أخبار الإقليم

01 أبريل, 2016 10:21:14 م

إقليم عدن/خاص:

تلجأ ميليشيات الحوثي – وفلول صالح لأعمال القصف العشوائي الممنهج، واستهداف المناطق المأهولة بالسكان في معظم حروبها، منذ نهاية العام 2013 في منطقة دماج بمحافظة صعدة، واستمرت تلك الانتهاكات في التزايد، وشملت قصف المدنيين والمناطق السكنية. وخلال المواجهات المسلحة التي شهدتها محافظات عدن، أبين، الضالع، لحج، سقط الآلاف بين قتيل وجريح جراء تلك الممارسات الإجرامية، بعد أن لجأ المتمردون إلى استخدام القصف العشوائي بمختلف الأسلحة الثقيلة على الأحياء السكنية والمناطق المدنية في محافظات تعز، والبيضاء، ومأرب، والجوف، ومديرية بيحان بمحافظة شبوة، ومديرية لودر بمحافظة ابن، ومارست تلك الميليشيات أساليب من التمويه والخداع، بقيامها بتوجيه ضربات للأحياء السكنية ومحاولة إلصاق تلك التهمة بقوات التحالف.

وعندما تشعر الميليشيات بضربات جوية على معاقلهم ومواقع تمركزهم، ومعسكراتهم، تقوم بشن حملات قصف على أحياء سكنية ومدارس ومراكز للمعاقين والأيتام والمكفوفين، لخداع الرأي العام وخلط الأوراق، وإظهار قوات التحالف في صورة المعتدي على المدنيين، إلا أن تلك المحاولات لم تجد حظها من التحقق، بعد أن أثبتت قوات التحالف العربي أن قوات المتمردين هي التي تقف وراء تلك الأعمال الإجرامية.

وبشكل خاص تشهد محافظة تعز مواجهات عنيفة مستمرة منذ نهاية مارس 2015 وحتى اللحظة، استخدمت فيها ميليشيات الحوثيين كافة أنواع الأسلحة الثقيلة، واستهدفت المناطق المأهولة بالسكان، وسقط نتيجة لها ما يقرب من 1529 قتيلا، بينهم 102 امرأة و221 طفلا. وفي حي المسقط المزدحم بالسكان، سقطت أكثر من قذيفة.

زيادة التلاحم

قال نائب قائد المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية بتعز، الشيخ عارف جامل إلى "الوطن" إن تعز هي أكثر مدينة تعرضت للقصف العشوائي، مشيرا إلى أن غالبية القصف تستهدف المدنيين، وأضاف "الاشتباكات تتم على خطوط التماس في المواجهات، بالجهتين الشرقية والغربية، ولكننا نفاجأ بقصف على وسط المدنية يستهدف المدنيين عمدا، والحوثي بعد حصاره لتعز ومداخلها دأب على استخدام مدافع الهاون والكاتيوشا وغيرها، وعندما يحقق الثوار تقدما على جبهات القتال، تلجأ الميليشيات إلى الاعتداء على المدنيين لإرغام الثوار على وقف تقدمهم. وأضاف "تتزايد حالات القصف بالصواريخ بشكل يومي، وتسبب ذلك في حالات وفاة كبيرة، خاصة في صفوف النساء والأطفال، وهذا القصف العشوائي وإن كان مؤلما إلا أنه زاد تلاحم وقوة المقاومة، وهذه الأعمال تهدف لإبادة المواطنين العزل جماعيا، ومن أبرز جرائم الميليشيات إطلاق صاروخ على شارع 26، حيث تسبب في مقتل وإصابة أكثر من 30 شخصا، لم يتمكن الأطباء من تقديم مساعدة لغالبيتهم في المستشفيات، وكذلك واقعة قصف سفينة خشبية في مديرية التواهي، تسببت في مقتل 95 نازحا وإصابة أكثر من 92، معظمهم من الأطفال والنساء.

تعمد استهداف المدنيين

أكد جامل أنه عندما تقوم قوات التحالف بقصفهم في صنعاء يقومون مباشرة بقصف مدنيي تعز، كما أنهم من خلال معايشتنا للواقع يسعون إلى شن حملات القصف بالتزامن مع ضربات التحالف، وحدث ذلك في مواقع متعددة، مثل وادي المرام، وتبة السلال، والحوبان، وغيرها، حيث قصفوا مواقع سكنية وسط المدينة، بهدف الإيحاء بأن ما وقع تسببت فيه قوات التحالف، رغم أن الجميع يعلم يقينا أن قوات التحالف تحدد أهدافها بدقة متناهية، وتعرف كيف تصيبها، وتراعي سلامة المدنيين، ولكن تلك الأعمال التي وقعت تسبب فيها الحوثيون، لأنهم مجرد عصابات إجرامية، لا تفكر بعقلية دولة، وتسعى لرفع الروح المعنوية لمقاتليها بأي ثمن"، وأشار جامل إلى أن الحوثيين دمروا المكان والإنسان في تعز، وتابع "هناك مأساة إنسانية تعيشها تعز، بسبب تلك الضربات الهمجية والعشوائية، وهؤلاء لا يعتمدون على المواجهات وجها لوجه.

مشكلات صحية

تابع جامل أنه بعد إحكام الحوثيين الحصار على تعز قاموا بقصف المدينة بطريقة عشوائية، وتابع "الأبرياء وكبار السن والأطفال والنساء هم ضحايا تلك الضربات العشوائية، والأمر لم يتوقف عند آثار الحصار والقصف العشوائي وعند سقوط الضحايا فحسب، بل ثمة مشاكل أخرى خطيرة تواجه من بقي من سكان المدينة، من أبرزها التلوث وتراكم النفايات بكل ما يشكله من مخاطر على صحة الإنسان والبيئة. ولذا فإن هذا الواقع الذي يعاني منه سكان المدينة يهدد بكارثة بيئية، لذلك بادر السكان من تلقاء أنفسهم لتنظيف الشوارع وإزالة الحطام والنفايات وإبعادها عن المنازل والمتاجر بقدر ما يستطيعون، لأن الوصول إلى مكبات النفايات خارج المدينة غير وارد أصلا، بسبب الحصار ونيران الحوثيين. واختتم بالقول "نعيش معاناة كبيرة، في ظل صمت دولي جراء ما يقوم به الحوثيون من انتهاكات كبيرة، شملت كل مقومات الحياة والكرامة، ولا نعلم لماذا كل هذا الصمت على جرائمهم؟ وهل يعقل أن تقبع مدينة كبيرة، مثل تعز، بدون مبرر، ضحية لحرب همجية لعصابات تبحث عن السلطة والمال فقط؟

(الوطن)