رغم المخاطر الماثلة للعيان، وأسهمت كثيراً في تخفيف المعاناة.

وأوضح سموه أن الإمارات تستعد الآن للمرحلة الأهم، وهي مرحلة تأهيل البنية التحتية التي طالتها أيدي الخراب والدمار، خصوصاً في المجال الصحي، مشيراً إلى أن الدولة تعمل في محور آخر على دعم جهود المنظمات الدولية في اليمن، وتعزيز قدرتها على تنفيذ البرامج التي تفي بمتطلبات الساحة اليمنية، وفي مقدمتها منظمة الصحة العالمية.

ويتم بموجب الاتفاقيتين، اللتين وقعهما بمقر الهيئة في أبوظبي، الأمين العام للهلال الأحمر الإماراتي، محمد عتيق الفلاحي، ورئيس بعثة منظمة الصحة العالمية في اليمن، أحمد فرح شادول، توفير الرعاية الطبية اللازمة للشعب اليمني، عبر أربعة محاور أساسية تشمل الوقاية والعلاج ورعاية الأمومة والطفولة وتأهيل الكوادر الطبية.

وتضمنت الاتفاقية الأولى تأهيل 20 مستشفى في اليمن، وتحسين خدماتها ورفع كفاءتها لمقابلة الاحتياجات الصحية المتزايدة في ظروف اليمن الحالية، بقيمة 44 مليوناً و100 ألف درهم، إذ تستفيد منها المؤسسات الصحية في تسع محافظات، هي عدن، تعز، أبين، شبوة، مأرب، الحديدة، المكلا، سيئون، المهرة.

وبموجب الاتفاقية يتم أيضاً تنفيذ برامج رعاية شاملة للنساء والحوامل ومكافحة أمراض سوء التغذية الحاد لدى الأطفال، ومكافحة الوبائيات، وتدريب الطواقم الطبية في هذا الصدد، إلى جانب تقديم المساندة والدعم الفني والإداري لتطوير نظام إحالة الحالات الحرجة للعلاج والرعاية الصحية المناسبة، وتوفير الأجهزة والأدوية الضرورية لإنقاذ الحياة.

وتضمنت الاتفاقية الثانية، التي تبلغ كلفتها ستة ملايين و471 ألفاً و675 درهماً، تنفيذ برامج التطعيم الإيصالي والتكاملي ضد شلل الأطفال والحصبة، وغيرها من إجراءات التحصين الروتينية في 11 محافظة يمنية، تشمل أبين، الجوف، المهرة، تعز، المكلا، أرخبيل، سقطرى، سيئون، شبوة، عدن، لحج، مأرب.

وتستهدف هذه الاتفاقية توفير التطعيمات اللازمة لنحو 643 ألفاً و637 من الأطفال والنساء، بينهم 130 ألفاً و148 طفلاً دون السنة الواحدة، و357 ألفاً و824 طفلاً دون سن الخامسة، و66 ألفاً و143 من النساء الحوامل، و89 ألفاً و522 من النساء في سن الإنجاب.

وعقب توقيع الاتفاقيتين أكد الفلاحي أن توقيع الاتفاقيتين يؤسس لمرحلة جديدة من الشراكة الاستراتيجية بين «الهلال الأحمر» ومنظمة الصحة العالمية، ويعزز جهود الجانبين مستقبلاً في المجالين الصحي والإنساني، مشدداً على حرص الهيئة على المضي قدماً بهذه الشراكة إلى أقصى مراميها، والعمل على تطويرها حتى تلبي طموح الجانبين على الساحة الإنسانية التي تئن تحت وطأة المعاناة الصحية.

وبدوره، أكد شادول أن دولة الإمارات تضطلع بدور محوري في تخفيف المعاناة الإنسانية باليمن، لافتاً إلى أن مسؤولي المنظمة العالمية لمسوا عن قرب، من خلال وجودهم الميداني، كيف أثمرت جهود الإمارات في تعزيز الخدمات التي يحتاج إليها الشعب اليمني في ظروفه الراهنة.

وقال «إن مبادرات الإمارات في هذا الصدد تجد التقدير والإشادة من المجتمع الدولي ومنظماته الإنسانية، التي تسعى لتعزيز شراكتها مع الدولة، في واحدة من أهم القضايا الإنسانية التي تؤرق الجميع»، مثمناً دور الإمارات الريادي في تلبية الاحتياجات الإنسانية باليمن «الذي يعاني ضعفاً شديداً في الخدمات الإنسانية الضرورية، خصوصاً في المجال الصحي».

وأعلن شادول بدء التنفيذ الفعلي للاتفاقيتين من الشهر المقبل.