أخبار الإقليم

28 يونيو, 2016 07:54:53 م

إقليم عدن/خاص:

واصلت ميليشيات الحوثيين الانقلابية انتهاكاتها الواسعة في حق الصحفيين والإعلاميين، سعيا إلى إسكات الصوت المعارض، عبر مصادرة عدد من المؤسسات الإعلامية وإغلاق بعضها، والاستيلاء على ملكية العديد من تلك الوسائل. وأكد وزير الإعلام محمد القباطي لـ"الوطن" أن رجال السلطة الرابعة باتوا يعانون التهميش والملاحقة والاعتداء والقتل خارج نطاق القانون.

يواصل المتمردون الحوثيون وجماعة صالح الانقلابية اعتقالهم للإعلاميين بهدف تكميم الأفواه، ومنع الصوت الآخر، ومواصلة تضليل الرأي العام بالأكاذيب والخداع. ومنذ دخول الميليشيات الانقلابية للعاصمة صنعاء في الحادي والعشرين من سبتمبر 2014، والإعلام اليمني يمر بأسوأ فتراته عبر التاريخ، حيث لجأ الانقلابيون إلى مصادرة الوسائل الإعلامية وحجب بعضها، وإغلاق البعض الآخر، إضافة إلى اعتقال الصحفيين والإعلاميين وممارسة أبشع أنواع الانتهاكات بحقهم.

وأشارت مصادر مسؤولة إلى أن الإعلاميين والصحفيين أصبحوا بين مُهجَّر أو معتقل أو مخفى قسرا، وأن معظم الذين لا زالوا داخل اليمن يعملون مكرهين، تحت تهديد السلاح بفكر ومنهج الميليشيات، حتى بلغ الحال باليمن لتصبح حسب تصنيف الاتحاد الدولي للصحفيين ثاني بلد يشهد أكبر جرائم القتل للصحفيين، وسجلت نقابة الصحفيين والمراكز الحقوقية الوطنية والعربية والدولية أكبر نسبة انتهاكات مورست بحق الإعلام والإعلاميين والصحفيين من حيث الاعتقال والتعذيب والإغلاق لوسائل الإعلام والتهجير أو العمل في بيئة خطرة في اليمن منذ أكثر من عام وحتى الآن.

سرقة الحقوق الفكرية

يقول وزير الأعلام اليمني محمد عبدالمجيد قباطي إن الإعلاميين في اليمن يعيشون حالة من الرعب والذعر، حيث باتوا مهددين بالاختطاف والقتل، واستهداف أقاربهم، إضافة إلى تفجير المنازل، والكثير من الإعلاميين مطاردون ومهجرون وملاحقون، وهناك أيضا حالات التجويع، وحاليا فإن أكثر من 38 من العاملين في وكالة سبأ تم إيقاف رواتبهم، والصحفيون المختطفون يتم تحويلهم إلى نيابة أمن الدولة وكأنهم مجرمون، وكل ما يقوم به الانقلابيون يقصد منه التضليل وطمس الحقيقة، ونشر حالة الرعب والهلع لدى الوسط الإعلامي، وكسر هيبة الإعلام ومكانته، وأبان قباطي أن هناك حالات اختطاف وقرصنة لعدد من قنوات الشرعية، ولذا عمدوا إلى سرقة بعض شعاراتها، وهذا لا يحق لهم، بل هو اعتداء صارخ على حقوق الفكرية واعتداء على القانون الدولي، وحاليا نجد الفضائية اليمنية موجودة بنسختين مختلفتين وتحمل الشعار نفسه، وهذا أمر غير جائز، ورفعنا بذلك لمجلس الوزراء العرب، وهناك أربع قنوات مختطفة حاليا، وعندما بدأنا من الرياض بتعاون مشكور لوزارة الثقافة والإعلام السعودية تمت إعادة قناتين، هما قناة اليمن، وقناة عدن.

تعذيب الصحفيين

مضى قباطي بالقول "ما تقوم به الميليشيات حاليا من اعتداءات على الإعلاميين والصحفيين، واستخدام العنف والاعتقال والتعذيب والمحاكمات أمر ممنوع دوليا، وهي ممارسات يتعرض لها عدد كبير من الإعلاميين في الداخل، بسبب قولهم كلمة الحق والوقوف مع الحقيقة، وهو ما لا يريده الانقلابيون، فهم لا يريدون ذلك، ورغم كل المصاعب والظروف، إلا أننا استطعنا بمساندة الأشقاء في دول الخليج مواجهة الموجة الإعلامية الانقلابية ودحرها وقطع أكاذيبها.

من جانبه قال محامي الصحفيين المختطفين في صنعاء عبدالباسط غازي إن قضية الصحفيين أحيلت للنيابة الجزائية المتخصصة، وهي نيابة أمن الدولة، وأصبحت حاليا في حوزة القضاء، وأضاف "تقدمنا بمذكرات لتسريع الإجراءات للتحقيق معهم، بعد بقائهم داخل المعتقلات لأكثر من عام دون أي تحقيق أو إفادة أو توضيح لأسباب الاعتقال، ولدينا أعداد كبيرة من الإعلاميين الأسرى، ومن أبرز الأسباب أنهم كانوا يتحدثون عن الانتهاكات التي تدور في صنعاء وهو ما لا يروق للمتمردين، الذين لا يريدون لأحد أن يتحدث أو يكتب عن ذلك".

وأكد غازي أن الإعلاميين يتعرضون لأقسى أنواع التعذيب في الاعتقال، حيث تتم ممارسة أنواع بشعة من التعذيب بحقهم، والجميع دون استثناء يتعرضون للتجاوزات، وطالب بتدخل عاجل للمنظمات القانونية والدولية المهتمة بهذا الشأن، واستطرد قائلا "زارنا عدد من مسؤولي المنظمات الدولية وتمت إفادتهم بأن هناك توجيهات قضائية بالإفراج عن كل الإعلاميين، ولكن الحوثيين لم ينظروا لها بعين الاعتبار.

(الوطن)