أخبار الإقليم

08 يونيو, 2016 05:21:57 ص

إقليم عدن/خاص:

ما اصطلح في الأمم المتحدة على تسميته بـ «التجاذبات» أو صراع الرؤوس بين مراكز القوى والنفوذ الدولية التي تمثل عواصم القرار كان لها تأثيرات بالغة على مدار الأشهر الماضية، التي يمكن القول إنها الأكثر «تجاذبا» منذ عام تقريبا.

والآن يكتشف مراقبون بأن التأثيرات «الإيجابية» والعميقة لهذه التجاذبات أكثر بما لا يقاس من شقيقتها «السلبية» في حال إجراء جردة حساب طبيعية لما حصل على مدار الأيام الماضية من تجاوز الخطوط الحمراء والملونة ومن التعاطي السلبي للأمم المتحدة مع أزمة اليمن كنتيجة للتجاذبات والتخبط السياسي للعواصم الكبرى عبر مندوبيها في الأمم المتحدة.

ومن الواضح أن التكلفة التي دفعتها الأمم المتحدة، بوضعها التحالف العربي الذي تقوده السعودية على اللائحة المضللة قبل أن تتراجع عن تقريرها بفعل قوة الضغط والتأثير الذي مارسته عندما عملت مواقع الكفاءة الفعالة على إظهار القوة السياسية السعودية في المحافل الدولية، وفي قلب الأمم المتحدة لتؤكد من جديد أن ثمة لاعبا هو الأهم ليس في المعادلة العربية فحسب وإنما على الساحة الدولية.

تأثيرات سلبية كثيرة كاد يخلفها تقرير الأمم المتحدة باتهامه للتحالف العربي الذي يخوض حرب تثبيت الشرعية في اليمن غير أن إظهار القوة السعودية جعل المؤسسة الدولية التي وجدت نفسها مضطرة للتراجع عن تقريرها وهو أحد أهم الإيجابيات التي أثبتت عدم نزاهة ومصداقية مواقف المؤسسة الدولية التي لم تعتد التراجع عن تقاريرها.

إذن وكما يقول خبراء السياسة والقانون أن الأمم المتحدة تلقت ضربة موجعة وجهتها لها السعودية بعد أن أدارت الرياض بمنتهى الذكاء السياسي معركة المصالح الحيوية على المستوى الدولي ووضعت الأمم المتحدة في موقف لا يحسد عليه وهو موقف هدد مصداقية المؤسسة الدولية، خصوصا عندما يتعلق الأمر بالقضايا العربية.

ويقول الخبير القانوني نقيب المحامين الأردنيين السابق صالح العرموطي وممثل الأردن السابق لدى الاتحاد الأوروبي الدكتور أحمد مساعدة وأستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأردنية الدكتور أمين مشاقبة، أن الدور الذي لعبته السعودية في إجبار الأمم المتحدة التراجع عن قرارها يؤكد مدى قوة المملكة في المحافل الدولية ودورها السياسي، معتبرين أن ما جرى ليس إلا هزيمة كبرى للمؤسسة الدولية جردتها من مصداقيتها وأكدت رضوخها لأجندات تعمل ضد المصالح العربية.

ويجمع هؤلاء أن الإنجاز الذي قدمته السعودية دفاعا عن موقف التحالف العربي الذي تقوده في اليمن شكل ملاذا آمنا لجميع العرب وفي كل الأحوال بعد أن كشفت القوة السعودية وتحركها أن القوة وحدها هي اللغة التي يفهمها الغرب، لافتين إلى أن المملكة اضطرت للتحصن في قلب الأمم المتحدة دفاعا عن القضية العربية وكسر شوكة الجهات التي زورت وادعت واتهمت باطلا بوضع التحالف العربي على اللائحة السوداء للأمم المتحدة. ولفتوا أن ما قامت به السعودية من تعرية لمصداقية الأمم المتحدة يمكن اعتباره منجزا حقيقيا ليس للتجاذبات بكل تأكيد ولكن لأداء المملكة ومؤسساتها في هذا السياق لافتين إلى أن أشياء كثيرة ومهمة اتضحت وأدت إلى إلحاق السعودية الهزيمة السياسية بالأمم المتحدة.

(عكاظ)