كتابات وآراء


26 أكتوبر, 2015 11:24:00 م

كُتب بواسطة : فريد احمد حسن - ارشيف الكاتب


كلما حققت قوات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية تقدما في معركة إعادة الشرعية إلى اليمن وشعر الحوثيون بأنهم صاروا في موقف صعب كلما زاد عدد الفيديوهات التي يتم إنتاجها للنشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي وبعض الفضائيات بغية توصيل رسالة مفادها أن الحوثيين هم الذين يتقدمون وأنهم هم الذين يحققون الانتصارات تلو الانتصارات وأنهم هم المسيطرون على أرض المعركة وأن قوات التحالف هي التي تتكبد الخسائر في كل يوم بل في كل ساعة وأنها لا تنشر الأخبار الصحيحة. هذا الأمر وإن كان واردا أو حتى مشروعا في الحروب إلا أن المتلقي في نهاية الأمر يستطيع أن يميز بين الأخبار الصادقة وتلك التي يكذب صانعوها عليه خصوصا وأن التقنية المتوفرة اليوم يمكنها أن تصور معركة كاملة يتكبد فيها الآخر ما شاءوا له تكبده من خسائر في مكتب صغير باستخدام الكمبيوتر.

وهذا يعني أن الفيديوهات التي يتم توزيعها تعاني من نقص الصدق وإن بثتها فضائيات يفترض أنها تحافظ على سمعتها واسمها. قبل أيام تابعت بعض الحسابات التي يديرها حوثيون أو محسوبون عليهم أو مناصرون لهم وتوصلت إلى نتيجة يمكن أن يصل إليها كل من يتابع تلك الحسابات ملخصها أنه لو كانت تلك الأخبار التي يوردها أولئك في تغريداتهم صحيحة فإن هذا يعني أنه لن يبقى من جنود التحالف بعد شهر من الآن إلا القليل الذي ستنحصر مهمته في رفع الراية البيضاء! منطقيا لا يمكن لقوات تخسر في اليوم الواحد هذا العدد الكبير من الجنود والضباط وفي نفس الوقت تحقق تقدما يراه العالم كله رأي العين، وبالمقدار الذي يرى فيه الناس تموضع وتقدم قوات الحزم في مأرب فإنه يرى أيضا مبالغة الحوثيين في نشر أخبار تقدمهم في المعارك.

لو كان ما يقوله أولئك صحيحا لما غامر الرئيس الشرعي لليمن عبدر ربه منصور هادي بالسفر إلى عدن وإدارة العمليات من هناك. لولا أن ما نشرته وتنشره قوات التحالف في الفترتين السابقة والحالية صحيحا لما وصل الأمر إلى حد أن ينتقل الرئيس اليمني من الرياض إلى عدن وتنتقل قبله حكومته ورئيسها. أي أنه لو كانت الأخبار التي يبثها الحوثيون صحيحة لما أمكن الإقدام على هذه الخطوة. الواضح الآن هو أن قوات التحالف بقيادة الشقيقة الكبرى تحقق تقدما كبيرا على كل الجبهات وأن هذا التقدم أتاح للرئيس هادي فرصة الانتقال مع حكومته إلى عدن وأن الوقت لن يطول حتى يجد الحوثيون أنفسهم مرغمين على إلقاء السلاح ورفع أيديهم والاستسلام لتدخل قوات التحالف صنعاء وليتم تنفيذ المشهد الأخير من هذه المعركة المؤلمة والمتمثل في إعادة الأمور إلى نصابها وعودة الشعب اليمني إلى البناء ومواصلة الفعل الحضاري الذي هو فعله على مدى التاريخ.

لن يطول الوقت حتى تنتهي هذه المعركة المؤلمة والطارئة على المجتمع الخليجي بالانتصار على الحوثيين وعودة الشرعية إلى اليمن، هذا البلد العربي الأصيل الذي لا يستحق ما جرى عليه نتيجة تهور البعض واستسلامه لخياله وأحلامه، ولن يطول الوقت حتى يرفع داعمو الحوثيين أيديهم عنهم ويتركونهم ليواجهوا ما تبقى من أيام للمعركة وحدهم. ولعل الأفضل اعتبارا من الآن التفكير في عملية إعادة بناء اليمن فالمعركة في فصلها الأخير والنتيجة واضحة وضوح الشمس، وقد لا ينتهي العام الميلادي الجديد إلا وقد انتهى معه الحوثيون الذين لن يتمكنوا من إعادة الكرة مهما سمحوا لأحلامهم أن تسيطر على عقولهم، فما ذاقوه في هذه الحرب وما خسروه يجعلهم يفكرون ألف مرة قبل أن يخطوا خطوة مماثلة للتي خطوها عندما ضحك عليهم الشيطان وزين لهم الأمر واعتقدوا أنهم يستطيعون أن يسيطروا على كامل اليمن.   

*كاتب بحريني نقلا عن الوطن الإماراتية