أخبار الإقليم

20 سبتمبر, 2014 10:58:45 م

إقليم عدن /صادق السلمي :


فيما رشحت أنباء عن قرب التوصل لاتفاق ينهي الأزمة في اليمن، تمسك المبعوث الدولي جمال بن عمر بالحذر، وقال في تصريحات صحفية "حاولت تضييق الفجوة بين الطرفين واتفقنا على عدد من النقاط التي يمكن استخدامها كأساس للاتفاق". كما أبدى أحد المقربين من الحوثي حذراً مماثلاً، مؤكداً التوصل لاتفاق "حول 98% من المشاكل" لكنه رفض تأكيد التوصل إلى اتفاق نهائي.

 مضيفاً أن زعيم التمرد عبدالملك الحوثي عين اثنين من معاونيه لتوقيع الاتفاق في صنعاء حال التوصل إليه. وكان الحوثيون قد عزلوا العاصمة اليمنية صنعاء عن العالم أمس، بعدما قطعوا طريق المطار، مما دفع شركات طيران عالمية إلى إلغاء رحلاتها الجوية إلى اليمن.


وتعيش العاصمة اليمنية على إيقاع توتر شديد الخطوة يرقى إلى درجة محاولة انقلاب، أكده الرئيس هادي في لقائه سفراء الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية، بعد أن كثفت جماعة الحوثي من هجماتها التي تستهدف قوات الجيش وخصومها الدينيين، بخاصة جامعة الإيمان، التي يتزعمها الشيخ عبدالمجيد الزنداني. وتواصلت الاشتباكات المسلحة بين مسلحي الحوثيين وقوات الجيش في أكثر من منطقة في العاصمة صنعاء، ولأول مرة يقدم مسلحو الجماعة على قصف مبنى التلفزيون الرسمي وقناة "سبأ" بقذائف الهاون، مخلفين عدداً من القتلى والجرحى في صفوف حراسات المبنى، الواقع على خط مدينة عمران، فيما حوصر بعض العاملين في التلفزيون ومنع البعض الآخر من الوصول إلى المبنى، الذي تم تعزيزه في وقت لاحق بقوات إضافية من الجيش. وأكد شاهد عيان في التلفزيون اليمني استمرار تعرض مبنى التلفزيون لقصف المسلحين نهار أمس، فيما توقف البث لدقائق، وبثت القناة شريطا خبريا يشير إلى تعرض المبنى للقصف المستمر.وقام وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر أحمد يوم أمس بزيارة تفقدية إلى مبنى التلفزيون وموقع معسكر الإذاعة الجديدة، حيث اطلع على أحوال الجنود وتفقد أوضاع العاملين في المبنيين. وأكد ناصر أن المؤسسة العسكرية والأمنية لن تقف مكتوفة الأيدي بعد اليوم إزاء كل من يحاول العبث بأمن واستقرار المواطن، ويسعى للإضرار بمنشآت ومصالح الوطن والشعب، وقال: "سنتصدى بحزم لكل من يحاول زعزعة الأمن والاستقرار، أو من تحدثه نفسه بالاستعلاء على الشعب وعلى الوطن عبر قوة السلاح والذي لن يكون مصيره إلا الفشل الذريع والمخزي". وكانت صنعاء قد شهدت ليلة دامية حيث هاجم الحوثيون قوات الجيش في أكثر من موقع، خاصة الحي الذي يقع بالقرب من جامعة الإيمان، وكذلك "الحي الليبي"، الذي تقع في نطاقه مقر الفرقة الأولى مدرع ومقر حزب التجمع اليمني للإصلاح.


وعاش القاطنون في تلك الأحياء أسوأ لياليهم مع أصوات الانفجارات الضخمة التي دفعت الأسر إلى الخروج من منازلهم خوفاً من تداعيات سلبية للأوضاع ، في وقت شدد فيه الحوثيون الخناق على بعض المواقع التابعة لحزب الإصلاح. وأكد أحد شهود العيان استمرار الاشتباكات المتقطعة وصعوبة تحرك المواطنين الذي خرجوا أمس الأول هرباً من الاشتباكات لدى محاولاتهم زيارة منازلهم لتفقدها، مشيراً إلى استمرار تمركز المسلحين في المنطقة. وأضاف أن مجاميع مسلحة دخلت ساحة كلية الطب، القريبة من الفرقة الأولى مدرع وجامعة الإيمان، قادمة من اتجاه شملان منذ مساء أمس.


وكانت شبكة الاتصالات وخدمة الإنترنت قد قطعت عن العاصمة صنعاء عند الساعات الأول من صباح أمس، قبل أن تعود للعمل عند الظهر، حيث تأثرت بذلك شركات الجوال التي تعمل في اليمن.من جهته، أكد مصدر مسؤول باللجنة الأمنية العليا أنه في الوقت الذي يتواصل فيه الحوار مع جماعة الحوثي برعاية وإشراف مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة ومستشاره الخاص لشؤون اليمن جمال بن عمر، قامت عناصر مسلحة من تلك الجماعة بالانتشار في بعض الأحياء السكنية بالمنطقة الشمالية من العاصمة، والاعتداء على نقاط الجيش والأمن.


(الوطن أون لاين)