أخبار الإقليم

17 سبتمبر, 2014 04:38:16 م

عدن  / خاص    :

تنعي قيادة تكتل الجنوبيين المستقلين ومؤسسة (الحقيقة) للإعلام، وفاة القائد التاريخي الأستاذ عبدالله بن عبدالمجيد الأصنج والذي برحيله خسر الشعب واحداً من كبار المناضلين وجيل المؤسسّين الطليعيين للحركة الوطنية المعاصرة، الذين بعثوا قضية الجنوب منذ منتصف القرن الماضي من تحت رماد الإحتلال وأعادوه الى خارطة شعوب المنطقة كشعب مناضل من أجل حقّه في الحرية والاستقلال.

لقد كرّس الفقيد القائد عبدالله الأصنج حياته ونضاله، وبذل عمره كاملاً منذ مطالع شبابه وحتى الرمق الأخير من حياته الزاخرة بالعطاء والنضال في سبيل  قضية شعبه العادلة وحقوقه الوطنية الثابتة والمشروعة.

لقد مثل الفقيد القائد مدرسة كفاحية ونضالية مفعمه بالتجارب والخبرات مند مطلع خمسينيات القرن الماضي منطلقاً من مدينة عدن (الشيخ عثمان) حيث مسقط رأسه وأسرته ونشأته ودراسته وعمله في "شركة خطوط عدن الجوية" الذي شهدت بروزه النقابي فيها كقيادي في العام 1953م ثم مشاركته مع صفوة من المناضلين في الحركة النقابية في "مؤتمر عدن للنقابات" عين بعدها أمينا عاما له، فمشاركته في اجتماعات "الاتحاد الدولي للعمال العرب" و"الاتحاد العالمي الحر"، فأختير تقديرا لدوره الفعال أمينا عاما للاتحاد الدولي. وفي الجانب السياسي أسهم في تأسيس "الجبهة الوطنية المتحدة" في عام 1955م، و "حزب الشعب الاشتراكي" في 1962م، و "منظمة التحرير" في عام 1964م، واختتمها بجبهة تحرير الجنوب اليمني المحتل الى حين إستقلال الجنوب من الإستعمار البريطاني في العام 1967م.

ولم ينقطع عطاءه الوطني بعد نزوحه الى الجمهورية العربية اليمنية حيث تقلد وبناءاً على طلب من قيادتها العديد من المواقع القيادية السياسية ابتدءاً من العام 1971م، فشغل وزارات الخارجية والإقتصاد والمواصلات  وكذا امينا عاما للاتحاد اليمني، ومستشارا سياسيا للرئيسين إبراهيم الحمدي وأحمد الغشمي.

إنّ خسارتنا وخسارة شعبنا بغيابه في هذه اللحظات الصعبة التي تمر بها قضيّتنا فادحة وفجيعتنا بفقدانه لا تعوَّض، فقد كان واحداً من سواري الوحدة الوطنية  الشامخة ومدافعاً لا تلين له قناة عن مشروعه وثوابته  الوطنية الراسخة فلم ينحرف بصره، ولم تضل بصيرته يوماً عندما كانت الأخطار والخطوب تحدق به وبشعبنا في كافة مراحله ألحرجه من أيّة جهة كانت، فقد كان يُحسِن الإصغاء إلى صواب قلبه، وإلهام عقله وفطرته الوطنية الصادقة والأصيلة.

لقد جاء تأسيسه مؤخرا لتكتل الجنوبيين المستقلين كإطار يوفر للمستقلين من أبناء الجنوب منبراً للتعبير عن أرائهم الحرة ومشاركتهم في توجيه القرار الجنوبي بعيداً عن الوصايه وتعقيدات العمل التنظيمي التقليدي.

رحل القائد الكبير في هذه اللحظات البالغة الدقّة والخطورة من تاريخ شعبنا ليلحق برفاقه من قادة شعبنا ومناضليه الذين حملوا على عاتقهم عبء عقود من النضال وهم في طريقهم إلى تحقيق حلم الوطن الآمن المستقر الواعد بالخير والنماء. إنه واحد من أبرز القادة الذين اضطلعوا بدور تاريخي في الحركة الوطنية والحركة القومية العربية عموما، فقد كان من ذلك الصنف من الرجال والقادة الذين يثيرون حسد الجبال.

رحل القائد عبدالله الأصنج ولكنه لن يغيب عنا، أنه أحد أسماء هذا الوطن وعنوانه التاريخي البارز.

تغمد الله فقيدنا وقائدنا بواسع رحمته واسكنه فسيح جناته مع الصديقين الأبرار، والهم أهله وعموم أبناء شعبه الصبر والسلوان.

 

تكتل الجنوبيين المستقلين

و مؤسسة (الحقيقة) للإعلام

17 سبتمبر 2014م