أخبار الإقليم

01 أكتوبر, 2016 11:48:40 ص

إقليم عدن/خاص:

واصل طيران التحالف العربي لاستعادة الشرعية في اليمن الذي تقوده السعودية، شن غاراته المركزة والمباشرة في مختلف جبهات القتال في محافظة تعز، جنوب العاصمة صنعاء، مستهدفا تجمعات وتعزيزات مخازن أسلحة ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح الانقلابية؛ ما كبدهم خسائر بشرية كبيرة وخسائر في العتاد.

وقتل في غارات طيران التحالف القيادي الحوثي المدعو أبو نصر الخولاني وثمانية من مرافقيه جراء غارة نفذها طيران التحالف على مركز القيادة للميليشيات في قرية الروض في منطقة الربيعي غرب تعز، صباح أمس، علاوة إلى تدمير ذخائر هاوزر ومضاد طيران23، وذلك بحسب شهود عيان لـ«الشر الأوسط».

 

 

 

وقال شهود محليون لـ«الشرق الأوسط» إن غارات التحالف استهدفت مخازن وأسلحة وتجمعات ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية في مناطق متفرقة، واستهدفت دبابة للميليشيات متمركزة في الدفاع الجوي، شمال غربي المدينة، وغارات أخرى في قرية الروض بحذران استهدفت موقعا للميليشيات، ويحوي عتادا عسكريا ذخائر للأسلحة، إضافة إلى مقتل وإصابة أكثر من عشرة مسلحين.

 

 

 

ويأتي ذلك في الوقت الذي تشهد مختلف جبهات القتال في تعز مواجهات عنيفة بين قوات الشرعية (الجيش الوطني والمقاومة الشعبية) وميليشيات الحوثي والمخلوع صالح، استخدمت فيها أنواع الأسلحة كافة، ورافقها القصف العنيف من قبل الميليشيات الانقلابية على مواقع المقاومة والجيش والأحياء السكنية في مدينة تعز وأرياف المحافظة حيفان والصلو.

 

 

 

وتواصل قوات الشرعية بالتنسيق مع قيادات التحالف، عملياتها العسكرية استكمالا لتحرير كامل المحافظة من الميلشيات الانقلابية وفك الحصار عنها، خصوصا مع عودة الحكومة إلى العاصمة المؤقتة عدن، وبدءها الحرب الاقتصادية مع ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح مع نقل البنك المركزي إلى عدن، وذلك بحسب ما أكدت مصادر عسكرية لـ«الشرق الأوسط».

 

 

 

وخلال الـ48 ساعة الماضية حققت قوات الجيش والمقاومة تقدما كبيرا في مختلف الجبهات خلال الـ48 ساعة الماضية استطاع من خلالها تحرير التبة السوداء وتبة الخلوة وجبل المنعم بالكامل ومواقع أخرى، في حين ما زالت المعارك مستمرة في الجبهة الغربية والشمالية، ومواجهات أخرى تشهدها جبهة الأحكوم في مديرية حيفان، جنوب المدينة.

 

 

 

وجراء تكبد الميلشيات الانقلابية الخسائر البشرية الكبيرة وفي العتاد، دفعت الميليشيات بتعزيزات عسكرية من جبهات أخرى لمساندة مسلحيهم في الجبهة الغربية والشمالية.

 

 

 

وبحسب العقيد الركن منصور الحساني، الناطق باسم المجلس العسكري في تعز، فقد «تصدى عناصر الجيش الوطني لهجوم قوي على مدرات، غرب المدينة، ودارت مواجهات شديدة استطاع الجيش الوطني خلالها من تحرير أجزاء واسعة من مدرات، وتكبدت الميليشيات الانقلابية عددًا من القتلى والجرحى، إضافة إلى تدمير مدرعة وطقم عسكري يحمل مدفع 23م.ط، وكانت الميليشيات قد عززت الجبهة بـ8 سيارات شاص وعلى متنها عتاد عسكري ومسلحون».

 

 

 

وأضاف «في الجبهة الشمالية قام الجيش الوطني بشن هجوم على موقع الميليشيات في الزنوج واستطاع تحرير تبة الكمبتين، ولا تزال المواجهات مستمرة».

 

 

 

وأكد العقيد الحساني «الحاجة الماسة إلى تدخل طيران التحالف لتطهير جبل الوعش، في الوقت الذي تكبدت الميليشيات عددًا من القتلى والجرحى».

 

 

 

على السياق ذاته، قال الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، إن الانتصارات الساحقة والكبيرة التي يحققها أبطال الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في تعز تأتي «بفضل الله وبفضل الموقف الموحد لأبناء تعز الصامدين في وجه الميليشيات التي عاثت فسادا وقتلت الأبرياء وفرضت حصارًا خانقًا على السكان بغية رضوخهم لمشروعهم الانقلابي، إلا أنهم كانوا وما زالوا أبناء تعز صامدين كصمود جبل صبر وقلعة القاهرة الشامخة».

 

 

 

وأضاف أن «تضحيات أبناء تعز لن تذهب هدرًا، وسنحتفي بأعيادنا الوطنية المقبلة وقد تخلصنا من كابوس الانقلاب، للمضي نحو تحقيق تطلعات وحلم اليمنيين ببناء الدولة الاتحادية المنصوص عليها في مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل في وطن آمن ومزدهر ومستقر».

 

 

 

وجاء ذلك خلال اتصال هاتفي بقائد محور تعز، اللواء الركن خالد فاضل، هنأه الرئيس فيها بالعيد الـ54 لثورة السادس والعشرين من سبتمبر (أيلول) والعيد الـ53 لثورة الرابع عشر من أكتوبر (تشرين الأول)، وثمن الرئيس هادي، خلال الاتصال «المواقف البطولية التي سطرها الجيش والمقاومة في سبيل الدفاع عن الأمن والاستقرار والشرعية الدستورية وإعادة الحياة إلى طبيعتها وإنهاء عمليات الانقلاب التي نفذتها ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية»، والتي قال عنها إنها «خلفت مآسي كبيرة على الوطن والمواطن».

 

 

 

من جانبه، عبر قائد محور محافظة تعز عن شكره للرئيس هادي على دوره من خلال متابعته المستمرة للتجهيزات وموعد التحرير الذي استطاع من خلاله قوا ت الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من تحقيق «الأهداف والتطلعات التي نذروا أنفسهم لتحقيقها دفاعا عن أبناء مدينة تعز وعن وطنهم اليمن لتدحر تعز وإلى الأبد ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية».

 

 

 

وأشاد بمواقف ودعم «دول التحالف العربي وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة لمساندتها الفاعلة في هذه الانتصارات».

 

 

 

صحيا، ومع تفاقم الوضع الصحي في الوقت الذي لا تزال تعاني مستشفيات تعز وضعا كارثيا جراء انعدام الأدوية والمعدات الطبية، بما فيها أسطوانات الأكسجين ومادة الديزل ومولدات كهربائية لتشغيل، ولو بعض أقسام المستشفيات، التي لا تزال تستقبل الحالات المرضية في المحافظة وكذلك جرحى تعز، مع انتشار المرضى ووباء الضنك والسل وغيرها الكثير، سلمت اللجنة الصحية الميدانية الكويتية مولدا كهربائيا لقسم الكلى بهيئة مستشفى الثورة العام في تعز، ضمن حملته الإغاثية ومساهمة منها في تلبية جزء من احتياجات المستشفى.

 

 

 

وتواصل اللجنة الصحية الكويتية في تعز برامجها الإغاثية العاجلة التي تدشنها برعاية محافظ المحافظة علي المعمري، وذلك عبر توفير مستلزمات النظافة لمستشفى الثورة، الجمهوري واليمني السويدي، وكذا إيصال جهاز خاص بمعالجة مرضى القلب في مستشفي الجمهوري. كما دعمت مركز صينه للأمومة والطفولة بالحليب ليستفيد منه أطفال المنطقة.

 

 

 

في السياق نفسه، أنهى مكتب محافظ تعز عملية استخراج جوازات لدفعة جديدة من جرحى الجيش الوطني والمقاومة الشعبية؛ تمهيدا لمن تقرر تسفيرهم إلى الخارج لتلقي العلاج، حيث كان محافظ المحافظة، علي محمد المعمري، قد وجه باستخراج جوازات لعدد 36 من جرحى الجيش والمقاومة الشعبية «عيون».

 

 

 

وتكفلت جمعية عبد الله النوري الكويتية بالتنسيق مع شبكة «استجابة» ومبادرة «عطاء المرأة الكويتية»، بمعالجة 50 حالة من جرحى محافظة تعز في أحد المستشفيات المتخصصة في مجال طب العيون بدولة الهند، شاملة رسوم الإقامة والعلاج.

 

 

 

وأعلنت الجمعية تحمل تكاليف معالجة هذه الحالات في إطار برنامج دعم جرحى محافظة تعز تم تدشينه في القصر الجمهوري بالعاصمة المؤقتة عدن وبحضور وزير الإدارة المحلية، عبد الرقيب فتح، وأحمد سيف المعمري، مدير مكتب محافظ تعز، وجمال بلفقيه، مدير مكتب اللجنة العليا للإغاثة بعدن، وشوقي باعظيم، الرئيس الدوري للهيئة اليمنية الكويتية، وعدد من المهتمين.

 

 

 

من جهة أخرى، دشنت مؤسسة «توكل كرمان الدولية» أعمالها في تعز بتمويل إنشاء مركز رعاية للعلاج الطبيعي والتأهيل الحركي للجرحى والمصابين؛ وذلك في إطار مشروع يهدف إلى مساعدة الجرحى والتخفيف من معاناتهم في اليمن.

 

 

 

وأعلنت أنه سيتم «تزيود المركز بالتجهيزات والمعدات الضرورية التي من شأنها تسهيل مهمة الأطباء والمختصين في إعادة تأهيل المصابين والجرحى الذين تعرضوا لإعاقات دائمة أو إصابات بسيطة، قد تتطور فيما بعد لإعاقات دائمة نتيجة عدم توفر الخدمات الطبية اللازمة».

وقالت المديرة التنفيذية للمؤسسة، مسك الجنيد، إن «هذا المركز وغيره من المراكز والمؤسسات الصحية، يأتي في إطار أحد أهم أهداف المؤسسة والمتمثل في الإسهام في تحسين الوضع الصحي في اليمن من خلال تبني مشروعات خدمية تلامس احتياجات الناس».

وأشارت إلى أن «مؤسسة (رعاية) التنموية لأسر الشهداء والجرحى ستتولى عملية إدارة المركز وتنفيذه، في حين تولت مؤسسة (توكل كرمان الدولية) عملية تمويل إنشائه».

(الشرق الأوسط)