05 يونيو, 2016 10:55:47 م
إقليم عدن/ خاص:
قال فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس
الجمهورية ان " الميليشيا الانقلابية اثبتت أن لا همّ لهم إلا السلطة والبحث عن
شراكة هشة وتشريع انقلابهم متغافلين عما أحدثوه من اوجاع وضحايا ودمار واسقاط للدولة
ونهب لأسلحتها والاستقواء بها على المواطنين في المدن واخضاعهم بقوة السلاح لحكم كهنوتي
ظالم وغاشم في محاولة لفرض النموذج الايراني في بلادنا التي شبت عن الطوق و لن تقبل
بغير الحرية التي تربى عليها شعبنا في ظل الثورة اليمنية الخالدة سبتمبر وأكتوبر والجمهورية
".
وأكد في خطاب له بمناسبة حلول شهر رمضان
المبارك أن اليمن لن يكون إلا في مكانه الطبيعي بين جيرانه وفي محيطه الآمن ولن يكون
وكيلا لمشاريع القوى الواهمة التي تريد عبر وكلائها عزل اليمن عن محيطها ومصالحها الحيوية
.
وفيما يلي نص الخطاب :
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على
اشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد الصادق الأمين وعلى اله وصحبه وسلم.
أبناء شعبنا اليمني العظيم في الداخل وفي
الخارج :
يشرفني أن أتوجه إليكم بالتحية بمناسبة
حلول شهر رمضان المبارك وان أتقدم بالتهنئة اليكم جميعاً, وإلى أبناء أمتنا العربية
والإسلامية . في هذا الشهر الكريم الذي يحل علينا بأجوائه الروحانية ونفحاته الانسانية
، فهو شهر الرحمة والمغفرة ، الذي تسمو فيه النفوس، وتتجذر فيه قيم المحبة والإخاء
والتسامح والتكافل والتراحم وصلة القربى ونبذ الفرقة والخصام ،اسأل الله ان يجعله شهر
خير وأمن وسلام ووئام وان يعيده على شعبنا ووطننا وأمتنا بالنصر والخير واليُمْنِ والبركات.
ايها الشعب اليمني الصابر:
ها هو رمضان للمرة الثانية يحل علينا واليمنيون
يعيشون غربتهم داخل البلاد وخارجها بفعل الانقلاب الاجرامي الذي حل على بلادنا والذي
تسبب في تدمير مقدراتها وتعطل وظائفها وبسببه تضررت مصالح المواطنين وانقطعت بهم السبل
دون ادنى شعور لدى الانقلابيين بالمسؤولية .
وكما انه لابد مع كل مناسبة ان نذكر شعبنا
العظيم أن مسار التسوية السياسية الذي افترضته المبادرة الخليجية كان كفيلا بالعبور
الى المستقبل ، فإنه لابد من التذكير كذلك أنه لولا الانقلاب واسقاط مؤسسات الدولة
لكان الشعب اليمني ينعم بالأمن والاستقرار ولكنا تجاوزنا كل العوائق .
إن كل ما حدث ويحدث في اليمن منذ لحظة الانقلاب
يتحمل مسئوليته منفردا وجماعيا من خططوا للانقلاب وأدخلوا البلاد في اتون الحرب واغتالوا
السلم الاجتماعي وتسببوا بإراقة الدماء وقتل الأبرياء واعتقال الآلاف والتدمير الكبير
للمدن وانهيار الخدمات الأساسية للمواطنين من كهرباء وماء وصحة وأمن وغيرها من الخدمات
.
إن كل يوم جديد يمر على الشعب وعاصمته وعدد
من محافظاته تحت سيطرة هذه العصابة البغيضة فهو يستنزف الوطن ويقوض السلام ويعزل اليمن
عن محيطها ويدمر ما تبقى للدولة من مقومات فيما تستأثر قيادات الانقلاب بموارد الدولة
لإثراء أنفسهم وتمويل حروبهم على حساب احتياجات الشعب الموجوع .
أيها الشعب اليمني الكريم :
إننا إذ يحل علينا هذا الشهر الكريم الذي
يستعد له اليمنيون ويقدسونه ويبتهجون بحلوله لندرك كم سرق المجرمون من ابتسامة أبناء
شعبنا, ونشعر بمعاناة المواطنين في ارجاء البلاد من صعده إلى سقطرى ونتألم لألمهم,
كما نشعر بمعاناة أهلنا في عدن والحديدة وكل المناطق الساحلية بوجه خاص الذين قتلهم
الحر وغياب الكهرباء, وذلك بسبب العبث والدمار الذي طال المحطات الكهربائية وأنهك كل
مؤسسات الدولة ، إننا نؤكد لأبنائنا في هذه المحافظات أننا بذلنا جهودا كبيرة وسنبذل
المزيد للتخفيف من المعاناة ، ونتأسف كثيرا لحلول رمضان وصيف هذا العام ولاتزال المعاناة
ماثلة ، حيث كانت لدينا بعض الوعود بإنجاز وحل هذه المعضلة المتمثّلة في الكهرباء ولازلنا
نجري اتصالات مكثفة مع الأشقاء والأصدقاء وقد وجهنا الحكومة لبذل كل الوسع والطاقة
باعتبارها اولوية ضرورية وملحة وقصوىً .
يا ابناء شعبنا اليمني الكريم والصابر والمظلوم
:
إننا إذ نحتفل بحلول الشهر الكريم فإننا
لا يفوتنا أن نذكر بأنه شهر الرباط والصبر والانتصار واننا اليوم نقف إجلالا أمام البطولات
والتضحيات التي قدمها ويجترحها اليمنيون في مختلف المحافظات في مواجهة الجنون والخراب
البربري الهمجي والحقد الدفين الذي تمارسه عصابات المشروع السلالي الطائفي والمسكونين
بالثأرات الشخصية والمصالح العائلية الخاصة .
لقد حقق شعبنا وبجهود جيشه ومقاومته الباسلة
انتصارات عظيمة في معركة الوجود أمام مشروع الكهنوت بتعاون ومساندة دول التحالف وعلى
رأسها المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة ، وكل دول التحالف وما تزال
أمامنا تحديات كبيرة .
تحديات لتثبيت الأمن وترسيخ حضور الدولة
واسناد المناطق التي تتطلع للتحرير من أجل إعادة اليمن إلى حاضنته الطبيعية ومكانته
اللائقة به وهي المهمة التي لن نتوقف قبل إنجازها مهما كان الثمن ومهما كانت العراقيل
.
يا أبناء شعبنا الكريم :
يحل علينا شهر رمضان الكريم ووفدنا الحكومي
المفاوض لازال مرابطا في دولة الكويت الشقيقة بالرغم من كثرة العراقيل التي يضعها الانقلابيون
وتعنتهم المستمر وتلاعبهم بالوقت ومقامرتهم بحياة الشعب ومستقبل الوطن .
يعلم شعبنا اليمني الكريم إننا حين ذهبنا
للمشاورات في الكويت كان هدفنا إنهاء الانقلاب وإحلال السلام وإيقاف نزيف الدم اليمني
الغالي ووقف الدمار والآلام والمآسي ، ذهبنا نحمل همكم جميعاً رجالاً ونساء شباباً
واطفالاً من صعدة الى المهرة ومن الحديدة الى المكلا ،وقدمنا التنازلات ، وصبرنا و
تحملنا امام اللامبالاة التي يمارسها الانقلابيون ، وقدمنا المرونة الكاملة باعتبارنا
مسؤولين نشعر بمسؤوليتنا عنكم .
وكل يوم تثبت تلك المليشيات ان لا همّ لهم
إلا السلطة والبحث عن شراكة هشة وتشريع انقلابهم متغافلين عما أحدثوه من اوجاع وضحايا
ودمار واسقاط للدولة ونهب لأسلحتها والاستقواء بها على المواطنين في المدن واخضاعهم
بقوة السلاح لحكم كهنوتي ظالم وغاشم في محاولة لفرض النموذج الايراني في بلادنا التي
شبت عن الطوق و لن تقبل بغير الحرية التي تربى عليها شعبنا في ظل الثورة اليمنية الخالدة
سبتمبر وأكتوبر والجمهورية .
أيها الشعب اليمني الكريم :
إننا نؤكد اليوم وكل يوم أن اليمن لن يكون
إلا في مكانه الطبيعي بين جيرانه وفي محيطه الآمن وأبدا لن يكون وكيلا لمشاريع القوى
الواهمة التي تريد عبر وكلائها عزل اليمن عن محيطها ومصالحها الحيوية .
سنعمل ومعنا كل الشرفاء من اليمنيين على
الوصول إلى اليمن الاتحادي القائم على أساس مخرجات الحوار الوطني وسيكون يمنا حراً
كريما يتسع لكل ابنائه ويفتح ذراعيه للنهضة والرقي بإذن الله.
سنبذل كل ما بوسعنا من جهد للافراج عن المعتقلين
ولن تثنينا العراقيل التي يضعها الانقلابيون أمام وفدنا في الكويت من مقايضة المعتقلين
والمختطفين من أبنائنا مقابل الأسرى الذي أسروا في مواقع القتال وهم يمارسون عملية
القتل وكذا عدم التزامهم بنصوص القرار الدولي الذي نص على الإفراج الفوري عن المعتقلين
والسجناء السياسيين دون قيد أو شرط.
إنني في هذا الشهر الكريم أحيي أسر المعتقلين
والمخطوفين والصحفيين وأقدر وضعهم النفسي والعذاب المعنوي الذي يقع عليهم نتيجة التغييب
المتعمد لأبنائهم وذويهم دون وجه حق .
وبينما يستقبل الشعب اليمني رمضان في ظل
الظروف القاسية التي كانت نتيجة طبيعية لسياسات التخريب والدمار التي مارستها الميليشيات
الانقلابية تأبى هذه الميليشيات إلا ان تضاعف الأوجاع والمآسي عبر ارتكاب المجازر الوحشية
والتي كان آخرها ماحدث في يوم الجمعة الدامية في مدينة تعز في جريمة هزت الضمير الانساني
في استهداف سوق شعبي يرتاده الناس للتسوق في توقيت متعمد وتقصد واضح للجريمة ، إن هذه
الجرائم المتعمدة في وقت يشارك فيه الانقلابيون في المشاورات وفي زمن الهدنة يعكس مدى
الاستهتار بكل محاولات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة ويعكس حقيقة هذه الميليلشيات
التي تستخف بالدماء كما تستخف بقرارات الشرعية الدولية ولاتقيم وزنا للمواقف الدولية
التي تعمل على تعزيز مسار السلام والبحث عن فرص حقيقية للسلام المستدام .
أيها اليمنيون واليمنيات :
لقد آن الأوان ان ينعم شعبنا بالأمن والاستقرار
والرخاء والوئام ، لقد آن الأوان ان يعود الانقلابيون عن غيهم وان يرفعوا سطوة ايديهم
عن شعبنا وحريته وإرادته ومقدراته ، ولا يفوتنا في هذه المناسبة العظيمة أن نثمن عالياً
تضحيات الأبطال الشرفاء في الجيش الوطني والمقاومة الباسلة في كل شبر من ثرى أرضنا
الطاهرة ، وان نترحم ونتذكر بإجلال وتمجيد أرواح الشهداء الأبرار الذين رووا تربة هذا
الوطن بدمائهم الزكية وجادوا بأنفسهم من أجل عزتهم وكرامتهم وأرضهم وعرضهم ، وكذلك
الجرحى الميامين . كما لا يفوتنا أن نتوجه بالشكر والتقدير والعرفان لأشقائنا في مجلس
التعاون لدول الخليج العربية وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية بقيادة أخي خادم
الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ال سعود وكل دول التحالف العربي والاسلامي
الذين يساندون اليمن ويقفون معه في محنته هذه حتى يصل إلى بر الأمان .
الاخوة والأخوات:
أنها مناسبة جليلة وعظيمة أن نرفع أكُفنا
إلى السماء متضرعين إلى الله جل شأنه أن يتقبل صيامنا وقيامنا و ان يرحم شهدائنا و
يشفي جرحانا ويحمي بلادنا وينصر أبطالنا في ميادين الشرف و يحفظ شعبنا ويقوي عزيمتنا
وإرادتنا وان يعيد لنا امننا واستقرارنا وأن يجعل شهر رمضان الفضيل شهراً مباركاً للجميع.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته