كتابات وآراء


26 أكتوبر, 2015 11:21:00 م

كُتب بواسطة : شملان يوسف العيسى - ارشيف الكاتب


عقد في مدينة أبوظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، منتدى "الاتحاد" السنوي العاشر تحت عنوان "اليمن: الانقلاب الحوثي والرد الخليجي"، على مدى يومي 20 و21 أكتوبر الحالي نوقش فيه 11 عشر بحثاً أعدها كتاب الصحيفة في صفحة "وجهات نظر".
ورغم اتفاق الجميع على أن التحرك الخليجي في اليمن جاء للدفاع عن الشرعية، ومنع تمدد النفوذ الإيراني، والعمل على فرض الاستقرار في اليمن، إلا أن التباين في وجهات النظر انصب كله حول مستقبل اليمن بعد "عاصفة الحزم". أحد المشاركين أكد بأن اليمن بيئة معقدة؛ فالواقع الجغرافي لليمن يوفر بيئة صالحة للعصابات، حيث الجبال والتضاريس الوعرة، خاصة في ظل انتشار السلاح، كما أن المجتمع اليمني قبلي والبلد ممزق طائفياً ومناطقياً.. فهذه السمات هي التي أوصلت صالح والحوثيين للسلطة. وذكر آخر أن الوضع السياسي في اليمن مفعم بالاضطرابات، فهنالك حراك جنوبي ونشاط لـ"القاعدة" متواصل في ظل ضربات أميركية تشنها طائرات من دون طيار، فيما تؤجج التدخلات الإيرانية المشهد اليمني، وذلك في غياب رادع أميركي. أحد المشاركين يرى بأن التهديد الحوثي للمملكة العربية السعودية ليس تهديداً عسكرياً فقط، بل هو تحرك أيديولوجي أيضاً، فالحوثيون لا يؤمنون بالدولة الوطنية لأنهم يسعون لإقامة دويلة في شمال اليمن، حيث لا توجد دولة مركزية تسيطر على الأمور، فقد كانت القبلية تلعب الدور الأكبر في إدارة الأمور.
ومما يجعل الأمور أكثر تعقيداً في اليمن أن الفكر الديني لدى الحوثيين تحول من التسامح إلى التطرف، وهذا يطرح تساؤلاً موداه: هل ظهرت الحركات الدينية المتطرفة نتيجة فشل الدول في إدارة التنوع داخل مجتمعاتها؟ لا شك أن الكثير من المشكلات إنما أتت من الداخل، ومن ثم ظهر ارتباط أطرافها بالخارج، جراء سوء إدارة التعدد الذي فتح الباب أمام إيران لاستثمار ذلك في مشاريعها. لذلك لابد من مصالحة وطنية لحماية الوضع الداخلي اليمني وليس لوم الآخر. أرجع أحد الباحثين مشاكل اليمن إلى ضعف الدولة في العالم العربي، وهذا هو أساس المشكلة، إذ لابد من الاهتمام بالمجتمع وقضاياه الشائكة وليس بالعلاقات السطحية بين الدول. ومن مظاهر ضعف الدولة في اليمن أن الجيش هناك أصبح قبائلياً، وأصبح عاملا إضافياً لتوتير الوضع العام. وفي هذا الخصوص تساءل أحد الأكاديميين: نحن نتكلّم عن المصالحة في اليمن، كيف ستتصالح القبائل اليمنية وتجلس على مائدة مستديرة، خاصة أن الخلاف في اليمن قائم حول السلطة والثروة؟ هل يمكن الوثوق في أشخاص أوصلوا البلاد إلى مهاوي الفوضى والفقر؟ هل التوافق اليمني سيتم في إطار حوار وطني شامل؟ وأخيراً نرى أن ندوة "الاتحاد" هذا العام كانت متميزة، لأنها وضعت رؤية واضحة للأوضاع في اليمن، يمكن الاسترشاد بها من جانب أصحاب القرار، ودعماً لإيجاد توجه سليم يوحد الرؤية الخليجية حول مستقبل اليمن بعد حرب "عاصفة الحزم".
نقلا عن "الاتحاد" الاماراتية