أخبار الإقليم

29 مارس, 2016 09:38:51 ص

إقليم عدن/خاص:

في السادس والعشرين من مارس 2015 أعلنت المملكة العربية السعودية انطلاق عاصفة الحزم في اليمن، أما اسبب العملية المعلنة فكانت واضحة المعالم والأهداف، وأبرز هذه الأهداف هو دعم الشرعية اليمنية، بعد الانقلاب الحوثي عليها واحتلال معظم الأراضي اليمنية بقوة السلاح، ومنها العاصمة صنعاء، مهددين بذلك ليس الشرعية اليمنية فحسب وانما مستقبل هذا البلد العربي عامة، ولذلك كان لابد من تحرك عربي قوي حاسم وسريع وفعال يضع حداً لاعتداءات الحوثيين ولجم مخططاتهم الممولة والمدعومة من الخارج.

قوافل تشييع شهداء الإمارات تحولت إلى احتفالات فرح وطنية

وفي هذه العملية التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- تمت السيطرة على أجواء اليمن وتدمير الدفاعات الجوية ونظم الاتصالات العسكرية خلال الساعة الأولى من العملية بقيادة المملكة للتحالف العربي، أعلنت المملكة بأن الأجواء اليمنية منطقة محظورة، وحذرت من الاقتراب من الموانئ اليمنية، وأشرف وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان على الضربة الجوية الأولى على معاقل الحوثيين، والتي نتج عنها تدمير الدفاعات الجوية الحوثية بالكامل وقاعدة الديلمي وبطاريات صواريخ سام و4 طائرات حربية، دون أي خسائر في القوات الجوية السعودية، واستهدفت عشرات الطائرات الحربية، مواقع ومعسكرات الحوثيين والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح الذي أعلن اصطفافه مع الانقلابيين ضد الشرعية اليمنية، لغايات انانية بعيدة كل البعد عن الهم الشعبي أو المصلحة الوطنية التي يفترض أن تكون الموجه الاساسي لتحرك اي يمني وطني، ومنذ اللحظات الاولى للحرب تركز قصف طائرات التحالف في ذلك اليوم على جميع مواقع الحوثيين وصالح ولا سيما في عدن التي كانت على وشك الوقوع في براثن الانقلابيين الذين تحركهم قوى اقليمية معروفة، لا هدف لها سوى السيطرة على المنطقة، واضعاف مقدرات الأمة وتهديد الامن القومي العربي عامة، وأمن الخليج بصفة خاصة.

عاصفة الحزم شكلت الجدار المتين أمام الاختراقات الفارسية

وخلال شهر واحد تمكنت قوات التحالف من استعادة عدن وارجع وجوه الشرعية اليمنية اليها،، قبل ان تتابع زخمها لتحرير كافة التراب اليمني من سطوة وبراثن تلك العصابات الانقلابية المشبوهة المدعوة من الخارج، التي آلت على نفسها الاصطفاف في خندق اعداء الأمة ولا سيما نظام الملالي في طهران، الذي يعلن جهارا نهاراً عداءه الكبير للقومية العربية، انطلاقا من احقاد تاريخية، واحلام توسعية، لاعادة الامبراطورية الفارسية في المنطقة.

وقبل ان ندخل في تفاصيل هذا الحدث المدوي والكبير في المنطقة، لا بد لنا اولا من التوقف عند الحركة الحوثية، والقوى التي ساندتها، مما يلقي الضوء ايضاً على مبررات ومسوغات القرار الجريء والحكيم الذي اتخذته المملكة العربية السعودية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في خوض هذه الحرب من أجل حماية الامن القومي العربي، وقطع دابر الشر المستطير الذي تهب رياحه من إيران وبعض القوى الحليفة لها في المنطقة، حيث تشكل الحركة الحوثية منعطًفا مهًما وخطًرا في تاريخ الاستغلال السياسي للطائفية والمذهبية في اليمن، حيث تعمل المليشيات الحوثية بكل الوسائل المتاحة، بغية تحقيق أهدافها الإيديولوجية الخاصة، باعتبارها تمثل مشروًعا إمامًيا طائفًيا متخلًفا يهدد السلم الاجتماعي والأمن والاستقرار، ليس للخليج العربي فقط وانما على مستوى الإقليم ايضاً.

وعلى الرغم من الجهود الحثيثة التي بذلتها المملكة، والدول الخليجية لاحتواء الموقف بالطرق السلمية، ومع ان القرار الدولي رقم 2216 الذي كان صريًحا في معالجة الوضع الانقلابي وإصلاح ما أفسدته أيدي الميليشيات، لكن تطورات الاحداث اثبتت ان الميليشيات المسلحة لا تعرف الالتزام بأي تعهدات أو التزامات، وانها وان تراجعت حيناً الا انها سرعان ما تعود من جديد باعتقاداتها الخاصة التي تصر فقط على تحقيقها والتمكين لها ولو على حساب الوطن الذي تحاربه وتحارب سلامه للمرة السابعة في هذه الحرب الأخيرة.

مناورات الحوثيين وألاعيبهم

ولو عدنا الى اجندة الاحداث التي مر بها اليمن قبل اتخاذ القرار الحكيم والشجاع باعلان عاصفة الحزم لرأينا ان هذه المليشيات المتمردة على الشرعية والقانون خاضت ست حروب منذ تأسيسها عام الف وتسعمائة واربعة وتسعين وحتى ما قبل عاصفة الحزم العربية، وقد بدأت الحرب السابعة مبكًرا، في دماج القريبة من صعدة في يناير سنة 2014، وانتهت بسقوط العاصمة اليمنية صنعاء بأيدي الحوثيين والسيطرة الكاملة على مفاصل الدولة في 22 سبتمبر سنة 2014 بعد خمسة أسابيع من الحصار الذي بدأ في 18 أغسطس الماضي.

ولم يكتف الحوثيون بذلك وانما استمر هذا التوغل والابتلاع للدولة والمسار اليمني حتى بدء «عملية الحزم» للتحالف العربي.

القرار الأصعب

وهذا ما دفع بالقيادة الحكيمة في المملكة العربية السعودية، الى اتخاذ قرارها الشجاع والجريء والمتعقل ايضا في التحرك لمواجهة هذا الخطر الكبير الذي يتهدد امن واستقرار منطقتنا العربية.

وكان من الطبيعي ان تقف الدول الخليجية كلها وراء المملكة العربية السعودية التي تمثل ثقلاً عربياً وإسلامياً كبيراً، وفي مقدمة هذه الدول دولة الإمارات العربية المتحدة، التي تتسم بقيادتها العاقلة الرشيدة ومواقفها العربية البارزة في دعم الأشقاء العرب ونجدتهم، فمنذ نشأتها اعتمدت دولة الامارات العربية سياسة حكيمة قائمة على اقامة العلاقات السلمية مع جميع الدول، ولذلك فقلما خاضت الدولة حروبا، وانما كانت حربها دائما، ضد التخلف ومن اجل تحدي الصعاب، للوصول الى بناء المستقبل الواعد للشعب، ومعظم المهام التي ادتها القوات المسلحة الاماراتية كان لها طابع انساني واخلاقي، كمهام المساعدات الانسانية وما شابه.

الا انه مهمة قوات الامارات كانت في هذه الحرب مهمة قتالية اساسية مهمة وفاعلة، استطاعت ان تسهم اسهاما كبيرا في تحول ميزان القوى على الارض، وانطلاقا من تلك الثوابت قدمت دولة الإمارات منذ مشاركتها في التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، لإعادة الأمل في اليمن، عدداً من الشهداء البواسل الذين استشهدوا دفاعاً عن الحق ونصرة للمظلوم، مقدمين أرواحهم لإعلاء الحق خلف قيادتهم صفاً واحداً ضمن بيت متوحد متآزر متاحم.

الإمارات والموقف العربي الواحد

صحيح ان الامارات العربية المتحدة شاركت في الكثير من المهام ذات الطابع العسكري ولا سيما الانساني ، وان هناك شهداء كثر قدمتهم الامارات على دروب العطاء الطويلة، الا ان استشهاد عشرات العسكريين من ضباط وضباط صف وأفراد الشرفاء من ابناء القوات المسلحة الاماراتية البطلة في اليمن، جاء ليثبت ان هذه الدولة العربية المعطاء لا ولم ولن تبخل ابدا في تقديم جسام التضحيات في سبيل الحفاظ على مبادئها والقيم العربية الاصيلة التي قامت عليها، فقد آلت دولة الإمارات العربية المتحدة على نفسها الا ان تكون ناصراً ومعينا لابناء الشعب اليمني وأول المبادرين بنجدته، الذين حاول الحوثيون ومليشيا صالح اختطاف حريتهم ورهن بلادهم لخدمة المشروع الفارسي التوسعي في المنطقة على حساب المصالح العربية القومية، وقد تحالفت الدول العربية لنصرة الضعيف وردع الظالم، وكان لدولة الامارات العربية كما هو دائما شرف المشاركة في هذا العمل الوطني والقومي البطولي، وقد حققت هذه القوات العربية ومن ضمنها قوات الامارات تقدما كبيرا، وفي المقابل دفعت ثمن هذا التدخل من دماء أبنائها أكثر من 70 شهيدا من ابنائها العسكرييين الأبطال الذين نالوا شرف الشهادة وروى بدمائهم الزكية أرض المعركة بكل شرف واستبساد وإقدام وشجاعة، في سبيل مرضاة الله تعالى وقتال البغاة الظلمة الطامعين، وكلما ودعت الإمارات أحدهم وقد كفن بعلمها ارتفعت هامات الآخرين عاليا ترنو للشهادة ملبين نداء الوطن في سبيل إعلاء كلمة الدين ورفع الظلم عن المظلومين.

ومع ان تقديم الامارات العربية المتحدة للعشرات من ابنائها في ساحات الشرف كانت خسارة ثقيلة ومؤلمة، ومحزنة لكل عربي واماراتي بشكل خاص، الا ان ما يجب التوقف عنده بامعان، هو الطريقة التي استقبل بها شعب الامارات العربي الاصيل، وعلى رأسه قيادته الوطنية الحكيمة، هذا الخطب الجلل، حيث اسقبلت القيادة والشعب في الامارات العربية المتحدة ما جرى، بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، وباحساس بالمسؤولية قل نظيره، فحبس المجتمع الاماراتي العربي حزنه، وترجمه بصورة من الفخر والاعتزاز، محولا مواكب تشييع شهدائه الشجعان الابرار الى اعراس وطنية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فتحولت مواكب التشييع الى مناسبات وطنية جدد فيها شعب الامارات العربي الاصيل، وقيادته الحكيمة الايمان بحتمية الانتصار على اعداء الامة، عبر التمسك بالمباديء والمواقف العربية الاصيلة، التي تعكس ما يتميز به هذا الشعب من شجاعة ووطنية وعروبية، تنحني امامها الهامات.

والحقيقة ان دولة الامارات العربية المتحدة استطاعت ان تقدم خلال عاصفة الحزم وإعادة الأمل أنموذجاً وطنيا مشرفاً للدول ذات المصداقية، على مستوى القيادة والشعب، اذ قدمت عشرات الشهداء من خيرة شبابها الغيارى، من جنود وضباط بواسل، كما اثبتت القيادة السياسية الاماراتية، انها ليست قيادة تقليدية تدير الامور عبر التوجيه عن بعد، وانما انغرست في صميم وعمق الحدث وحساسية خطورته، فكانت مثالاً للقيادة الحية الشجاعة، والوطنية العالية بامتياز، اذ انه ومنذ اللحظات الاولى لعاصفة الحزم، كانت القيادة السياسية في الامارات وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة الإمارات العربية المتحدة حاكم دبي، وسمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد ابوظبي النائب القائد العام للقوات المسلحة الإماراتية، واخوانهم الشيوخ من حكام الامارات، كانت هذه القيادة على تماس مباشر مع الحدث، ولم تبخل ابداً في تقديم كل ما يلزم لدعم عاصفة الحزم وإاعة الأمل في هذة المعركة العادلة والمصيرية الساعية الى حماية الشرعية اليمنية، والدفاع عن الشعب العربي اليمني، في مواجهة الاعتداءات والجرائم التي تنفذها المليشيات الانقلابية.

كما ان الزيارات المكوكية التي قام بها عدد من قادة الامارات الى المملكة العربية السعودية باستمرار، ولا سيما زيارات سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، سواء لقادة المملكة أو الى المواقع العسكرية في المملكة، تثبت بشكل لا يقبل الشك ان هذه القيادة جعلت من الهم القومي العربي، اولوية الاولويات بالنسبة لها، وان تقف الى جاني المملكة العربية السعودية ليس بكونها دولة مجاورة، وانما لانها صاحبة المواقف العربية القومية الصادقة والمشرفة، وهي المواقف التي باتت تمثل الباروميتر للمواقف العربية كلها، ذات الابعاد القومية والوطنية، ناهيك عن الثقل الكبير الذي تمثله المملكة على الصعيد الإسلامي فهي قبلة المسلمين أجمع بالعالم.

كذلك ايضا فان ايمان دولة الامارات باهمية الشهادة والشهداء، جعلها تحتفل ايما احتفال بشهدائها الذين رووا ارض اليمن بدمائهم الطاهرة حتى ان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات قرارا بأن يوم (30 نوفمبر) هو يوم الشهيد حيث تم اعتباره مناسبة وطنية وإجازة رسمية من كل عام في جميع أنحاء دولة الإمارات، وذلك تخليدا وعرفانا بما بذله شهداء الوطن من تضحيات بأرواحهم أثناء تأديتهم للواجب الوطني في كل الميادين العسكرية والمدنية، صحيح ان دولة الامارات العربية المتحدة قد شاركت في الكثير من المهام ذات الطابع العسكري ولا سيما الانساني كما سبق وذكرنا سلفا، وان هناك شهداء كثر قدمتهم الامارات على دروب العطاء الطويلة، ويعكس الاسراع الاماراتي بالالتحاق بعاصفة الحزم وإاعدة الأمل والاهتمام بالشهداء وقضيتهم في الامارات الاخلاق التي تربى عليها شعب الامارات العربي، والتي تمثلها تلك القيم النبيلة التي زرعها المغفور له باذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله تعالى صاحب المواقف الوطنية والعربية والإسنانية، بما كان يمثله من تواضع وحب للوطن وتضحية بلا حدود من اجل الامة والوطن، حيث تسابق حكام وشيوخ الامارات كافة للتعبير عن مشاعرهم الوطنية الجياشة، وتقديسهم للشهداء والشهادة، خلال احداث عاصفة الحزم، مثبتين انهم القيادة الامثل لهذا الشعب العربي الذي نشأ وتربى على القيم العربية، وحب الوطن.

ولذلك نقول انه ليس بمستهجن ابدا ذلك الموقف الرسمي والشعبي، الذي رافق استشهاد عشرات الجنود الإماراتيين، خلال تادية واجبهم الوطني في اليمن، خلال عاصفة الحزم، وما تلاها عبر اعادة الأمل حيث تفاعلت دولة الامارات بكل مستوياتها الرسمية والشعبية مع هذا الحدث الكبير، لتعطي من جديد صورة لانموذج الدولة الوطنية الحضارية، والتي تدرك جيدا ان قيمة الوطن من قيمة ابنائه، وان تكريم شهداء الوطن والاهتمام بقضيتهم، احد ابرز المهام التي تقوم بها الدولة ويتمثلها الشعب الاماراتي بكافة اطيافه، والذي اثبت مرة اخرى انه على مستوى المسؤولية الوطنية، بوقوفه خلف قيادته الحكيمة التي آلت على نفسها الا ان تشارك في العمل الخليجي العربي المشترك، لاعادة الشرعية الى اليمن، واستئصال شأفة المتمردين الحوثيين الذين ارادوا ان يكونوا كمخلب القط بالنسبة للاطماع الفارسية في المنطقة

انتصار دولي

وعلى الصعيد الدولي يبدو موقف الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن متمسكاً بضرورة تنفيذ قرارات الشرعية الدولية ولا سيما تنفيذ القرار الدولي ٢٢١٦ كأساس للحل السلمي في اليمن، مع استمرار تمديد العقوبات على صالح والحوثي ومن معهما كمؤشر إيجابي على استمرار هذا التماسك تجاه القضية اليمنية.

في ظل هذه الصورة الجيدة لنتائج عاصفة الحزم تمر الذكرى الأولى لبدء هذه العملية التي جاءت بطلب رسمي من الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي لمساندة الشرعية الدستورية وإنهاء الانقلاب والتمرد المسلح الذي قام به تحالف الحوثيين – صالح

انتصارات بالجملة

خلال أسابيع معدودة بدأت «عاصفة الحزم» تحقق أهدافها المرجوة في تدمير ميليشيات الحوثي وصالح ودعم صمود المقاومة الشعبية التي كانت قد بدأت تتشكل في عدد من المحافظات اليمنية. وإلى جانب الإنجاز الميداني على الأرض مضت الدبلوماسية الخليجية وفي مقدمها السعودية بهدوء شديد وكفاءة عالية في رص المجتمع الدولي حول مشروع القرار ٢٢١٦ الذي صدر في النصف الأول من شهر نيسان (أبريل) الماضي بأكثرية ١٤ دولة في مجلس الأمن وتحفظ روسيا، وأصبح هو أساس الحل السلمي للقضية اليمنية.

ويمكننا القول انه على الصعيد السياسي كان القرار ٢٢١٦ وما زال أهم إنجاز سياسي ودبلوماسي في ما يتعلق باليمن، إذ انه أكد وحدته وأمنه واستقراره ودان التمرد والانقلاب وأكد دعمه للرئيس هادي وحكومته وحدد الأسس والخطوط العريضة لإنهاء الانقلاب

الصيد في الماء العكر

ويكفي للدلالة على ما نقول محاولات إيران المستمرة قبل وخلال الحرب مد يدها إلى المتمردين، وإيصال السلاح بكل الوسائل والطرق لبسط سيطرة طهران على اليمن، وتحقيق المخطط الفارسي في الهيمنة على المنطقة العربية حيث أعلن أكثر من مرة عن ضبطيات لأسلحة إيرانية في طريقها إلى مليشيات الحوثي الإرهابية التي اعتدت على الشرعية اليمنية، وقتلت ونهبت مقدرات الشعب اليمني الذي يعاني من إرهاب الحوثيين والمخلوع صالح الذين عاثوا بالأرض فساداً.

وكما هو معروف كان التهريب للأسلحة الإيرانية إلى الحوثيين في اليمن يتم بدرجة أساسية عن طريق البحر، كما دلت على ذلك جيهان 1 و2 التي تم ضبطها وإيقافها عام 2012، كما أن هناك معلومات حول استخدام الحوثيين للكثير من الجزر في البحر الأحمر كممرات ومحطات للتهريب، بالإضافة إلى استخدام طرق برية للتهريب، كما اتضح من شحنة الأجهزة العسكرية المتطورة التي تم ضبطها في مأرب قبل تحرير كامل ترابها من عصابات الحوثي وصالح

ولذلك ومن كل ما تقدم نستطيع ان نقول بكل فخر ان عاصفة الحزم ومن بعدها عملية اعادة الأمل في اليمن كانت خطوة مهمة ورائدة، ليس في تحرير اليمن من سيطرة عصابات الحوثيين وصالح التخريبية الانقلابية وحسب، وانما الجدار الاستنادي القوي الذي سيحمي في المستقبل الامن القومي العربي بشكل عام والخليجي خاصة، من مؤامرات وخطط ملالي إيران الخبيثة التي يحيكونها للمنطقة، مستغلين الشعارات الطائفية البغيضة، التي يراد منها تمزيق النسيج الوطني والقومي العربيين.

واخيراً لابد من القول ان الانتصار العربي الذي سجلته عاصفة الحزم وإعادة الحزم في اليمن، سيؤسس لانتصارات قادمة عنوانها ان زمن التردد والضعف العربي قد ولى والى الابد، وان على كل متآمر على هذه الامة العريقة، ان يحسب الف حساب قبل ان يقدم على اي خطوة عدائية او عمل تخريبي في الجغرافيا العربية عامة

انه انتصار عربي جديد سيكتب سطوره التاريخ العربي بدماء الشهداء الابرار الذين قدموا ارواحهم الغالية رخيصة في سبيل الدفاع عن الوطن والكرامة العربية والقيم الإسلامية الحنيفة.

(الرياض)