أخبار الإقليم

22 سبتمبر, 2014 02:35:29 م

 


إقليم عدن / عرفات مدابش:


في ظل هذه المواجهات الدامية التي تجري في العاصمة صنعاء وبعد استقالة رئيس حكومة الوفاق الوطني، محمد سالم باسندوه، بدأ المراقبون والأطراف السياسية اليمنية يطرحون جملة أسئلة حول الأهداف الحقيقية لجماعة الحوثي، والتي بدت غامضة، بعد سيطرتهم على معظم أجزاء العاصمة.


 


وتحولت الاحتجاجات السلمية إلى عمليات عسكرية مسلحة استهدفت مقرات الحكومة وقيادة القوات المسلحة وغيرها من المؤسسات المهمة في البلاد، بينها مبنى التلفزيون الرسمي الذي يضم عددا من القنوات، يوحي بمخطط أكبر من الأهداف المعلنة التي طرحها الحوثيون في السابق. وضمن ما يطرحه المحللون فإن الهدف الرئيس لجماعة الحوثي هو إسقاط الحكومة، وهو قد تحقق باستقالة رئيسها محمد باسندوه وبتراجع الحكومة عن جزئية معينة من الأسعار التي جرى رفعها للمشتقات النفطية، لكن المحللين يؤكدون لـ«الشرق الأوسط» أن هدف الحوثيين أبعد من مسألة إسقاط الحكومة وأنهم يسعون إلى السيطرة على مناطق واسعة في العاصمة كما فعلوا في محافظات صعدة والجوف وعمران والسيطرة الجزئية لهم في محافظات حجة والمحويت وصنعاء (المحافظة)، إضافة إلى صنعاء العاصمة التي باتت الكثير من أحيائها تحت سيطرتهم في الوقت الراهن.


 


وتشير المصادر إلى أن الحوثيين يسعون لفرض منطقة آمنة في العاصمة شبيهة بالمنطقة الآمنة في بيروت المعروفة باسم «الضاحية الجنوبية»، تمتد من شمال صنعاء إلى صعدة مرورا بالجوف وعمران الموجودة أصلا تحت سيطرتهم.


 


وتشير مصادر سياسية إلى أن ما يقوم به الحوثيون هو إعادة إنتاج لما شهدته صنعاء في عام 1967، من حصار من قبل الملكيين، كما كانوا يسمون وهم آل حميد الدين والراغبين للعودة إلى السلطة بعد إقصائهم عنها مطلع ستينات القرن الماضي.


 


وتظل الكثير من الأسئلة حائرة وتحتاج إلى إجابة لما يسعى إليه الحوثيون الذين بينت التطورات أنهم على علاقة وثيقة بإيران التي لم تعد علاقتها بالسلطات اليمنية جيدة بعد أن ضبطت السلطات اليمنية عددا من الشحنات من الأسلحة الإيرانية المرسلة لجماعة التمرد الحوثي، كما تصفها السلطات اليمنية.


 


وبحسب المحللة المتخصصة في شؤون اليمن أبريل لونغلي العاملة مع مجموعة الأزمات الدولية، فإن القتال لم يكن قط بسبب مسألة خفض أسعار الوقود. إن هذه المسألة أعطت الحوثيين فرصة لحشد التأييد الشعبي ضد الحكومة غير الشعبية أصلا والدفع باتجاه مطالب أخرى. فالأهداف النهائية للحوثيين ليست واضحة وقد تتغير بحسب تغير المعطيات على الأرض. ولكن المواجهة تتعلق منذ البداية، على الأقل جزئيا، بمسألة تقاسم السلطة على المستوى الوطني وعلى ترجمة بعض مقررات الحوار الوطني مثل الشكل الفيدرالي للدولة ومسألة نزع السلاح. وعلى سبيل المثال، فإن الحوثيين يريدون أن يكونوا صناع قرار أقوياء وأن يحصلوا على حصة في السلطة تكون مساوية إن لم يكن أكبر من غرمائهم السياسيين لا سيما التجمع اليمني للإصلاح (حزب إسلامي). وسقف ما يطمحون لتحقيقه يزيد على ضوء المكتسبات التي يحققونها على الأرض.


 


وتستبعد لونغلي وجود انقلاب. قائلة إن الحوثيين يريدون أن يعيدوا إلى حد بعيد ما قاموا به في مدينة عمران.. لقد طوقوا صنعاء ويهاجمون خصومهم السياسيين، الإصلاح واللواء علي محسن الأحمر. إلا أن صنعاء ليست عمران، والتداعيات أكبر بكثير.. ومن خلال المعارك في العاصمة، يشكك الحوثيون في سلطة الدولة والرئيس هادي. إن ذلك يحمل الحوثيين مسؤولية كبيرة وقد يكونون على وشك إطلاق حرب لن يكون في وسعهم أن يفوزوا بها، لا هم ولا الدولة.


 


وحول إمكانية التوصل إلى اتفاق بين السلطة والحوثيين.. تشير المحللة الدولية إلى صعوبة التكهن بالإجابة على هذا السؤال في الوقت الحالي. وتقول إنه «من الممكن التوقيع على اتفاق، إلا أن القتال قد يستعر في العاصمة.. السياسيون من جميع الأطراف يقرون بمخاطر اندلاع حرب أهلية معممة. وليس مؤكدا أنه باستطاعتهم السيطرة تماما على جميع مقاتليهم. وفي المقابل أيضا، قد يسيء الحوثيون تقدير مدى إمكانية تقدمهم عسكريا من (دون اندلاع حرب واسعة النطاق) مما قد يتخذ بعدا طائفيا من دون شك».